ارتفاع العقود الآجلة لأسعار النفط مع انخفاض مؤشر الدولار وعجز المخزونات للأسبوع الخامس على التوالي
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام خلال الجلسة الأمريكية وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للأدنى له منذ 31 من تموز/يوليو الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاءء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً والتي تضمنت أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقلص العجز في المخزونات بصورة فاقت التوقعات.
في تمام الساعة 06:02 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي نيمكس تسليم 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل 1.47% لتتداول حالياً عند مستويات 70.88$ للبرميل موضحة الأعلى لها في أسبوع مقارنة بالافتتاحية عند 69.85$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تشرين الثاني/نوفمبر القادم 0.23% لتتداول عند 79.21$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 79.03$ للبرميل، وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.10% إلى 94.54 موضحاً الأدنى له في سبعة أسابيع مقارنة بالافتتاحية عند 94.64.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن بيانات سوق الإسكان التي أظهرت ارتفاع المنازل المبدوء إنشائها وتراجع تصريح البناء في الولايات المتحدة خلال آب/أغسطس، حيث أوضحت قراءة مؤشر المنازل المبدوء إنشاؤها ارتفاعاً 9.2% أي إلى 1,282 ألف منزل مقابل تراجع 0.3% عند 1,174 ألف منزل في تموز/يوليو الماضي، متفوقة على التوقعات التي أشارت لارتفاع 5.7% عند 1,238 ألف منزل.
وفي نفس السياق، انخفضت تصاريح البناء وفقاً لقراءة المؤشر للشهر الماضي 5.7% أي إلى 1,229 ألف تصريح مقابل ارتفاع 0.9% عند 1,303 ألف تصريح في تموز/يوليو، بخلاف التوقعات التي أشارت لارتفاع 0.5% عند 1,310 ألف تصريح، وجاء ذلك بالتزامن مع صدور قراءة مؤشر الحساب الجاري والتي أظهرت تقلص العجز إلى 101$ مليار مقابل 122$ مليار في الربع الأول الماضي، متفوقة على التوقعات التي أشارت لعجز 104$ مليار.
وصولاً إلى الكشف عن التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية والتي أظهر تقلص العجز إلى 2.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 14 من أيلول/سبتمبر مقابل عجز 5.3 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص العجز إلى 2.7 مليون برميل، لنشهد انخفاض المخزونات إلى 394.1 مليون برميل، وتعد المخزونات 3% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
وفي نفس السياق، فقد أوضح تقرير الوكالة ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 1.7 مليون برميل، بينما تعد المخزونات 8% أعلى من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد ارتفعت 0.8 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات 2% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا يوم أمس الثلاثاء أعرب الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك محمد باركيندو عن كون المنظمة والمنتجين من خارجها يسعون للاتفاق على إطار لتعاون طويل الأجل بحلول كانون الأول/ديسمبر المقبل خلال فعليات اجتماع منتجي النفط في فيينا، موضحاً أن المستهدف هو إضفاء الطابع المؤسسي على هذا التعاون والوصول للإطار الدائم، آملين أن يكون ذلك بحلول نهاية العام الجاري.
كما أفاد باركيندو أنه من المقرر مناقشة آلية يتبنها المنتجين من داخل المنظمة أوبك وحلفائهم من خارج المنظمة لضمان الوصول إلى مستوى الالتزام بإمدادات النفط المستهدفة عند 100% من اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري خلال اجتماع المنظمة المقبل في الجزائر في 23 من هذا الشهر.
وأكد باركيندو على قوة الطلب على النفط الخام وذلك على الرغم من أنه بدأ في مواجهة رياح معاكسة نظراً لبعض العوامل الخارجية والتي لا تملك المنظمة أي تأثير عليها، معرباً أن منتجي النفط عليهم المضي قدماً في التعاون فيما بينهم في ظلال تلك الظروف، ومضيفاً أنه يجب العمل على تمديد اتفاق أوبك لخفض الإنتاج العالمي للنفط بالتعاون مع حلفاء المنظمة وعلى رأسهم روسيا.
ونوه باركيندو أيضا في وست سابق اليوم أنه لا يوجد بدائل يمكن تنفيذها سوى التعاون بين أعضاء المنظمة وحلفائهم المنتجين للنفط من خارج أوبك فيما يتعلق باتفاق دائم، موضحاً أن انخفاض أسعار الخام تسبب في صدمة بصناعة النفط وكساد الاستثمارات في القطاع، مما يجعل التعاون المستمر بين المنتجين هو الطريق الوحيد لتعزيز الاستقرار في الأسواق.
وفي سياق أخر، نوه أيضا وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بالأمس لكون ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات 70$ و80$ للبرميل يعد وضع مؤقت ويرجع بشكل أو بأخر للمخاوف حيال انخفاض إمدادات النفط الخام على أعتاب اكتمال العقوبات الأمريكية المشددة على إيران بحلول تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، مضيفاً أن تقديرات المحللين والشركات تشير لاحتمالية انخفاض أسعار النفط إلى مستويات 50$ للبرميل على المدى الطويل.
وفي نفس السياق، صرح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح هو الأخر بالأمس أن الأوضاع في سوق النفط مطمئنة على الرغم من المخاوف حيال العقوبات المرتقبة على طهران وتأثيرها على صادرات إيران ثالث أكبر منتج لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، بالإضافة إلى تصاعد حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أكبر مستورد للطاقة في العالم وثاني أكبر مستهلك للطاقة عالمياً بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وأفاد المهندس خالد الفالح أن المملكة العربية السعودية أكبر منتج لدى أوبك وأكبر مصدر عالمياً للنفط، تيسر بخطى قوية وسريعة نحو التنوع في موارد الطاقة وزيادة الاستثمار في الطاقة النووية والطاقات المتجددة الأخرى، وفي المقابل، أكد مستشار وزير النفط الإيراني مؤيد حسيني أن العقوبات الأمريكية المرتقبة على بلاده لن تؤدي لتوقف مبيعات النفط الإيراني نهائياً، معرباً أن منتجو النفط الآخرون لا يستطيعون إحلال النفط الإيراني بالكامل.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 7 منصة إلى إجمالي 867 منصة، ويذكر أن ارتفاع الإنتاج الأمريكي للنفط مؤخراً جعل أمريكا تحتل للمركز الثاني عالمياً في إنتاج النفط على حساب المملكة العربية السعودية، بينما لا تزال روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً تحافظ على الصدارة مع إنتاجها 11.21 مليون برميل يومياً.