انخفاض العقود الآجلة لأسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي
المضارب العربي
تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية وسط الاستقرار الإيجابي لمؤشر الدولار الأمريكي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما وذلك ووسط تغيب السوق الأمريكي اليوم الاثنين بسبب عطلة يوم العمال هناك وفي أعقاب أظهر التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز ارتفاع منصات الحفر في الولايات المتحدة.
في تمام الساعة 04:25 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل 0.24% لتتداول حالياً عند مستويات 69.62$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 69.80$ للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تشرين الأول/أكتوبر القادم 0.23% لتتداول عند 77.46$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 77.64$ للبرميل، وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.01% إلى مستويات 95.15 مقارنة بالافتتاحية عند 95.14.
هذا ولا يزال قلق المستثمرين حيال اندلاع حرب تجارية عالمية يعزز أداء مؤشر الدولار الأمريكي والذي يثقل تباعاً على أداء السلع ومن بينها النفط الخام وفقاً للعلاقة العكسية بينهم، يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد في نهاية الأسبوع الماضي بمغادرة منظمة التجارة العالمية ولم يتوصل المفوضين التجاريين الأمريكيين مع نظرائهم من كندا إلى اتفاق تجارة حرة بين البلدين أو تجديد اتفاق نافتا خلال الأسبوع الماضي.
وفي نفس السياق، تسعر الأسواق المالية حالياً اقتراب الموعد النهائي لانقضاء التعليقات العامة على مقترح فرض الولايات المتحدة لرسوم جمركية 25% على سلع صينية بقيمة 200$ مليار في الخامس من أيلول/سبتمبر الجاري والتوقعات بدخول تلك الرسوم الجمركية الجديدة حيز التنفيذ مع نهاية هذا الشهر، وسط حالة القلق حيال تصعيد الحمائية التجارية بين أكبر اقتصاديين في العالم.
ويذكر أن المحادثات التجارية الصينية مع الولايات المتحدة والتي جرت في وقت سابق من الشهر الماضي لم تمنع في نهاية المطاف دخول تعريفات جمركية أمريكية جديدة 25% على سلع صينية بقيمة 16$ مليار حيز التنفيذ في 23 من آب/أغسطس الماضي ورد الصين بالمثل ضمن تصعيد للحمائية التجارية بين واشنطن وبكين، ليبلغ بذلك إجمالي السلع التي تخضع لتعريفات جمركية من قبل البلدين على بعضهم البعض نحو 50$ مليار.
بخلاف ذلك، فقد أعرب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول في وقت سابق من الأسبوع الماضي عن توقعاته بأن تشهد أسواق النفط شح في المعروض النفطي بحلول نهاية العام الجاري بسبب قوة الطلب والتخوفات حيال إمدادات النفط من قبل بعض الدول المنتجة للنفط، موضحاً أنه يجب على الدول المستوردة للنفط أن تكون مستعدة لهذا النقص المحتمل في المعروض النفطي.
كما أفاد بيرول أن إنتاج فنزويلا من النفط الخام تراجع، وأنه انخفض للنصف تقريباً عن ما كان عليه منذ عامين، وأن هناك ضعف في إنتاج بعض الدول في الشرق الأوسط، ونود الإشارة لكون بيرول نوه أيضا يوم الثلاثاء الماضي لكونه يتوقع أن يشهد إنتاج فنزويلا من النفط المزيد من التراجع خلال الأعوام القليلة المقبلة، مع إشارته إلى احتمالية أن يشهد إنتاج النفط في كل من ليبيا ونيجيريا المزيد من التحسن خلال الفترة المقبلة.
وأكد بيرول في وقت سابق من الأسبوع الماضي على أنه من السابق لآونة الحديث عن تداعيات تطبيق العقوبات الاقتصادية الأمريكية على الصادرات النفطية لإيران ثالث أكبر مصدر لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، ونود الإشارة لكون العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران قد دخلت مؤخراً حيز التنفيذ ومن المتوقع أن تتسع تلك العقوبات بحلول تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضي، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 2 منصة إلى إجمالي 862 منصة، وفي نفس السياق، ارتفع الإنتاج الأمريكي للنفط مؤخراً إلى 11.0 مليون برميل يومياً، في حين انخفض إنتاج المملكة العربية السعودية في تموز/يوليو الماضي إلى 10.29 مليون برميل، ويستقر إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً عند 11.21 مليون برميل.