ارتفاع أسعار النفط للأعلى لها في عدة أسابيع متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي لأول مرة في خمسة جلسات
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتفاع خام نيمكس للأعلى له منذ 31 من تموز/يوليو الماضي وارتفاع خام برنت للأعلى له منذ 11 من الشهر ذاته متغاضية بذلك عن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.
في تمام الساعة 04:51 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي نيمكس تسليم 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل 0.52% لتتداول حالياً عند مستويات 69.87$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 68.51$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تشرين الأول/أكتوبر القادم 0.52% لتتداول عند 77.54$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 77.14$ للبرميل، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.20% إلى مستويات 94.79 مقارنة بالافتتاحية عند مستويات 94.60.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن بيانات الدخل والإنفاق الشخصي والتي أظهرت استقرار نمو الإنفاق الشخصي عند 0.4% دون تغير يذكر عن ما كانت عليه في القراءة السابقة لشهر حزيران/يونيو الماضي، متوافقة بذلك مع التوقعات، بينما أوضحت قراءة الدخل الشخصي تباطؤ النمو إلى 0.3% متوافقة أيضا مع التوقعات، مقابل 0.4% في حزيران/يونيو.
وفي نفس السياق، فقد تابعنا أيضا عن أكبر دولة صناعية عالمياً صدور قراءة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي المثبط والتي أوضحت تسارع النمو إلى 0.2% متوافقة مع التوقعات، مقابل 0.1% في حزيران/يونيو، بينما أظهرت القراءة السنوية لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي المثبط تسارع وتيرة النمو إلى 2.3% متوافقة مع التوقعات، مقابل 2.2% في القراءة السنوية السابقة لشهر حزيران/يونيو.
وصولاً إلي أظهر قراءة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري استقرار وتيرة النمو عند 0.1% دون تغير يذكر عن ما كانت عليه في حزيران/يونيو، متوافقة مع التوقعات، بينما أوضحت القراءة السنوية للمؤشر ذاته تسارع النمو إلى 2.0% متوافقة مع التوقعات مقابل 1.9% في القراءة السنوية السابقة،
وجاء ذلك بالتزامن مع صدور قراءة مؤشر طلبات الإعانة للأسبوع المنقضي في 25 من آب/أغسطس والتي أوضحت انخفاضاً بواقع 3 ألف طلب إلى 213 ألف طلب مقابل 210 ألف طلب، بخلاف التوقعات عند 214 ألف طلب، كما أظهرت قراءة المؤشر ذاته لطلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنقضي في 18 من آب/أغسطس تراجعاً بواقع 20 ألف طلب إلى 1,708 ألف طلب مقابل 1,728 ألف طلب، متفوقة على التوقعات عند 1,740 ألف طلب.
ويأتي ذلك عقب ساعات من أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم أمس الأربعاء تقلص العجز إلى 2.6 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 24 من آب/أغسطس مقابل عجز 5.8 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت إلى عجز 0.7 مليون برميل، لنشهد انخفاض المخزونات إلى 405.8 مليون برميل، لتعد بذلك المخزونات عن متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
وفي نفس السياق، فقد أظهر تقرير الوكالة بالأمس أيضا انخفاض مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 1.6 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات أعلى 4% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد تراجعت 0.8 مليون برميل، لتعد بذلك المخزونات أقل 8% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
ويذكر أن المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أعرب بالأمس عن توقعاته بأن تشهد أسواق النفط شح في المعروض النفطي بحلول نهاية العام الجاري بسبب قوة الطلب والتخوفات حيال إمدادات النفط من قبل بعض الدول المنتجة للنفط، موضحاً أنه يجب على الدول المستوردة للنفط أن تكون مستعدة لهذا النقص المحتمل في المعروض النفطي.
كما أفاد بيرول أن إنتاج فنزويلا من النفط الخام تراجع، وأنه انخفض للنصف تقريباً عن ما كان عليه منذ عامين، وأن هناك ضعف في إنتاج بعض الدول في الشرق الأوسط، ونود الإشارة لكون بيرول نوه أيضا يوم الثلاثاء الماضي لكونه يتوقع أن يشهد إنتاج فنزويلا من النفط المزيد من التراجع خلال الأعوام القليلة المقبلة، مع إشارته إلى احتمالية أن يشهد إنتاج النفط في كل من ليبيا ونيجيريا المزيد من التحسن خلال الفترة المقبلة.
وأكد بيرول في وقت سابق من الأسبوع الجاري على أنه من السابق لآونة الحديث عن تداعيات تطبيق العقوبات الاقتصادية الأمريكية على الصادرات النفطية لإيران ثالث أكبر مصدر لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، ونود الإشارة لكون العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران قد دخلت مؤخراً حيز التنفيذ ومن المتوقع أن تتسع تلك العقوبات بحلول تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضي، فقد انخفضت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 9 منصات إلى إجمالي 860 منصة، بينما ارتفع الإنتاج الأمريكي للنفط مؤخراً إلى 11.0 مليون برميل يومياً، في حين انخفض إنتاج المملكة العربية السعودية الشهر الماضي إلى 10.29 مليون برميل، واستقر إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عند 11.21 مليون برميل.