تراجع أسعار النفط للأدنى لها في عدة أشهر مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي
المضارب العربي
انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بنحو الاثنين بالمائة خلال الجلسة الأمريكية لنشهد تراجع خام نيمكس للأدنى لها منذ 22 من حزيران/يونيو الماضي وخام برنت للأدنى لها منذ 17 نيسان/أبريل الماضي وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للأعلى له منذ 28 من حزيران/يونيو من العام الماضي 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينها وسط شح البيانات الاقتصادية اليوم الاثنين من قبل الاقتصاد ا الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.
في تمام الساعة 05:06 مساءاً بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي نيمكس تسليم 15 أيلول/سبتمبر المقبل 2.51% لتتداول حالياً عند مستويات 65.93$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 67.63$ للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تشرين الأول/أكتوبر القادم 1.95% لتتداول عند 71.39$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 72.81$ للبرميل، وسط ارتفع مؤشر الدولار 0.07% ليتداول حالياً عند مستويات 96.43 موضحاً الأعلى له في أكثر من ثلاثة عشر شهراً مقارنة بالافتتاحية عند 96.36.
هذا وقد تابعنا في وقت سابق اليوم كشف منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك عن توقعاتها بانخفاض الطلب على نفطها خلال العام المقبل مع ضخ المنافسين المزيد من الخام في الأسواق، موضحة أن العالم سوف يحتاج إلى 32.05 مليون برميل يومياً من النفط من الدول الأعضاء بالمنظمة خلال 2019، وذلك بانخفاض قدرة 130 ألف برميل يومياً عن التوقعات الشهرية السابقة للمنظمة.
كما أفادت منظمة أوبك من خلال تقريرها الشهر اليوم أن إنتاجها خلال تموز/يوليو الماضي ارتفع إلى 32.32 مليون برميل يومياً، ونود الإشارة إلى أن تلك المستويات تفوق توقعات الطلب على النفط، وفي نفس السياق، أعرب المنظمة أيضا عن توقعاتها بارتفاع المعروض النفطي من قبل أعضاء المنظمة بنحو 2.13 مليون برميل يومياً، مع الإشارة إلى أن متوسط الطلب السنوي للنفط خلال العام المقبل 2019 سيبلغ 100.26 مليون برميل يومياً.
وتطرق أيضا تقرير منظمة أوبك الشهري إلى أن إمدادات النفط من البلدان المصدرة للنفط غير الأعضاء في المنظمة سوف تصل خلال العام المقبل 2019 إلى نحو 61.75 مليون برميل يومياً، ويذكر أن اللجنة الفنية لأوبك أوصت في اجتماع حزيران/يونيو الماضي بضرورة امتثال أعضاء المنتظمة وحلفائها المنتجين من خارجها وعلى رأسهم روسيا بمستويات الإنتاج 100% وفقاً للاتفاق العالمي لخفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يومياً.
وذلك حتى لا يحدث نقض في المعروض النفطي في الأسواق العالمية وتلبية مطالب المستهلكين، مع العلم أن كل من وزير النفط السعودي خالد الفالح ونظيره ألكسندر نوفاك قد أعربوا عقب انقضاء فعليات اجتماع منظمة أوبك الأخير في 22 من حزيران/يونيو عن من موافقة مجموعة منتجي النفط الرئيسيين الأربعة والعشرون على زيادة الإنتاج بواقع 1 مليون برميل يومياً.
ويذكر أن إدارة معلومات الطاقة خفضت هي الأخرى الأسبوع الماضي توقعاتها حيال الطلب العالمي على النفط بواقع 60 ألف برميل يومياً لعام 2018 و140 ألف برميل يومياً لعام 2019 إلى 1.66 و1.57 مليون برميل يومياً على التوالي، مع كشفها عن توقعاتها بارتفاع الإنتاج الأمريكي 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالتوقعات السابقة عند ارتفاع 1.44 مليون برميل يومياً وارتفاعه 1.2 مليون برميل يومياً في 2019 إلى إجمالي 11.8 مليون برميل يومياً.
وفي المقابل، فقد تطرق التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية يوم الجمعة الماضية إلى تراجع المخاوف حيال نقض الإمدادات بعد زيادة مستويات الإنتاج، مع الإشارة إلى أن الطلب على النفط قد يرتفع بواقع 110 ألف برميل يومياً خلال العام المقبل 2019، وأن المخاطر التي تهدد زيادة الطلب على النفط خلال العام القادم تتمثل في النزاعات التجارية وارتفاع مستويات الأسعار في حالة نقص الإمدادات.
كما تطرق التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية إلى تراجع المخاوف حيال توازن المعروض النفطي على الأقل في الوقت الراهن، وأنه من المتوقع زيادة إمدادات النفط خارج منظمة أوبك بواقع 100 ألف برميل يومياً خلال العام الجاري 2018 والعام المقبل 2019، وذلك وسط الإشارة لكون الحفاظ على إمدادات النفط سيكون صعباً للغاية وذلك بالتزامن مع بداية العقوبات الأمريكية على إيران ووجود مشاكل في الإنتاج في أماكن أخرى في العالم.
ويذكر أن العقوبات الاقتصادية المشددة التي أقرتها الولايات المتحدة على إيران ثالث أكبر منتج للنفط الخام لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وعلى كل من يتعامل تجارياً مع طهران عقب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران مؤخراً، قد دخلت الثلاثاء الماضي حيز التنفيذ، ونود الإشارة إلى أن بنك سوسيتيه جنرال أفاد مسبقاً أن العقوبات الأمريكية على طهران قد تؤدي لانخفاض صادرات إيران النفطية بواقع واحد مليون برميل يومياً.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 10 منصة إلى إجمالي 869 منصة، في أول زيادة أسبوعية في ثلاثة أسابيع، بينما تراجع الإنتاج الأمريكي للنفط إلى 10.80 مليون برميل يومياً مؤخراً ولا يزال أعلى من إنتاج المملكة العربية السعودية عند 10.29 مليون برميل ودون مستويات إنتاج روسيا عند 11.21 مليون برميل.