ارتفاع أسعار النفط الخام مع تراجع مؤشر الدولار ودخول العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران حيز التنفيذ
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بقرابة الواحد بالمائة خلال الجلسة الأمريكية وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي وفقاً للعلاقة العكسية بينها عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الثلاثاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً ومع دخول العقوبات الاقتصادية للولايات المتحدة على إيران ثالث أكبر منتج للنفط لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك حيز التنفيذ في وقت سابق اليوم.
في تمام الساعة 04:20 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفع العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي نيمكس تسليم 15 أيلول/سبتمبر المقبل 0.32% لتتداول حالياً عند مستويات 69.23$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 69.01$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تشرين الأول/أكتوبر القادم 0.91% لتتداول عند 74.42$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 73.75$ للبرميل، وسط تراجع مؤشر الدولار 0.24% ليتداول حالياً عند مستويات 95.13 مقارنة بالافتتاحية عند 95.36.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم صدور قراءة إحصائية فرص العمل ودوران فرص العمل والتي أظهرت استقراراً عند نحو 6.66 مليون خلال حزيران/يونيو الماضي، دون التوقعات عند 6.74 مليون، ويأتي ذلك عقب ساعات من الكشف عن بيانات سوق العمل للشهر الماضي في يوم الجمعة الماضية والتي أظهرت انخفاض معدلات البطالة إلى 3.9% متوافقة بذلك مع التوقعات مقابل 4.0% في حزيران/يونيو.
وجاء ذلك بالتزامن مع أظهر قراءة مؤشر متوسط الدخل في الساعة في نهاية الأسبوع الماضي تسارع وتيرة النمو إلى 0.3% متوافقة بذلك أيضا مع التوقعات مقابل 0.1% في حزيران/يونيو، ووسط أظهر قراءة مؤشر التغير في وظائف القطاعات عدا الزراعية آنذاك تباطؤ وتيرة خلق الوظائف إلى 157 ألف مقابل 248 ألف وظيفة مضافة في حزيران/يونيو، أسوء من التوقعات عند 191 ألف وظيفة مضافة.
بخلاف ذلك، فقد أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلال تغريده له عبر حسابه الرسمي على تويتر أن العقوبات المفروضة على إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني سوف تكون الأشد على الإطلاق، موضحاً أن الولايات المتحدة لن تتعامل تجارياً مع كل من يجرى أي معاملات تجارية مع إيران، مضيفاً إلى أن العقوبات سوف ترتفع إلى مستوى أعلى بحلول تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، مع أعربه أن على النظام الإيراني الاحتيار بأ، يغير سلوكه المزعزع للاستقرار في المنطقة أو يمضي قدماً في مسار العزلة الاقتصادية.
وفي المقابل، نوه الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الولايات المتحدة سوف تندم على الإجراءات التي اتخذتها ضد طهران وأن على أمريكا أن تثبت رغبتها في حل النزاعات القائمة من خلال المفاوضات، وذلك مع دعوته بتوحيد الصفوف المحلية لمواجهة الصعوبات الاقتصادية المحتملة في أعقاب دخول العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران حيز التنفيذ في تمام الساعة 04:00 صباحاً بتوقيت جرينتش.
وفي نفس السياق، كشف مسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية أ، أكثر من 100 شركة عالمية وافقت على مغادرة الأراضي الإيرانية بالتزامن مع البدء في تطبيق العقوبات الأمريكية على طهران، مع الإشارة إلى أ،ه سوف يتم وضع ضغوط شديدة على الاقتصاد الإيراني من أجل أجبار النظام الإيراني على تغيير سلوكه وممارساته، ويذكر أن بنك سوسيتيه جنرال أفاد مسبقاً أن العقوبات الأمريكية على طهران قد تؤدي لانخفاض صادرات إيران النفطية بواقع واحد مليون برميل يومياً.
على الصعيد الأخر، فقد تطرقت بعض التقرير في مطلع الأسبوع الجاري لكون مندوبي منظمة أوبك أفادوا بأن المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للخام عالمياً وأكبر منتج لدى أوبك ضخت نحو 10.29 مليون برميل يومياً خلال تموز/يوليو الماضي بانخفاض 200 ألف برمل يومياً عن متوسط إنتاجها في حزيران/يونيو الماضي، مع الإشارة إلى أن المملكة لم تجد ما يكفي من المشترين لتبرير ارتفاع معدلات الإنتاج.
وفي سياق أخر، فأن استأنف الإضرابات العمالية في بحر الشمال وانخفاض الإنتاج الأمريكي بواقع 100 ألف برميل خلال الأسبوع المنقضي في 27 من تموز/يوليو الماضي موضحاً ارتداده من الأعلى له على الإطلاق عند 11 مليون برميل يوميا والتي حققها لأول مرة في تاريخه الشهر الماضي، قد عزز قلق المستثمرين حيال تشديد الإمدادات العالمية، الأمر الذي يدعم تباعاً أسعار العقود الآجلة لأسعار النفط.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر اليوم الجمعة الماضي، فقد انخفضت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 2 منصة إلى إجمالي 859 منصة، في ثاني تراجع أسبوعي على التوالي، لنشهد تراجع الإنتاج الأمريكي للنفط إلى 10.90 مليون برميل يومياً، بينما لا يزال أعلى من إنتاج المملكة العربية السعودية عند 10.29 مليون برميل ودون مستويات إنتاج روسيا عند 11.21 مليون برميل.