ارتفاع أسعار النفط بأكثر من أثنان بالمائة
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط بما يفوق الاثنان بالمائة خلال الجلسة الأمريكية وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي موضحاً ارتداده للجلسة الثانية من الأعلى له منذ السابع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً وفي أعقاب تصريحات الأمن العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك محمج باركيندو.
في تمام الساعة 06:16 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 تموز/يوليو المقبل 2.32% لتتداول حالياً عند مستويات 68.28$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 66.73$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تموز/يوليو القادم 2.67% لتتداول عند 77.40$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 75.39$ للبرميل، وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.68% ليتداول حالياً عند مستويات 94.17 مقارنة بالافتتاحية عند 94.82.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة مؤشر التغير في وظائف القطاع الخاص والتي أظهرت تسارع وتيرة خلق الوظائف إلى نحو 178 ألف وظيفة مضافة مقابل 163 ألف وظيفة مضافة في نيسان/أبريل الماضي، دون التوقعات عند 191 ألف وظيفة مضافة، ويأتي ذلك وسط تطلع الأسواق لما سوف تسفر عنه بيانات سوق العمل الأمريكي للشهر الجاري في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
كما تابعنا الكشف عن القراءة الثانية للناتج المحلي الإجمالي لأكبر اقتصاد في العالم والتي أوضحت نمو بنسبة 2.2% مقارنة بالقراءة الأولية السابقة والتوقعات عند 2.3%، كما أظهرت القراءة الثانية للناتج المحلي المقاس بالأسعار تقلص الاتساع إلى 1.9% مقارنة بالقراءة الأولية السابقة والتوقعات عند نمو 2.0%، وجاء ذلك بالتزامن مع أظهر قراءة الميزان التجاري للبضائع تقلص العجز بخلاف التوقعات.
وصولاً إلى صدور القراءة الأولية لمؤشر مخزونات الجملة والتي أوضحت الثبات عند مستويات الصفر مقابل ارتفاع 0.3% في آذار/مارس، بخلاف التوقعات عند ارتفاع 0.4%، بخلاف ذلك، تترقب الأسواق حالياً الكشف تقرير الكتاب بيج الذي تكون أهميته في كونه يصدر قبل أسبوعين من اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح والذي ويعد أحد الركائز التي يبنى عليها صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفدرالي قراراتهم وتوجهاتهم لدعم وتحفيز الاقتصاد الأمريكي.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا في وقت سابق اليوم تصريحات الأمن العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو والتي أعرب من خلالها عن أهمية تعزيز الاستثمارات في قطاع النفط من أجل ضمان التكيف مع نمو الاستهلاك وتجنب أي نقص في الإمدادات مستقبلاً، موضحاً أن المرحلة الحرجة المقبلة التي قد تواجه المنظمة هي الحفاظ على إعادة توازن السوق والانتعاش التدريجي في الاستثمارات بالإضافة إلى عودة الثقة في قطاع النفط.
كما نوه باركيندو إلى أن أكبر التحديات وأكثرها وضوحاً هو ضمان وجود مستويات ملائمة من الاستثمارات على نحو يمكن التنبؤ به في قطاع النفط، مضيفاً أن الاستثمارات المطلوبة في هذا القطاع حتى عام 2040 تقدر بنحو 10.5$ تريليون من أجل تغطية الطلب المستقبلي على النفط الذي من المتوقع أن يتجاوز حاجز 111 مليون برميل يومياً بحلول ذلك العام.
وفي نفس السياق، فقد تطرقت بعض التقارير اليوم إلى نية منظمة أوبك الإبقاء على اتفاقية خفض الإنتاج العالم للنفط بالتعاون من حلفائها المنتجين من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري 2018، وذلك وفقاً لبعض المصادر المطلعة من داخل منظمة أوبك والتي أكدت على أنه قد يتم تعديل مستويات الخفض إذا اقتضت الضرورة إلى ذلك.
وأنه من المقرر أن يستمر التعاون بين المملكة العربية السعودية والدول المنتجة من داخل ا لمنظمة ومن خارجها حتى نهاية العام وما بعد، مع الإشارة إلى أنه من المقرر استمرار العمل باتفاقية خفض الإنتاج العالمي للنفط حنى نهاية العام وأن أية تعديلات في مستويات الإنتاج سوف تتم بشكل تدريجي، وتوضيح أنه لم يتم اتخاذ قرارات متعلقة بحجم أو توقيت الزيادات المحتملة بعد، مع الإفادة بأن سوق النفط العالمي بصدد التوازن وأن الدول المنتجة للنفط غير مستعدة لإفلات زمام الأمور في الوقت الراهن.
الجدير بالذكر أن تلك التقرير ساهمت بشكل موسع في تعافي أسعار النفط التي تراجعت بشكل موسع مؤخراً من جراء تسعير الأسواق لعزم منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين من خارج المنظمة مناقشة زيادة إنتاج النفط بواقع 1 مليون برميل يومياً خلال اجتماع اللجنة الفنية لمنظمة أوبك المقبل في 22-23 من حزيران/يونيو القادم، بالتزامن مع استمرار تسارع عمليات التشغيل في الولايات المتحدة والذي يصب في صالح ارتفاع الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري لمستوى قياسي جديد.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 15 منصات إلى إجمالي 859 منصة موضحة أعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015، ويذكر أن أسعار النفط ارتفعت بأكثر من 50% خلال عام متغاضية عن ارتفاع الإنتاج الأمريكي للنفط للأعلى له على الإطلاق عند 10.73 مليون برميل يومياً، ليقترب من مستويات إنتاج روسيا عند 11.0 مليون برميل يومياً.