حققت توصياتنا في يوليو 2474 نقطة.    

عرض النتائج

توالي تراجع أسعار النفط وسط ارتفاع مؤشر الدولار للأعلى له هذا العام

المضارب العربي

انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط خلال الجلسة الأمريكية لنشهد استقرار خام برنت عند الأدنى لها في ثلاثة أسابيع وخام نيمكس عن الأدنى لها في ستة أسابيع وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للأعلى له منذ السابع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الثلاثاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.

 

وفي ظلال تسعير الأسواق لمناقشة منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين من خارج المنظمة زيادة إنتاج النفط بواقع 1 مليون برميل يومياً خلال اجتماع اللجنة الفنية لمنظمة أوبك المقبل في 22-23 من حزيران/يونيو القادم، وبالتزامن مع استمرار تسارع عمليات التشغيل في الولايات المتحدة والذي يصب في صالح ارتفاع الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري لمستوى قياسي جديد.

 

في تمام الساعة 05:53 مساءاً بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 تموز/يوليو المقبل 1.97% لتتداول حالياً عند مستويات 66.54$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 67.88$ للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تموز/يوليو القادم 0.31% لتتداول عند 75.07$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 75.30$ للبرميل، وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.47% ليتداول حالياً عند مستويات 94.86 موضحاً الأعلى له هذا العام مقارنة بالافتتاحية عند 94.42.

 

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مؤشر ستاندرد آند بورز لأسعار المنازل والتي أوضحت تباطؤ النمو إلى 0.53% مقابل 0.84% في شباط/فبراير الماضي، أسوء من التوقعات عند 0.70%، وذلك بالتزامن مع أظهر القراءة السنوية للمؤشر ذاته استقرار النمو عند 6.8%، بخلاف التوقعات التي أشارت لتباطؤ النمو إلى 6.5%.

 

وجاء ذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مؤشر ثقة المستهلكين لأكبر اقتصاد في العالم والتي أظهرت اتساعاً إلى ما قيمته 128.0 مقابل 125.6 في نيسان/أبريل الماضي، دون التوقعات التي أشارت إلى ما قيمته 128.2، بحلاف ذلك، تتطلع الأسواق عن كثب في وقت لاحق من الأسبوع الجاري لبيانات نمو الاقتصاد الأمريكي للربع الأول وبيانات سوق العمل الأمريكي.

 

على الصعيد الأخر، فقد أفادت تقرير في نهاية الأسبوع الماضي أن هناك مباحثات الأولية لإمكانية زيادة إنتاج النفط الخام من داخل منظمة أوبك وخارجها بواقع 1 مليون برميل، قد قادها كلاً من وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ونظيره وزير الطاقة الروسي أليكساندر نوفاك بالإضافة إلى رئيس منظمة أوبك ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المرزوعي أثناء تواجدهم في المنتدى الاقتصادي بسان بطرسبرج، مع الإشارة إلى أن القرار النهائي سوف يتم اتخاذه من قبل اللجنة الفنية لأوبك في فيينا في وقت لاحق من الشهر المقبل.

 

وفي نفس السياق، فقد نوه وزير الطاقة السعودي خالد الفالح يوم الجمعة الماضية من روسيا عن استعداد المملكة العربية السعودية ثالث أكبر منتج للنفط عالمياً وأكبر منتج للنفط الخام لدى منظمة أوبك لتعديل سياساتها خلال اجتماع حزيران/يونيو المقبل، موضحاً أن زيادة الإنتاج سوف تتم بشكل تدريجي وأن هناك توافق في الآراء مع روسيا أكبر منتج للنفط الخام عالمياً.

 

كما نوه الفالح أنه يجب التأكيد على كفاية مستويات المعروض، مضيفاً أنه قد يتم العمل على خفض المخزونات بوتيرة معتدلة خلال ما تبقى من العام الجاري 2018، وأنه يجب النظر إلى مستهلكي النفط بشكل جاد، موضحاً أنه أصبح هناك مخاوف لدى المستهلكين من وجود نقص بالمعروض مع أعربه عن كون الدول قد بدأت بالفعل تنظر في التخلي عن قيود الإنتاج وأنه سوف يتم الإنتاج لحين الاجتماع المقبل في أوبك لتحديد ما إذا كانت زيادة إنتاج النفط بواقع 1 مليون برميل يومياً كافية أم سوف يتطلب الأمر زيادة أكبر من ذلك.

 

وأفاد الفالح أنه من المتوقع ارتفاع مستويات الطلب خلال النصف الثاني من العام الجاري 2018، مع أعربه أن أسواق النفط شهدت مؤخراً تغيرات قوية يتطلب معها تعديل سياسات المملكة العربية السعودية، مشيراً بذلك إلى إعادة فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات اقتصادية مشددة على إيران والتي قد تحد من معروض إيران النفطي في الأسواق العالمية ما بين 0.5 و0.7 مليون برميل يومياً بحلول مطلع العام المقبل، بالإضافة إلى تراجع إنتاج فنزويلا بواقع 1 مليون برميل يومياً منذ مطلع عام 2016 إلى 1.5 مليون برميل يومياً.

 

وبالحديث عن فنزويلا فقد صرح رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو أيضا في نهاية الأسبوع الماضي أن شركة النفط الحكومية في بلاده تعتزم زيادة إنتاجها من النفط الخام بواقع 1 مليون برميل يومياً خلال العام الجاري، مضيفاً أنه يتوجب على شركة النفط الحكومية أن تطلب المساعدة من روسيا، الصين ومنظمة أوبك إذا ما اقتضت الضرورة، بخلاف ذلك، فقد أفاد الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو أن المنظمة بدأت في مباحثات تخفيف قيود إنتاج النفط في أعقاب تغريده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي انتقد من خلالها دور المنظمة في ارتفاع الأسعار.

 

ونوه باركيندو أنه ليس من الغريب أن تعمل الولايات المتحدة ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً للضغط على منظمة أوبك، موضحاً أن بعض وزراء الطاقة الأمريكان قد قاموا مسبقاً بالتواصل مع المنظمة وطلبوا المساعدة في خفض أسعار النفط، وذلك مع تأكيده على أن المنظمة تفتخر بصداقتها للولايات المتحدة، ويذكر أن الرئيس الأمريكي ترامب قد وجه مؤخراً انتقادات لاذعة في تغريده عبر حسابه الشخصي على تويتر إلى منظمة أوبك بسبب دورها في المساهم في ارتفاع أسعار النفط بشكل مصطنع من خلال فرض قيود على الإنتاج.

 

ونود الإشارة إلى أن منظمة أوبك فعلت اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بالتعاون مع حلفائها المنتجين من خارج المنظمة على رأسهم روسيا منذ مطلع عام 2017 بواقع 1.2 مليون برميل يومياً قبل أن زيادة معدل خفض الإنتاج إلى 1.8 مليون برميل يومياً مع مطلع العام الجاري 2018، ويذكر أن روسيا تشارك حالياً في ذلك الاتفاق بواقع 0.6 مليون برميل يومياً. وكان من المفترض أن يظل الاتفاق قائم حتى نهاية العام الجاري 2018، إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى تعديل ذلك الاتفاق وزيادة الإنتاج خلال الاجتماع المقبل للمنظمة في فيينا. 

 

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 15 منصات إلى إجمالي 859 منصة موضحة أعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015، ويذكر أن أسعار النفط ارتفعت بأكثر من 50% خلال عام متغاضية عن ارتفاع الإنتاج الأمريكي للنفط للأعلى له على الإطلاق عند 10.73 مليون برميل يومياً، ليقترب من مستويات إنتاج روسيا عند 11.0 مليون برميل يومياً.

يمكنك مشاركة آرائك عبر منتدانا المضارب العربي