ارتفاع أسعار النفط الخام بنحو الواحد بالمائة
المضارب العرب
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط بقرابة الواحد بالمائة خلال الجلسة الأمريكية وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي موضحاً ارتداده للجلسة الثانية على التوالي من الأعلى له منذ 28 من كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.
في تمام الساعة 06:19 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 حزيران/يونيو المقبل 0.87% لتتداول حالياً عند مستويات 68.52$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 67.93$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 حزيران/يونيو القادم 0.70% لتتداول عند 73.87$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 73.36$ للبرميل، وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.08% ليتداول حالياً عند مستويات 92.44 مقارنة بالافتتاحية عند 92.51.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم صدور القراءة الأولية لمؤشر تكلفة واحدة العمل عن الربع الأول والتي أظهرت تسارع وتيرة النمو إلى 2.7% مقابل 2.5% خلال الربع الرابع، دون التوقعات عند 3.1%، كما ارتفعت الإنتاجية للقطاعات عدا الزراعية خلال الربع السابق بنسبة 0.7% مقابل ارتفاع الثبات عند مستويات الصفر في الربع الرابع، دون التوقعات التي أشارت لارتفاع بنسبة 0.9%.
وجاء ذلك بالتزامن مع أظهر القراءة الأسبوعية لمؤشر طلبات الإعانة الأمريكية ارتفاعاً بواقع 2 ألف طلب إلى 211 ألف طلب، بخلاف التوقعات عند نحو 225 ألف طلب، وبالتزامن أيضا مع الكشف عن قراءة الميزان التجاري والتي أظهرت تقلص العجز إلى ما قيمته 49.0$ مليار مقابل 57.7$ مليار في شباط/فبراير الماضي، متفوقة على التوقعات التي أشارت لتقلص العجز إلى 50.0$ مليار.
وقبل أن نشهد صدور القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي من قبل ماركيت عن الولايات المتحدة والتي أظهرت اتساعاً إلى ما قيمته 54.6 مقارنة بالقراءة الأولية لشهر نيسان/أبريل والتوقعات عند 54.4 ومقابل 54.0 في آذار/مارس الماضي، والكشف عن قراءة مؤشر طلبات المصانع التي أظهرت استقرار وتيرة النمو عند 1.6% دون تغير يذكر عن ما كانت عليه في شباط/فبراير الماضي، بخلاف التوقعات عند 1.4%.
وصولاً إلى صدور قراءة مؤشر معهد التزويد الخدمي الذي تكمن أهميته في كون القطاع الخدمي في الولايات المتحدة يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي والتي أظهرت تقلص الاتساع بصورة فاقت التوقعات في أولى أشهر الربع الثاني من العام الجاري 2018 إلى ما قيمته 56.8 مقابل 58.8 في آذار/مارس، أسوء من التوقعات عند 58.1.
ويأتي ذلك عقب ساعات من أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط فائض 6.2 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 27 من نيسان/أبريل مقابل فائض 2.2 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص الفائض إلى 1.0 مليون برميل، لنشهد ارتفع المخزونات إلى 436.0 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.
كما أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم أمس الأربعاء ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 1.2 مليون برميل، لتظل بذلك المخزونات أعلى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفض 3.9 مليون برميل، لتظل بذلك المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.
وفي سياق أخر، فقد تابعتا تصريحات وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك والتي أعرب من خلالها عن التزام بلاده بشكل كامل حيال استعادة التوازن في أسواق النفط وكبح العوامل التي تؤدي إلى تقلب الأسواق، موضحاً أن مستوى التزام روسيا باتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط الذي تقوده منظمة أوبك وحلفائها المنتجين من خارجها بواقع 1.8 مليون برميل حتى نهاية العام الجاري 2018، بلغ نسبة 95.2% في نيسان/أبريل.
وفي سياق أخر، أكد وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي على أن منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك تستهدف إعادة التوازن إلى أسواق النفط مرة أخرى والتخلص من تخمة المعروض النفطي، موضحاً أن منظمة أوبك لا تريد التأثير على الأسعار الحالية للنفط، وإنما تهدف إلى استقرار السوق والتحكم في الزيادة التي يكون لها تأثير على مخزونات النفط العالمية، بما يضمن الحفاظ على استقرار الأسواق للمنتجين والمستهلكين.
بخلاف ذلك، فقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس من تداعيات إلغاء الاتفاق الدولي حيال البرنامج النووي الإيراني، موضحاً أنه إذا ما تم التوصل لاتفاق أفضل في يوم ما ليحل محل هذا الاتفاق فلا بأس، لكن يجب إلا يتم إلغاء الاتفاق ما لم يكون لدينا بديل جيد، مضيفاً أن الاتفاق كان انتصاراً دبلوماسياً مهما ومن الضروري الحفاظ عليه.
وأكد جوتيريس على ضرورة حوار البناء حيال هذا الاتفاق نظراً لكون المنطقة في وضع خطر جداً، مضيفاً أنه يتفهم مخاوف بعض الدول حيال النفوذ الإيراني في دول أخرى بالمنطقة، إلا أنه يجب فصل تلك الأمور عن بعضها، ويذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد مؤخراً بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، متهماً ثالث أكبر منتج للنفط لدى منظمة أوبك بأنها تستغل الاتفاق لدعم الإرهاب في مناطق مختلفة من العالم، ويأتي ذلك وسط التطلع للقرار النهائية للرئيس الأمريكي بالاستمرار أو الانسحاب من الاتفاق بحلول الـ12 من أيار/مايو الجاري.
ووفقاً لمسح أجرته وكالة رويترز الإخبارية في مطلع الأسبوع الجاري فقد انخفض معدل إنتاج منظمة أوبك بواقع 70 ألف برميل يومياً خلال نيسان/أبريل إلى 32.12 مليون برميل يومياً وهو ما يعد أدنى مستوى لإنتاج المنظمة منذ الشهر ذاته من العام الماضي 2017، وقد أفاد المسح أن نسبة التزام أعضاء منظمة أوبك باتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بلغت نحو 162% مقارنة بنحو 161% آذار/مارس الماضي.
وفي المقابل أفاد التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية أن منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة ارتفعت بواقع 5 منصات لتعكس بذلك رابع زيادة أسبوعية على التوالي وليبلغ بذلك إجمالي منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة نحو 825 منصة والذي يعد أعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015.
ويذكر أن الإنتاج الأمريكي للنفط ارتفاع بواقع 25% منذ منتصف عام 2016 إلى إجمالي 10.59 مليون برميل يومياً، متخطياً بذلك إنتاج المملكة العربية السعودية المستقر عند 9.91 مليون برميل يومياً، ليقترب من إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً عند 10.97 مليون برميل يومياً، وذلك بفضل النشاط الملحوظ الذي تشهده أنشطة الحفر والتنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة في العامين الماضيين.