تراجع أسعار النفط بنحو الاثنان بالمائة
انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بقرابة الاثنان بالمائة خلال الجلسة الأمريكية وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للأعلى له منذ 10 من كانون الثاني/يناير الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الثلاثاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً وفي ظلال تطورات ملف اتفاق إيران النووي وسط التوقعات بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وإعادة فرضها لعقوبات على ثالث أكبر منتج للنفط لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك.
في تمام الساعة 05:26 مساءاً بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 حزيران/يونيو المقبل 1.66% لتتداول حالياً عند مستويات 67.43$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 68.57$ للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 حزيران/يونيو القادم 1.99% لتتداول عند 73.20$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 74.69$ للبرميل، وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.53% ليتداول حالياً عند مستويات 92.33 موضحاً الأعلى له في قرابة أربعة أشهر مقارنة بالافتتاحية عند 91.84.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة صناعية عالمياً الكشف عن قراءة مؤشر مدراء المشتريات الصناعي والتي أظهرت تقلص الاتساع إلى ما قيمته 57.3 مقابل 59.3 في آذار/مارس الماضي، أسوء من توقعات عند 58.4، بينما أوضحت قراءة المؤشر ذاته المقاس بالأسعار قراءة اتساعاً إلى ما قيمته 79.3 مقابل 78.1 في آذار/مارس، متفوقة على التوقعات عند 78.3.
وجاء ذلك بالتزامن مع أظهر قراءة مؤشر الإنفاق على البناء تراجعاً بنسبة 1.7% مقابل ارتفاع 1.0% في شباط/فبراير الماضي، بخلاف التوقعات التي أشارت لتباطؤ وتيرة النمو إلى 0.5% ووسط انطلاق فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح الذي يعقد اليوم الثلاثاء غداً الأربعاء في واشنطن والذي من المرتقب أن يبقي من خلاله صناعي السياسة النقدية على أسعار الفائدة عند ما بين 1.50% و1.75%.
بخلاف ذلك، فقد تابعتا في وقت سابق تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي أعرب من خلالها أنه سوف نرى ماذا سوف يحدث في الاتفاق النووي مع إيران، موضحاً أن الاتفاق مع إيران مريع بالنسبة للولايات المتحدة وأنه سوف يتخذ قراراً حيال الاتفاق قبل الـ12 من أيار/مايو الجاري، مضيفاً لن أخبركم بقراري النهائية حيال الاتفاق، ولكن الكثير يعتقدون أنهم يعرفون قراراي وذلك لا يعني أنني لن أتفاوض على اتفاق جديد مع إيران.
وفي نفس السياق، صرح وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو أن بلاده يجب أن تعمل على إصلاح الاتفاق النووي مع إيران وأن أمريكا لديها علم بوثائق البرنامج النووي الإيراني، موضحاً أن البرنامج النووي الإيراني معروف، إلا أنه قد تم الكشف عن آلاف الوثائق والمعلومات الجديدة عنه، مضيفاً أنه من الواضح أن المسئولين الإيرانيين يكذبون على شعبهم لكون الوثائق تكذب أي أقاويل حيال أنه لم يكن هناك برنامج نووي إيراني، مؤكداً على أنه أصبح جلياً الآن أن إيران استمرت في تخزين المواد لبعض الأغراض واحتفظت بالوثائق لسبب ما.
على صعيد أخر، فقد صرح الرئيس التنفيذي لشركة بي-بي روبرت دادلي بأن الشركة لا تزال تتوقع استقرار أسعار النفط ما بين 50$ و60$ للبرميل خلال العام الجاري وأن ارتفاع الأسعار مؤخراً يعد نتيجة عدة عوامل أبرزها الطلب القوي على النفط والتزام أعضاء منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها باتفاق خفض الإنتاج العالمي بواقع 1.8 مليون برميل يومياً بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية، مضيفاً أن الشركة تتوقع تراجع الأسعار مع ارتفاع الإنتاج الأمريكي بواقع 1.5 مليون برميل يومياً وذلك بحلول النصف الثاني من العام الجاري.
ووفقاً لمسح أجرته وكالة رويترز الإخبارية فأن معدل إنتاج منظمة أوبك قد انخفض بواقع 70 ألف برميل يومياً خلال نيسان/أبريل الماضي إلى 32.12 مليون برميل يومياً وهو ما يعد أدن مستوى لإنتاج المنظمة منذ الشهر ذاته من العام الماضي 2017، كما تطرق المسح إلى أن نسبة التزام أعضاء منظمة أوبك باتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بلغت نحو 162% مقارنة بنحو 161% آذار/مارس الماضي.
وفي المقابل أفاد التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية أن منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة ارتفعت بواقع 5 منصات لتعكس بذلك رابع زيادة أسبوعية على التوالي وليبلغ بذلك إجمالي منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة نحو 825 منصة والذي يعد أعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015.
ويذكر أن الإنتاج الأمريكي ارتفاع بواقع 25% منذ منتصف عام 2016 إلى إجمالي 10.59 مليون برميل يومياً، متخطياً بذلك إنتاج المملكة العربية السعودية المستقر عند 9.91 مليون برميل يومياً، ليقترب من إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً عند 10.97 مليون برميل يومياً، وذلك بفضل النشاط الملحوظ الذي تشهده أنشطة الحفر والتنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة في العامين الماضيين.