أسعار النفط بصدد ثاني مكاسب شهرية لها على التوالي
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بقرابة الواجد بالمائة خلال الجلسة الأمريكية متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الاثنين عن الاقتصاد الصيني أكبر مستورد للطاقة عالمياً ونظيره الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً وفي أعقاب تطورات اتفاق إيران النووي مع تحذير ثالث أكبر منتج للنفط لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك مجدداً للولايات المتحدة من خطورة الانسحاب من الاتفاق.
في تمام الساعة 05:17 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 حزيران/يونيو المقبل 0.73% لتتداول حالياً عند مستويات 68.71$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 68.10$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 حزيران/يونيو القادم 0.68% لتتداول عند 75.15$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 74.64$ للبرميل، بينما ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.23% ليتداول حالياً عند مستويات 91.75 مقارنة بالافتتاحية عند 91.54.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر دولة صناعية بعد الولايات المتحدة الكشف عن قراءة مؤشر مدراء المشتريات الصناعي والخدمي لشهر نيسان/أبريل الجاري والتي أوضحت اتساع القطاع الخدمي إلى 54.8 مقارنة بالقراءة السابقة لشهر آذار/مارس والتوقعات عند 54.6، بينما أظهرت قراءة المؤشر ذاته للقطاع الصناعي تقلص الاتساع إلى 51.4 مقابل 51.5، متفوقة على التوقعات عند 51.3.
على الصعيد الأخر فقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن بيانات الدخل والإنفاق الشخصي والتي أظهرت تسارع نمو الإنفاق الشخصي إلى 0.4% متوافقة مع التوقعات مقابل الثبات عند مستويات الصفر في شباط/فبراير الماضي، بينما أوضحت قراءة الدخل الشخصي استقرار وتيرة النمو عند 0.3% دون التوقعات عند 0.4%، وأوضحت قراءة لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي المثبط استقرار وتيرة النمو عند 0.2% متوافقة مع التوقعات.
وفي نفس السياق، فقد أظهرت القراءة السنوية لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي المثبط تسارع وتيرة النمو إلى 2.0% متوافقة بذلك مع التوقعات مقابل 1.7% في القراءة السنوية السابقة لشهر شباط/فبراير، بينما أوضحت قراءة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري استقرار وتيرة النمو عند 0.2% متوافقة مع التوقعات، وأظهرت القراءة السنوية للمؤشر ذاته تسارع وتيرة النمو إلى 1.9% متوافقة مع التوقعات مقابل 1.6%.
وجاء ذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات للشهر الجاري والتي أظهرت اتساعاً إلى 57.6 مقابل 57.4 في آذار/مارس، دون التوقعات عند 57.4، وصولاً إلى الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع أظهر قراءة مؤشر مبيعات المنازل القائمة تباطؤ وتيرة النمو إلى 0.4% مقابل 2.8% في شباط/فبراير الماضي، أسوء من التوقعات التي أشارت لتباطؤ وتيرة النمو إلى 0.6%.
بخلاف ذلك، فقد تابعتا في وقت سابق اليوم تصريحات رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني على أكبر صالحي والتي أعرب من خلالها أن بلاده من الناحية الفنية تستطيع تخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى مما كانت عليه فبل الاتفاق النووي الإيراني مع القوي الكبرى، محذراً بذلك الولايات المتحدة من خطورة الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ومتمنياً أن يعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى صوابه وإلا تنسحب أمريكا من الاتفاق.
وفي سياق آخر، أصدر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إعلانا مشتركاً مع مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني تضمن أن الرئيسان سيعملان معاً على الحفاظ على الصفقة، الأمر يعطي بصيص من الآمال أنه في حال قرر الرئيس الأمريكي ترامب خروج بلاده من الاتفاق في 12 من آيار/مايو المقبل أو إعادة فرض الولايات المتحدة للعقوبات على إيران، فقد يتم التوصل إلى صفقة نووية مع إيراني من قبل القوي الكبرى الأخرى.
وفي نفس السياق، طالب الرئيس الفرنسي ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني خلال مكالمة هاتفية بين الرئيسيين، وأفاد الكرملين الروسي أن الرئيس الفرنسي أخبر نظيره الروسي بنتائج زيارته للولايات المتحدة وأن الجانبين ركزا على ما يحيط بالاتفاق النووي مع إيران وضرورة التزام القوي الكبرى بهذا الاتفاق.
ووفقاً لمسح أجرته وكالة رويترز الإخبارية فأن معدل إنتاج منظمة أوبك قد انخفض بواقع 70 ألف برميل يومياً خلال نيسان/أبريل الجاري إلى 32.12 مليون برميل يومياً وهو ما يعد أدن مستوى لإنتاج المنظمة منذ الشهر ذاته من العام الماضي 2017، ويذكر أن منظمة أوبك منخرطة بالتعاون من حلفائها المنتجين من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا في اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري.
وفي المقابل أفاد التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية أن منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة ارتفعت بواقع 5 منصات لتعكس بذلك رابع زيادة أسبوعية على التوالي وليبلغ بذلك إجمالي منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة نحو 825 منصة والذي يعد أعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015.
ويذكر أن الإنتاج الأمريكي ارتفاع بواقع 25% منذ منتصف عام 2016 إلى إجمالي 10.59 مليون برميل يومياً، متخطياً بذلك إنتاج المملكة العربية السعودية المستقر عند 9.91 مليون برميل يومياً، ليقترب من إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً عند 10.97 مليون برميل يومياً، وذلك بفضل النشاط الملحوظ الذي تشهده أنشطة الحفر والتنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة في العامين الماضيين.