ارتفاع أسعار النفط مع انحسار المخاوف حيال التوترات التجارية وتوالي ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بنحو الاثنان بالمائة خلال الجلسة الأمريكية وسط توالي ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي من الأعلى له منذ مطلع آذار/مارس الماضي للجلسة الثانية على التوالي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما وسط شح البيانات الاقتصادية اليوم الاثنين من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً وفي أعقاب تحذير الرئيس الإيراني حسن روحاني لنظيره الأمريكي من الانسحاب من الاتفاق النووي مع بلاده.
في تمام الساعة 04:27 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 أيار/مايو المقبل 2.06% لتتداول حالياً عند مستويات 63.34$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 62.06$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 حزيران/يونيو القادم 1.95% لتتداول عند 68.42$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 67.11$ للبرميل، وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.20% ليتداول حالياً عن مستويات 89.92 موضحاً الأدنى له منذ الثالث من نيسان/أبريل الجاري مقارنة بالافتتاحية عند 90.11.
هذا وقد تابعنا في وقت سابق اليوم تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني والتي أعرب من خلالها أن إيران لن تنتهك الاتفاق النووي وأنه إذا ما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق فسوف تندم بكل تأكيد، موضحاً أن بلاده سوف ترد بشكل قوي على مثل ذلك الإجراء، مضيفاً أن إيران تستعد لكافة السيناريوهات المحتملة في حالة انسحاب أمريكا من الاتفاق بما في ذلك الإبقاء على الاتفاق النووي بدونها أو إنهاء الاتفاق بالكامل.
ويذكر أن الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب قد هدد خلال الآونة الأخيرة بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران باعتباره لكون ذلك الاتفاق الذي أقره الرئيس الأمريكي الديمقراطي السابق باراك أوباما يعتبر مكافأة لإيران على دعمها للإرهاب في مناطق مختلفة من العالم، وفي المقابل قد هددت إيران أنه في حالة الرجوع في الاتفاق سوف تسرع وتيرة برنامجها النووي للوصول والوصول إلى مستوى متقدم عن ما كانت عليه قبل الاتفاق.
بخلاف ذلك، نود الإشارة إلى أن تجميد شركة كيندر مورجان لمعظم أعمالها في توسيع خط أنابيب ترانس ماونتن، والذي أثقل بشكل موسع على صناعة النفط الرملي الكندي، قد عزز أداء أسعار النفط مع مطلع تداولات هذا الأسبوع بالتزامن مع انحسار القلق حيال التوترات التجارية بين الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستهلك للطاقة عالمياً والصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.
هذا وقد نوه المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو يوم أمس الأحد أن الخلاف المستمر بين بلاده والصين “قد يكون حميداً للغاية”، وجاء ذلك قبل أن نشهد أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر حسابه الشخصي في تويتر، أن أي تعريفات جمركية سوف تكون متبادلة وأنه يرى “مستقبلاً عظيماً لكلا البلدين!”، الأمر الذي حد من مخاوف الأسواق الأخيرة حيال تصعيد الإجراءات الحمائية.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 11 منصات لتعكس بذلك ثلاث زيادة أسبوعية وليبلغ بذلك إجمالي منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة نحو 808 منصة والذي يعد أعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015.
ويذكر أن الإنتاج الأمريكي ارتفاع 25% منذ منتصف عام 2016 إلى إجمالي 10.5 مليون برميل يومياً، متخطياً بذلك إنتاج المملكة العربية السعودية المستقر عند 9.9 مليون برميل يومياً، ليقترب من إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً عند 10.97 مليون برميل يومياً، وذلك بفضل النشاط الملحوظ الذي تشهده أنشطة الحفر والتنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة في العامين الماضيين.