ارتداد أسعار النفط من الأعلى لها في شهرين متغاضية عن تراجع مؤشر الدولار للأدنى له في خمسة أسابيع في أولى جلسات الأسبوع
المضارب العربي
انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتدادها من الأعلى منذ 25 من كانون الثاني/يناير وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للأدنى له منذ 19 من شباط/فبراير وفقاً للعلاقة العكسية بينها وسط شح البيانات الاقتصادية من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً اليوم الاثنين وفي أعقاب ارتفاع منصات الحفر الأمريكية للأعلى لها في ثلاثة أعوام وسط تجاهل التوترات الجيوسياسية في منطقة الخليج العربي.
في تمام الساعة 05:35 مساءاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 نيسان/أبريل المقبل 0.59% لتتداول حالياً عند مستويات 65.49$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 65.88$ للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 أيار/مايو القادم 0.45% لتتداول عند 70.13$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 70.45$ للبرميل، بينما انخفض مؤشر الدولار 0.43% ليتداول حالياً عند 89.05 مقارنة بالافتتاحية عند 89.44.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم حديث عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح ورئيس بنك نيويورك الاحتياطي الفيدرالي وليام دادلي في حلقة نقاش حيال الإصلاح التنظيمي في الغرفة التجارية الأمريكية بواشنطون.
وتترقب الأسواق حالياً حديث أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح كل من رئيسة بنك كليفلاند الاحتياطي الفيدرالي لوريتا ميستر عن التوقعات الاقتصادية والسياسة في جامعة برينستون بولاية نيوجيرسي بالإضافة إلى حديث راندال كوارلز في الاجتماع السنوي للمنتدى العالمي للأمل في أتلانتا تحت عنوان “أدوار حماية المستهلك ووصول الأعمال الصغيرة إلى الائتمان في الشمول المالي”.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا في وقت سابق اليوم تصريحات الرئيس العراقي فؤاد معصوم بأن بلاده تدعم اتفاقية خفض الإنتاج العالمي للنفط الخام بواقع 1.8 مليون برميل يومياً والتي تقودها منظمة أوبك بالتعاون من حلفائها المنتجين من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا، وذلك أثناء اجتماعه مع السكرتير العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو في العاصمة العراقية بغداد، مضيفاً أنه هناك حاجة لدعم الاتفاق من أجل المساهمة في التخلص من تخمة المعروض وإعادة التوازن إلى أسواق النفط الخام مرة أخرى.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع أربعة منصات للأسبوع الثاني على التوالي، ليبلغ بذلك إجمالي منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة نحو 804 منصة موضحة الأعلى لها منذ نيسان/أبريل من عام 2015.
ونود الإشارة إلى أن الإنتاج الأمريكي من النفط الخام ارتفاع بواقع 30 ألف برميل يومياً في ثالث ارتفاع أسبوعي على التوالي إلى إجمالي 10.40 مليون برميل يومياً والذي يعد أعلى مستوى للإنتاج الأمريكي على الإطلاق، ويذكر أن الإنتاج الأمريكي ارتفاع 23% منذ منتصف عام 2016 متخطياً إنتاج المملكة العربية السعودية المستقر عند 9.9 مليون برميل يومياً، ليقترب من إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً عند 10.9 مليون برميل يومياً.
ويذكر أن أسعار النفط الخام حققت أفضل أداء أسبوعي لها في ثمانية أشهر خلال الأسبوع الماضي مع ارتفاعها 5.6% وسط التكهنات بإعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران بالتزامن مع زيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة وبالأخص عقب تعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجون بولتون مستشاراً للأمن القومي والإشارة لكون بلاده قد تتخذ موقفاً أكثر تشدداً حيال إيران.
ونود الإشارة إلى أن ارتفاع أسعار النفط للأعلى لها في شهرين مع مطلع تداولات هذا الأسبوع جاء في أعقاب اعتراض المملكة العربية السعودية سبعة صواريخ بالستية أطلقتها قوات الحوثيين في اليمن على العاصمة السعودية الرياض ومدن سعودية أخرى، أسفرت عن خسائر بشرية، بينما لم تمس البنية التحتية النفطية في المملكة، الأمر الذي اعتبره المراقبون بأنه تصعيد عن الهجمات السابقة التي استهدفت مطارات مختلفة هناك.
وفي سياق أخر، فقد أطلقت الصين أكبر مستورد للطاقة عالمياً مع مطلع الأسبوع الجاري عقود آجلة ببورصة شنجهاي بمخزون 15.4 مليون برميل للتسليم في أيلول/سبتمبر المقبل وارتفعت العقود الآجلة للنفط باليوان بنسبة 3.92% في أولى جلساتها إلى 447 يوان أي 70.85$ للبرميل مقارنة بمستويات الافتتاحية عند 440.4 يوان أي 69.94$ للبرميل.
وتعد تلك العقود هي الأولى من نوعها التي تمكن المستثمرين حول العالم من التداول في البورصة المحلية للصين في خطوة جديدة نحو الانفتاح المالي وتعزيز مكانة اليوان الصيني عالمياً وتشير التوقعات إلى أن تلك القعود الآجلة قد تصبح ثالث أقوى معيار عالمي للنفط بعد الخام الأمريكي وخام برنت، ويذكر أن فكرة أطلقت تلك العقود تبلورت في عام 2017.