ارتفاع أسعار النفط للأعلى لها في ثلاثة أسابيع
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بقرابة الثلاثة بالمائة خلال الجلسة الأمريكية متغاضية عن استأنف مؤشر الدولار الأمريكي مسيرات الارتداد من الأدنى له منذ الثامن من آذار/مارس وفقاً للعلاقة العكسية بينهما ووسط انطلاق فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح في واشنطون وفي أعقاب تصريحات الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك محمد باركيندو وتوقعات المنظمة بأن سوق النفط قد يستعيد التوازن بين الربع الثاني والثالث من هذا العام بالإضافة للقلق حيال قيام الرئيس الأمريكي بتشديد العقوبات على إيران.
في تمام الساعة 04:34 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 نيسان/أبريل المقبل 2.82% لتتداول حالياً عند مستويات 63.81$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 62.06$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 أيار/مايو القادم 2.54% لتتداول عند 67.73$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 66.05$ للبرميل، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.57% ليتداول حالياً عن مستويات 90.28 مقارنة بالافتتاحية عند 89.76.
هذا وتتوجه الأنظار حالياً لما سوف تسفر عنه فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح اليوم الثلاثاء ويوم غد الأربعاء والذي يعد أول اجتماع تحت قيادة المحافظ الجديدة للاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وسط التوقعات برفع صانعي السياسة النقدية الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى ما بين 1.50% و1.75% والتطلع للكشف عن توقعات اللجنة لمعدلات النمو، التضخم، البطالة وأسعار الفائدة للأعوام الثلاثة المقبلة.
على الصعيد الأخر، فقد أفادت بعض التقارير أن المناقشات بين أعضاء منظمة أوبك وحلفائها المنتجين من خارجها أثناء تواجدهم في فيينا أسفرت عن أنهم يرون أن أسواق النفط قد تستعيد توازنها بين الربع الثاني والثالث من العام الجاري، ويأتي ذلك عقب الإعلان عن تراجع مخزونات النفط خلال الشهر الماضي، الأمر الذي يعكس تطور إيجابي في رؤية منتجي النفط من داخل المنظمة ومن قبل حلفائها حيال عودة توازن أسواق النفط مرة أخرى.
وفي نفس السياق، أعرب الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو من خلال تصريحات صحفية بأن سوق النفط يتحسن، إلا أن مخزونات النفط لا تزال مرتفعة، موضحاً أن سوق النفط قد اجتاز المرحلة الأسوأ وبدأ في التعافي، مضيفاً أنه لا يزال هناك بعض العمل المطلوب من أجل تخفيض مخزونات النفط التي لا تزال أعلى متوسط الخمسة أعوام الماضية.
كما أعرب باركيندو عن أماله في أن يساهم اتفاق خفض الإنتاج العالمي بين منظمة أوبك بقيادة المملكة العربية السعودية وحلفائها المنتجين من خارج المنظمة بزعامة روسيا بواقع 1.8 مليون برميل يومياً في إعادة التوازن إلى أسواق النفط مرة أخرى خلال العام الجاري، وجاء بالتزامن مع قلق المستثمرين حيال إقدام الولايات المتحدة على إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطون.
وعقب ساعات من أعرب وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يوم الأحد الماضي أنه بلاده ملتزمة بتنفيذ اتفاق خفض الإنتاج العالمي بواقع 1.8 مليون برميل بالتعاون من منظمة أوبك حتى نهاية العام الجاري 2018، كما أفاد أنه روسيا أيضا ملتزمة بأي نقاش حول إنهاء الاتفاق بنهاية العام الجاري أو تمديده في 2019، موضحاً أنه في حالة عودة التوازن إلى أسواق النفط سوف يتم البدء بشكل تدريجي في الانسحاب من الاتفاق.
وأفاد نوفاك أن توازن أسواق النفط قد يتم في الربع الثالث أو الربع الأخير من هذا العام، مع أعربه أنه لا يستبعد مناقشات إستراتيجية للخروج من الاتفاق في اجتماع منظمة الأوبك في حزيران/يونيو المقبل وأنه ليس لديه قلق حيال زيادة أعداد منصات الحفر الأمريكية، ويذكر أنه وفقاً للتقرير الأسبوعي الأخير لشركة بيكر هيوز، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع أربعة منصات إلى إجمالي 800 منصة.
