أسعار النفط بصدد أول خسائر شهرية في أكثر من نصف عام
المضارب العربي
تراجعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بقرابة الواحد بالمائة لنشهد ارتدادها للجلسة الثالثة على التوالي من الأعلى لها منذ نهاية الأسبوع الأول من هذا الشهر موضحة الأدنى لها في قرابة أسبوع وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة السابعة في تسعة جلسات من الأدنى له منذ 17 من كانون الأول/ديسمبر من 2014 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاء عن الاقتصاد الصيني أكبر مستورد للطاقة عالمياً ونظيره الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً والتي تضمنت أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة فائض في المخزونات بصورة فاقت التوقعات.
في تمام الساعة 06:02 مساءاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 نيسان/أبريل المقبل 0.60% لتتداول حالياً عند مستويات 62.63$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 63.01$ للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 نيسان/أبريل القادم 0.98% لتتداول عند 65.98$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 66.63$ للبرميل، وسط ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.22% ليتداول حالياً عن مستويات 90.55 موضحاً الأعلى له منذ 22 من كانون الثاني/يناير مقارنة بالافتتاحية عند 90.36.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر دولة صناعية بعد الولايات المتحدة الكشف عن قراءة مؤشر مدراء المشتريات الصناعي والخدمي لشهر شباط/فبراير والتي أوضحت اتساع القطاع الخدمي إلى ما قيمته 54.4 مقابل 55.3 في كانون الثاني/يناير الماضي، بينما أظهرت قراءة المؤشر ذاته للقطاع الخدمي تقلص الاتساع إلى ما قيمته 50.3 مقابل 51.3 في الشهر الماضي، أسوء من التوقعات عند 51.2.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن القراءة الثانية للناتج المحلي الإجمالي والتي أوضحت نمو بنسبة 2.5% متوافقة مع التوقعات خلال الربع الرابع مقابل اتساعاً بنسبة 2.6% في القراءة الأولية السابقة، كما أظهرت القراءة الثانية للناتج المحلي المقاس بالأسعار تقلص الاتساع إلى نسبة 2.3% مقارنة بالقراءة الأولية السابقة والتوقعات عند نمو 2.4%.
وجاء ذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات والتي أظهرت تقلص الاتساع إلى ما قيمته 61.9 مقابل مقابل 65.7 في كانون الثاني/يناير، لتعد بذلك القراءة الحالية أسوء من التوقعات عند 64.2، وصولاً إلى بيانات سوق الإسكان الأمريكي والتي جاءت مخيبة للآمال هي الأخرى مع تراجع مبيعات المنازل القائمة بنسبة 4.7% مقابل الثبات عند الصفر في كانون الأول/ديسمبر، بخلاف التوقعات عند ارتفاع 0.4%.
وصولاً إلى أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط فائض بنحو 3.0 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 23 من شباط/فبراير الجاري مقابل عجز بنحو 1.6 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، متفوقة بذلك على التوقعات عند فائض بنحو 2.4 مليون برميل، لنشهد ارتفاع المخزونات إلى نحو 423.5 مليون برميل، وتظل المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.
كما أظهر التقرير ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً بنحو 2.5 مليون برميل، لتظل بذلك المخزونات أعلى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد تراجعت بنحو 1.0 مليون برميل، وتظل بذلك المخزونات ضمن النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.
ويأتي ذلك عقب ساعات فعليات النصف الأول من الشهادة النصف سنوية لمحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حيال السياسة النقدية أمام لجنة مجلس النواب للخدمات المالية في الكونجرس وعلى أعتاب النصف الثاني من شهادة باول يوم غد الخميس أمام لجنة مجلس الشيوخ المعنية بالمصارف والإسكان والشؤون الحضرية، وفي أعقاب تقديم باول التقرير الموجز للمناقشات المتعلقة بالسياسة النقدية والتطورات الاقتصادية بالإضافة إلى الآفاق المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي إلى الكونجرس يوم الجمعة الماضية.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا يوم أمس الثلاثاء أيضا تصريحات المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول والتي أعرب من خلالها أن الولايات المتحدة سوف تصبح أكبر منتج للنفط الخام بحلول العام المقبل وربما العام الجاري، موضحاً أن إنتاج الولايات المتحدة سوف يتجاوز إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط الخام عالمياً ومضيفاً أنه من المتوقع أن يتجاوز إنتاج الولايات المتحدة 11 مليون برميل يومياً بنهاية العام الجاري 2018.
كما نوه أيضا بالأمس رئيس منظمة الدول المنتجة للنفط الخام أوبك ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أنه متفائل بعودة التوازن إلى أسواق النفط خلال العام الجاري ومتفائل حيال مستقبل أسواق النفط، مضيفاً أن أسواق النفط تحتاج إلى المزيد من الاستثمارات الرئيسية، ويذكر أن منتظمة أوبك وحلفائها المنتجين من خارجها ملتزمين بشكل فعال حيال اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية هذا العام.
ويذكر أن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح صرح من نيودلهي يوم السبت الماضي أن الخطوة التالية للمنتجين الرئيسين سوف تكون إلغاء القيود على الإنتاج تدريجياً، موضحاً أنه قد يتم تخفيف القيود على الإنتاج “في وقت ما في 2019، ولكننا لا نعرف متى ولا كيف”، وسط التأكيد على أن المنتجين الرئيسين ملتزمون باستقرار وتوازن السوق خلال الفترة المقبلة.
كما أفاد الفالح آنذاك أنه يتم حالياً إجراء دراسة لمعرفة المطلوب لتحقيق التوازن في الأسواق وأنه سوف يتم الإعلان عن تلك الدراسة قريباً وسط تأكيده على أن منظمة أوبك تعتزم ترجمه النجاح الذي حققه اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط مع حلفائها المنتجين من خارجها في إطار عمل دائم للمساهمة بشكل دائم في استمرار التوازن داخل سوق النفط، وسط أعربه أن سوق النفط العالمي يعيد التوازن وأنه من المتوقع أن يستمر انخفاض مخزونات النفط العالمية نحو التوازن خلال العام الجاري.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع منصة واحدة لتعكس بذلك خامس زيادة أسبوعية على التوالي ليبلغ بذلك إجمالي منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة نحو 799 منصة موضحة الأعلى لها منذ نيسان/أبريل من عام 2015.