تراجعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بما يفوق الواحد
المضارب العربي
تراجعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بما يفوق الواحد بالمائة لنشهد ارتدادها للجلسة الثانية على التوالي من الأعلى لها منذ نهاية الأسبوع الأول من الشهر الجاري وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة السابعة في ثمانية جلسات من الأدنى له منذ 17 من كانون الأول/ديسمبر من عام 2014 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الثلاثاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً وتصريحات المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي.
وبالتزامن مع توجه أنظار المستثمرين للنصف الأول من الشهادة النصف سنوية لمحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حيال السياسة النقدية أمام لجنة مجلس النواب للخدمات المالية في الكونجرس ومن المرتقب أن يدلى بالنصف الثاني من شهادته أمام الكونجرس بعد غداً الخميس أمام لجنة مجلس الشيوخ المعنية بالمصارف والإسكان والشؤون الحضرية.
في تمام الساعة 05:55 مساءاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 نيسان/أبريل المقبل 1.39% لتتداول حالياً عند مستويات 63.02$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 63.91$ للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 نيسان/أبريل القادم 1.16% لتتداول عند 66.72$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 67.50$ للبرميل، وسط ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.49% ليتداول حالياً عن مستويات 90.29 مقارنة بالافتتاحية عند 89.85.
هذا وقد تابعنا أعرب محافظ الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونجرس في بادئ الأمر عن تقديره لمساهمات المحافظة السابقة جانيت يلين والتي تتمثل في مواصلة الاقتصاد تعزيزه وبدأ صناع السياسة النقدية بتطبيع أسعار الفائدة وحجم الميزانية العمومية، موضحاً أنها عملت معه على ضمان انتقال القيادة بشكل سلس وتوفير الاستمرارية في السياسة النقدية وذلك مع إشادته وتقديره أيضا لزملائه في اللجنة الفيدرالية.
ونوه باول أنه يتوقع أن يمضي بنك الاحتياطي الفيدرالي في تشديد السياسة النقدية بشكل تدريجي مع الإفادة بأن التوقعات الاقتصادية لا تزال قوية وأن الأوضاع المالية لا تزال داعمة بالرغم من التقلبات وسط الإشارة إلى أنه يجب العمل على دعم التوازن لرفع التضخم وتجنب تخطي الهدف، موضحاً أن قوة سوق العمل سوف تدعم الإنفاق والدخل، وذلك قبل أن يخضع حالياً لتساؤلات أعضاء لجنة مجلس النواب للخدمات المالية الأمريكي.
بخلاف ذلك فقد تابعنا أيضا عن الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة مبيعات البضائع المعمرة التي تمثل نحو نصف الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي للولايات المتحدة والتي أظهرت تراجعاً 3.7% مقابل ارتفاع 2.8% في كانون الأول/ديسمبر، أسوء من التوقعات عند تراجع 2.4%، كما أوضحت القراءة الجوهرية للمؤشر ذاته تراجعاً 0.3% مقابل ارتفاع 0.7% في كانون الأول/ديسمبر، أيضا أسوء من التوقعات عند 0.4%.
وجاء ذلك بالتزامن مع اتساع العجز في الميزان التجاري للبضائع وتسارع نمو مخزونات الجملة بخلاف التوقعات خلال كانون الثاني/يناير الماضي وقبل أن نشهد صدور بيانات سوق الإسكان والتي أظهرت تباطؤ نمو مؤشر أسعار المنازل ومؤشر ستاندرد آند بورز لأسعار المنازل بصورة فاقت التوقعات خلال كانون الأول/ديسمبر، وصولاً إلى أظهر كل من قراءة مؤشر راتشموند الصناعي وثقة المستهلكين للشهر الجاري اتساعاً فاق التوقعات.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا في وقت سابق اليوم تصريحات المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول والتي أعرب من خلالها أن الولايات المتحدة سوف تصبح أكبر منتج للنفط الخام بحلول العام المقبل وربما العام الجاري، موضحاً أن إنتاج الولايات المتحدة سوف يتجاوز إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط الخام عالمياً ومضيفاً أنه من المتوقع أن يتجاوز إنتاج الولايات المتحدة 11 مليون برميل يومياً بنهاية العام الجاري 2018.
وفي المقابل نوه رئيس منظمة الدول المنتجة للنفط الخام أوبك ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أنه متفائل بعودة التوازن إلى أسواق النفط خلال العام الجاري ومتفائل حيال مستقبل أسواق النفط، مضيفاً أن أسواق النفط تحتاج إلى المزيد من الاستثمارات الرئيسية، ويذكر أن منتظمة أوبك وحلفائها المنتجين من خارجها ملتزمين بشكل فعال في اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري.
وفي نفس السياق، فقد تابعنا يوم السبت الماضي تصريحات وزير الطاقة السعودي خالد الفالح من نيودلهي والتي أعرب من خلالها أن الخطوة التالية للمنتجين الرئيسين سوف تكون إلغاء القيود على الإنتاج تدريجياً، موضحاً أنه قد يتم تخفيف القيود على الإنتاج “في وقت ما في 2019، ولكننا لا نعرف متى ولا كيف”، وسط التأكيد على أن المنتجين الرئيسين ملتزمون باستقرار وتوازن السوق خلال الفترة المقبلة.
كما أفاد الفالح أنه يتم حالياً إجراء دراسة لمعرفة المطلوب لتحقيق التوازن في الأسواق وأنه سوف يتم الإعلان عن تلك الدراسة قريباً وسط تأكيده على أن منظمة أوبك تعتزم ترجمه النجاح الذي حققه اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط مع حلفائها المنتجين من خارجها في إطار عمل دائم للمساهمة بشكل دائم في استمرار التوازن داخل سوق النفط، وسط أعربه أن سوق النفط العالمي يعيد التوازن وأنه من المتوقع أن يستمر انخفاض مخزونات النفط العالمية نحو التوازن خلال العام الجاري.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع منصة واحدة لتعكس بذلك خامس زيادة أسبوعية على التوالي ليبلغ بذلك إجمالي منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة نحو 799 منصة موضحة الأعلى لها منذ نيسان/أبريل من عام 2015.