استقرار سلبي لأسعار الفضة متغاضية عن انخفاض
المضارب العربي
تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الفضة في نطاق يضق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الأمريكية لنشهد تراجعها للجلسة الثالثة في أربعة جلسات من الأعلى لها منذ منتصف أيلول/سبتمبر متغاضية بذلك عن انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الثلاثاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم والتي تضمنت انطلاق فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية في واشنطون.
في تمام الساعة 06:14 مساءاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار الفضة تسليم 15 آذار/مارس القادم 0.16% لتتداول حالياً عند 17.100$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 17.137$ للأونصة، بينما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.15% إلى مستويات 89.18 مقارنة بالافتتاحية عند 89.31.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن قراءة مؤشر ستاندرد آند بورز لأسعار المنازل والتي أظهرت تسارع وتيرة النمو إلى 6.41% مقابل 6.32% في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، متفوقة على التوقعات عند 6.3%، وجاء ذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مؤشر ثقة المستهلكين والتي أظهرت اتساعاُ إلى ما قيمته 125.4 مقابل 122.1 في كانون الأول/ديسمبر الماضي، متفوقة بذلك على التوقعات عند 123.2.
بخلاف ذلك، تتوجه أنظار المستثمرين حالياً لما سوف يسفر عنه اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح 30/31 كانون الثاني/يناير الجاري والذي يعد أخر اجتماع لصانعي السياسة النقدية لدى الاحتياطي الفيدرالي تحت قيادة محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين قبل أن ننقضي ولايتها الشهر المقبل ويتولى عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح جيروم باول منصب مهامها وقيادة الاحتياطي الفيدرالي.
ويذكر أن نائب محافظ بنك الصين الشعبي يي جانج نوه في مطلع الأسبوع الجاري إلى أن معدل الدين بالاقتصاد الصيني أكبر مستهلك للمعادن عالمياً، لا يزال مرتفعاً وأنه لم ينم بعد احتواء فقاعات الأصول بشكل كامل، موضحاً أن نسبة الدين في الصين ثاني أكبر اقتصاد عالمياً وثاني أكبر دولة صناعية في العالم بعد الولايات المتحدة مرتفعة، مضيفاً أن البنك المركزي الصيني سوف يبقي على السياسة النقدية الحيادية.
كما أفاد جانج آنذاك أن بنك الصين الشعبي سوف يزيد من مرونته وفعاليته لإدارة السيولة النقدية، موضحاً أن تقلب سعر صرف اليوان في كلا الاتجاهين سوف يصبح وضع اعتيادي، مضيفاً سوف نزيد من مرونة سعر صرف اليوان، ونود الإشارة لأن التقرير التي تطرقت في مطلع الشهر الجاري لكون الصين أكبر حامل لسندات الخزينة الأمريكية قد تقلص أو توقف عمليات شرائها لديون الحكومة الأمريكية تعد من ضمن العوامل الرئيسية التي أثقلت على أداء مؤشر الدولار الأمريكي.
ويذكر أن تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للأدنى له في أكثر من ثلاثة أعوام في نهاية الأسبوع الماضي وقع عقب أعرب وزير الخزانة الأمريكي ستيفن موشين على هامش مؤتمر دافوس الاقتصادي أن انخفاض قيمة الدولار يصب في صالح النشاط التجاري والاقتصاد المحلي لبلاده وتأكيده على تلك التصريحات قبل أن يصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يريد دولار قوي وأن حديث مونشين أخذت بعيداً عن سياقه.