أسعار النفط الخام تستأنف الارتداد من الأعلى لها في أكثر من ثلاثة أعوام مع ارتفاع مؤشر الدولار في أولى جلسات الأسبوع

انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بما يفوق الواحد بالمائة خلال الجلسة الأمريكية لنشهد تراجعها للجلسة الثانية في ثلاثة جلسات من أعلى مستوياته منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر من عام 2014 وسط ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثانية على التوالي من الأدنى له في 38 شهراً وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الاثنين عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.

في تمام الساعة 05:10 مساءاً بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 آذار/مارس المقبل 1.33% لتتداول حالياً عند مستويات 65.26$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 66.14$ للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 آذار/مارس القادم 1.77% لتتداول عند 69.27$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 70.52$ للبرميل، وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.54% ليتداول حالياً عن مستويات 89.54 مقارنة بالافتتاحية عند 89.07.

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن بيانات الدخل والإنفاق الشخصي والتي أظهرت تباطؤ نمو الإنفاق الشخصي إلى 0.4% مقابل 0.8% في تشرين الثاني/نوفمبر، دون التوقعات 0.4%، بينما أوضحت قراءة الدخل الشخصي تسارع النمو إلى 0.4% مقارنة بالقراءة السابقة والتوقعات 0.3%، وأوضحت قراءة لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي المثبط تباطؤ النمو إلى 0.1% متوافقة مع التوقعات مقابل 0.2%.

وفي نفس السياق، فقد أظهرت القراءة السنوية لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي المثبط تباطؤ النمو إلى 1.7% متوافقة مع التوقعات مقابل 1.8%، بينما أوضحت قراءة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري تسارع النمو إلى 0.2% متوافقة مع التوقعات مقابل 0.1% في تشرين الثاني/نوفمبر، وأظهرت القراءة السنوية للمؤشر ذاته استقرار وتيرة النمو عند 1.5% متوافقة مع التوقعات دون تغير يذكر عن القراءة السنوية السابقة.

على الصعيد الأخر، فقد أوضح التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز في نهاية الأسبوع الماضي ارتفاع منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 12 منصات موضحة أكبر زيادة أسبوعية منذ الأسبوع المنقضي في 24 من آذار/مارس الماضي، ليصل بذلك إجمالي المنصات العاملة هناك نحو 759 منصة لنشهد أعلى مستوى لها منذ الأسبوع المنقضي في 18 من آب/أغسطس الماضي.

مما يصب في صالح التوقعات بتسارع الإنتاج الأمريكي للنفط لمستويات قياسية، ويذكر أن الإنتاج الأمريكي ارتفاع بأكثر من 17% منذ منتصف عام 2016 إلى 9.88 مليون برميل يومياً، وتشير التوقعات إلى أن الإنتاج الأمريكي من النفط قد يتجاوز حاجز 10 مليون برميل في وقت لاحق من العام الجاري وأن الولايات المتحدة ثالث أكبر منتج للنفط عالمياً قد تتخطي كل من روسيا والمملكة العربية السعودية أكبر منتجي النفط الخام عالمياً لاحقاً.

ونود الإشارة إلى أن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أعرب يوم الأربعاء الماضي أن ارتفاع أسعار الخام بالقرب من مستويات 70$ للبرميل لن يعرقل مضي بلاده قدماً في اتفاق خفض الإنتاج العالمي بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية 2018 الذي تقوده المملكة العربية السعودية من داخل منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بالتعاون مع روسيا التي تقود المنتجين من خارج أوبك في الاتفاق.

وأفاد نوفاك انذاك أن روسيا تنظر للتوازن بين العرض والطلب في المقام الأول قبل النظر في أسعار النفط الخام، مضيفاً أن نمو إنتاج النفط الصخري لن يكون بمقدوره تعويض تنامي الطلب العالمي على النفط الخام، موضحاً أنه “سوف يكون بمقدوره تعويض نمو الاستهلاك لفترة قصيرة، إلا أنه لن يغطي النمو الكامل للاستهلاك” وسط تأكيده على أن أوبك وحلفائها يتوقعون عودة السوق للتوازن بحلول الربع الثالث أو الرابع من 2018.

كما تطرق أيضا نوفاك آنذاك إلى أن الإطار المؤسسي التعاوني بين أوبك وحلفائها المنتجين من خارجها وعلى رأسهم روسيا يدعم استقرار المستويات الحالية لأسعار النفط مع أعربه أنه يتوقع أن تستقر أسعار خام برنت عند 60$ للبرميل خلال هذا العام، وجاء ذلك عقب ساعات من أعرب وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن بلاده وروسيا قد اتفقوا على استمرار التعاون المشترك بينهم بعد انتهاء اتفاق خفض الإنتاج لتعزيز أسعار النفط.