تراجع العقود الآجلة لأسعار النفط الخام مع ارتفاع مؤشر الدولار لأعلى مستوياته في أربعة أسابيع
المضارب العربي
انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام خلال الجلسة الأمريكية وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي لأعلى مستوياته منذ 26 من تموز/يوليو الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الاربعاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً والتي تضمنت الكشف عن التقرير الاسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية والذي أظهر اتساع العجز بخلاف التوقعات.
في تمام الساعة 06:07 مساءاً بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 أيلول/سبتمبر القادم 0.53% لتتداول حالياً عند مستويات 47.30$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 47.55$ للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 16 تشرين الأول/أكتوبر المقبل 0.16% لتتداول عند 50.72$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 50.80$ للبرميل، وسط ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.21% ليتداول حالياً عن مستويات 94.05 موضحاً أعلى مستوياته في أربعة أسابيع مقارنة بالافتتاحية عند 93.85.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن بيانات سوق الإسكان التي جاءت مخيبة للآمال مع تراجع تصاريح البناء بصورة فاقت التوقعات وانخفاض المنازل المبدوء إنشائها بخلاف التوقعات خلال تموز/يوليو الماضي، بينما تترقب الأسواق حالياً عن كثب ما سوف يسفر عنه محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير والذي أبقى من خلاله صانعي السياسة النقدية على أسعار الفائدة ما بين 1.00% و1.25% مع التأكيد على البدء في وقت لاحق من هذا العام في عملية تطبيع الميزانية التي تقدر بنحو 4.5$ تريليون.
بخلاف ذلك، تابعنا أيضا الكشف عن التقرير الاسبوعي لإدارة معلومات الطاقة لمخزونات النفط الخام والذي أوضح اتساع العجز لنحو 8.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي يوم الجمعة الماضية مقابل نحو 6.5 مليون برميل في الأسبوع السابق، ليتفوق بذلك العجز على تقديرات المحللين عند 3.0 مليون برميل ولنشهد انخفض المخزونات لنحو 466.5 مليون برميل، بينما تظل ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط في مثل هذا الوقت من العام.
وأوضح التقرير استقرار مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً دون تغير يذكر عن ما كانت عليه في الأسبوع الماضي، ولا تزال المخزونات ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط في مثل هذا الوقت من العام، بينما ارتفعت مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة بنحو 0.7 مليون برميل وتظل المخزونات ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط في مثل هذا الوقت من العام.
على الصعيد الأخر فقد صرح وزير النفط الإكوادوري كارلوس بيريز أن بلاده سوف تبقي على سقف الإنتاج عند 541 ألف برميل يومياً ضمن عمل الإكوادور على التضامن مع جهود منظمة أوبك للسيطرة على تخمة المعروض النفطي، معرباً ان بلاده لا تزال ملتزمة بمستويات الإنتاج الحالية حتى إشعار أخر، ويذكر أن الإكوادور قد تخلفت عن مبادرة خفض الإنتاج التي أطلقتها أوبك لإعادة التوازن إلى أسواق النفط العالمي بسبب تعثر الوضع الاقتصادي والمالي لديها خلال الآونة الأخيرة.
بخلاف ذلك نود الإشارة إلى أن بيانات المكتب الوطني للإحصاء في الصين الأخيرة أوضحت انخفض معدلات تكرير النفط الخام لدى أكبر مستورد للنفط الخام عالمياً وثاني أكبر مستهلك للنفط الخام عالمياً بأسرع وتيرة له في ثلاثة أعوام خلال تموز/يوليو، كما تراجع الإنتاج لدى ثاني أكبر دولة صناعية في العالم وثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة من أعلى مستوياته في عام هناك.
وفي المقابل ووفقاً لما أعلنته شركة “بيكر هيوز” للخدمات النفطية في نهاية الأسبوع الماضي، فقد ارتفعت منصات الحفر في الولايات المتحدة بواقع 3 منصات إلي 768 منصة لتعكس أعلى مستوى للمنصات منذ نيسان/أيريل من عام 2015 وسط استقرار متوسط الإنتاج الأمريكي للنفط الصخري حالياً عند 9.43 مليون برميل يومياً موضحاً أعلى مستوياته عامين.
ويذكر أن التقرير الشهري لمنظمة أوبك أفاد في نهاية الأسبوع الماضي أن معدلات إنتاج النفط الخام ارتفعت بواقع 173 ألف برميل يومياً إلى نحو 32.87 مليون برميل يومياً خلال تموز/يوليو الماضي، كما تطرق التقرير إلى أن أكبر المشاركين في تلك الزيادة هم ليبيا ونيجيريا المعفيتان من اتفاق خفض الإنتاج العالمي بنحو 1.8 مليون برميل يومياً حتى آذار/مارس المقبل والذي تساهم فيه أوبك بواقع 1.2 مليون برميل يومياً.
وتساهم فيه الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا بنحو 0.6 مليون برميل يومياً، ذلك بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط عالمياً والتي شهدت ارتفاع معدلات الإنتاج خلال الشهر الماضي بواقع 32 ألف برميل يومياً إلى نحو 10.07 مليون برميل يومياً.
وفي المقابل تراجع الإنتاج ببعض الدول مثل العراق وفنزويلا، أما على الصعيد العالمي فقد ارتفع المعروض النفطي بواقع 17 ألف برميل إلى متوسط 97.3 مليون برميل، وجاء ذلك مع محافظة منظمة أوبك من خلال تقريرها الشهري على توقعاتها بنمو مستويات الطلب العالميي بواقع 1.37 مليون برميل يومياً خلال النصف الثاني من العام الجاري 2017 إلى متوسط 57.77 مليون برميل.
يمكنك مشاركة آرائك عبر منتدانا المضارب العربي