ارتفاع العقود الآجلة لأسعار النفط بنحو الواحد متغاضية عن الفائض في المخزونات الأمريكية
المضارب العربي
ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بما يفوق الواحد بالمائة لنشهد ارتدادها للجلسة السادسة على التوالي من أدنى مستوياتها في عشرة أشهر وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي لأدنى مستوياته منذ الرابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الاربعاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.
في تمام الساعة 06:45 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 16 من آب/أغسطس القادم 1.01% لتتداول حالياً عند مستويات 44.69$ للبرميل مقارنة بمستويات الافتتاحية عند 44.24$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 16 آب/أغسطس المقبل 1.22% لتتداول عند 47.22$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 46.65$ للبرميل، بينما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي 0.27% ليتداول حالياً عند مستويات 96.13 موضحاً أدنى مستوياته في قرابة التسعة أشهر مقارنة بالافتتاحية عند 96.39.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي تقلص العجز في الميزان التجاري للبضائع بالتزامن مع ارتفاع مخزونات الجملة بصورة فاقت التوقعات خلال أيار/مايو الماضي، قبل أن نشهد الكشف عن قراءة مؤشر مبيعات المنازل القائمة والتي أوضحت تقلص التراجع بخلاف التوقعات خلال الشهر الماضي.
ويأتي ذلك عقب ساعات من استبعاد محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين احتمالية حدوث أزمة مالية أخرى على الأقل على مدى حياتها، حيث عزت ذلك إلى إصلاحات النظام المصرفي في أعقاب انهيار القطاع المصرفي في 2007-2009، كما أعربت يلين أنه سيكون شيء جيد إذا استمرت الإصلاحات التي شهدتها صناعة الخدمات المالية منذ الأزمة المالية العالمية الأخيرة.
كما حثت يلين أولئك الذي ساهموا في التغلب على تداعيات الأزمة انذاك على أن يعملوا بنشاط لمنع تخفيف الإصلاحات، بخلاف ذلك، نوهت يلين إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيمضي قدماً في تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة فقط بشكل تدريجي، وأنه سيجرى تقليص تدريجي لسندات الخزانة وسندات الرهن العقاري التي استحوذ عليها الاحتياطي الفيدرالي لمساعدة الاقتصاد الأمريكي على تجاوز الأزمة.
وفي نفس السياق، فقد تابعتا أيضا الكشف عن التقرير الاسبوعي لإدارة معلومات الطاقة لمخزونات النفط الخام الأمريكية والذي أوضح فائض بنحو 0.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي يوم الجمعة الماضية مقابل عجز بنحو 2.5 مليون برميل في الأسبوع السابق، بخلاف التوقعات عند عجز بنحو 2.1 مليون برميل، لنشهد بذلك ارتفاع المخزونات إلى نحو 509.2 مليون برميل وبقائها ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.
كما أوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة انخفاض مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً بنحو 0.9 مليون برميل، في حين لا تزال المخزونات ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط في مثل هذا الوقت من العام، كما تراجعت مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة بنحو 0.2 مليون برميل وتظل المخزونات أيضا ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط في مثل هذا الوقت من العام.
ونود الإشارة، إلى أن ارتفاع القعود الآجلة لأسعار النفط الخام مؤخراً يأتي ضمن عمليات تصحيحية مع ضعف أداء مؤشر الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الجاري وفي أعقاب تراجعها للأسبوع الخامس على التوالي ضمن أطول مسيرات خسائر أسبوعية منذ عام 2015 وسط تسعير الأسواق لبقاء مخزونات النفط العالمية أعلى متوسط خمسة أعوام مع تسارع نمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي وارتفاع إنتاج أوبك في أيار/مايو الماضي.