توصيات شهر سبتمبر تحقق رقم قياسي 2910 نقطة!

انضم معنا

ترامب يلغي المقابلات ويحدد مرشحه لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن قيام الرئيس دونالد ترامب بإلغاء المقابلات المقررة مع المرشحين المحتملين لمنصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وذلك بعد أن حدد اختياره النهائي للمنصب. يأتي هذا التطور في وقت حساس تترقب فيه الأسواق المالية العالمية معرفة هوية الشخصية التي ستقود السياسة النقدية للولايات المتحدة.

تفاصيل إلغاء المقابلات المجدولة

أفاد التقرير الذي أعده الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادية نيك تيميراوس أن المقابلات التي كانت مجدولة يوم الأربعاء مع نائب الرئيس جي دي فانس قد ألغيت دون تقديم أسباب واضحة. لم يتضح ما إذا كانت هذه اللقاءات ستعاد جدولتها في وقت لاحق أم أن الإلغاء نهائي.

يثير هذا الإلغاء المفاجئ تساؤلات حول طبيعة عملية الاختيار ومدى اقتراب ترامب من الإعلان الرسمي عن قراره النهائي. المقابلات مع المرشحين المحتملين تمثل عادة خطوة أساسية في عملية الفحص والتقييم قبل اتخاذ القرار النهائي.

كيفن هاسيت في دائرة الضوء

على الرغم من عدم وجود تأكيد رسمي، فإن المؤشرات تشير بقوة إلى أن كيفن هاسيت قد يكون الاختيار المفضل لترامب. من الجدير بالذكر أن مقابلة هاسيت نفسه كانت من بين المقابلات الملغاة، حيث تم إلغاء جميع المقابلات المجدولة دون استثناء.

هاسيت، الذي شغل سابقاً منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في إدارة ترامب الأولى، يتمتع بعلاقة وثيقة مع الرئيس ويُنظر إليه كأحد المرشحين الأقوياء للمنصب. خبرته الاقتصادية الواسعة وتوافقه الأيديولوجي مع ترامب يجعلانه خياراً منطقياً من وجهة نظر الرئيس.

الموقف الرسمي للبيت الأبيض

أصدر البيت الأبيض بياناً رسمياً يؤكد أن الحقيقة هي أن لا أحد يعرف من سيكون الاختيار التالي للرئيس ترامب لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي حتى يعلن ذلك بنفسه. وأضاف البيان أن كل ما يُقال حتى ذلك الحين هو مجرد تكهنات وتخمينات لا أساس لها من الصحة.

هذا الموقف الحذر من البيت الأبيض يعكس رغبة الإدارة في الحفاظ على السيطرة الكاملة على عملية الإعلان وتوقيتها، وتجنب أي تسريبات قد تؤثر على الأسواق المالية قبل الأوان.

أسلوب ترامب الدرامي في الإعلانات

يتميز ترامب بأسلوبه الدرامي المستوحى من برامج تلفزيون الواقع عند الإعلان عن قراراته المهمة. يوم الثلاثاء، صرح ترامب بأنه قد حصر قائمته في مرشح واحد فقط، مما أثار موجة من التكهنات في الأوساط السياسية والاقتصادية.

في وقت لاحق من نفس اليوم، أشار ترامب بشكل غير مباشر إلى هاسيت كرئيس محتمل للاحتياطي الفيدرالي عندما قال: “أعتقد أن رئيساً محتملاً للاحتياطي الفيدرالي موجود هنا أيضاً. لا أعرف. هل يُسمح لنا بقول ذلك؟ محتمل؟”

هذا الأسلوب في التشويق والإثارة يعكس رغبة ترامب في الحفاظ على اهتمام وسائل الإعلام والجمهور، وهو نهج استخدمه بفعالية طوال مسيرته السياسية والتجارية.

التداعيات المحتملة لاختيار هاسيت

إذا تم اختيار هاسيت لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي، فإن ذلك قد يكون له تأثيرات كبيرة على الأسواق المالية العالمية. يُتوقع أن يكون تعيين هاسيت إيجابياً لأسعار الذهب، حيث أن سياساته النقدية المتوقعة قد تدفع المستثمرين نحو المعادن الثمينة كملاذ آمن.

الذهب تاريخياً يستفيد من السياسات النقدية التيسيرية والمخاوف من التضخم، وكلاهما عناصر مرتبطة بالتوجهات الاقتصادية لهاسيت.

التأثير على الدولار الأمريكي

من المتوقع أن يكون تعيين هاسيت سلبياً للدولار الأمريكي. إذا تبنى سياسة نقدية متساهلة باستمرار، فإن ذلك قد يضعف قيمة العملة الأمريكية مقابل العملات الرئيسية الأخرى في سوق الصرف الأجنبي.

السياسات التيسيرية عادة ما تتضمن خفض أسعار الفائدة أو الحفاظ عليها منخفضة لفترات طويلة، مما يقلل من جاذبية الدولار للمستثمرين الباحثين عن عوائد أعلى. هذا قد يؤدي إلى تدفقات رأسمالية خارجة من الأصول المقومة بالدولار.

زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي قد يشهد ارتفاعاً، وكذلك الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي، في حال تبني سياسات تيسيرية مفرطة من قبل هاسيت.

التأثيرات على سوق السندات طويلة الأجل

السندات الحكومية طويلة الأجل قد تواجه ضغوطاً سلبية في حال تعيين هاسيت، خاصة تلك التي تمتد لآجال عشر سنوات أو أكثر. السياسات التيسيرية المستمرة قد تزيد المخاوف من ارتفاع التضخم على المدى الطويل.

عندما ترتفع توقعات التضخم، تنخفض قيمة السندات طويلة الأجل حيث أن العوائد الثابتة تصبح أقل جاذبية في بيئة تضخمية. المستثمرون عادة ما يطالبون بعوائد أعلى للتعويض عن مخاطر التضخم المتزايدة.

مخاطر التضخم في ظل سياسة تيسيرية

أحد أكبر المخاوف المرتبطة بتعيين هاسيت هو احتمال اتخاذه موقفاً تيسيرياً باستمرار دون توقف، مما قد يؤدي إلى إشعال فتيل التضخم. السياسة النقدية التيسيرية لفترات طويلة يمكن أن تضخ سيولة كبيرة في الاقتصاد، مما يدفع الأسعار للارتفاع.

التوازن بين تحفيز النمو الاقتصادي والسيطرة على التضخم يمثل التحدي الأساسي لأي رئيس للاحتياطي الفيدرالي. النهج المتساهل جداً قد يحقق نمواً قصير المدى على حساب استقرار الأسعار طويل المدى.

أهمية منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي

منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي يُعد من أهم المناصب الاقتصادية في العالم. قرارات هذا المنصب تؤثر ليس فقط على الاقتصاد الأمريكي، بل على الأسواق المالية العالمية بأكملها.

الاحتياطي الفيدرالي يحدد أسعار الفائدة الرئيسية في الولايات المتحدة، ويدير السياسة النقدية، ويشرف على النظام المصرفي. قراراته تؤثر على تكلفة الاقتراض، معدلات التضخم، ومستويات التوظيف في أكبر اقتصاد في العالم.

ردود الفعل المتوقعة من الأسواق

الأسواق المالية تترقب بحذر الإعلان الرسمي عن الاختيار النهائي. أي مؤشرات على سياسة نقدية أكثر تساهلاً قد تؤدي إلى تقلبات كبيرة في أسعار الصرف، أسعار السندات، وأسواق الأسهم.

المتداولون في أسواق العملات الأجنبية يراقبون التطورات عن كثب، خاصة أولئك الذين يتعاملون في أزواج مثل الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني، أو الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري، حيث أن هذه الأزواج حساسة بشكل خاص للتغيرات في السياسة النقدية الأمريكية.

الأيام والأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار السياسة النقدية الأمريكية للسنوات القادمة، وستكون لها تداعيات بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية.

لمشاهدة المزيد من الأخبار الاقتصادية

ترامب