ماهى العوامل التي قد تؤثر على سعر الذهب

[عبدالله كمال]

عادة، يربط المتداولون التحليل الأساسي بسوق الأوراق المالية، وليس الذهب. بينما يراقب محللو سوق الأوراق المالية الأساسيون البيانات المالية لشركات معينة، يراقب محللو سوق الذهب عوامل الاقتصاد الكلي، والاستقرار السياسي والاقتصادي العالمي، والمنافسة بين بدائل الاستثمار المختلفة بهدف توقع ما ستؤول إليه الأسعار . دعونا نلقي نظرة على خمسة معايير للاقتصاد الكلي يمكن أن تؤثر على أسعار المعدن الثمين الرئيسي.

1. . التضخم
يؤثر التضخم على قيمة أوقية الذهب xau، ولكن ليس بالقدر الذي قد يعتقده المرء. يعتقد معظم مستثمري الذهب المبتدئين أنه إذا ارتفع التضخم في الولايات المتحدة، فيجب أن يرتفع سعر الذهب أيضًا نظرًا لأنه يجب دفع المزيد من الدولارات نتيجة للتضخم مقابل كل أوقية. ومع ذلك، على المدى الطويل، لا توجد علاقة قوية بين التضخم وأسعار الذهب. يمكن ملاحظة ذلك من الرسم البياني أدناه، والذي يوضح ديناميكيات التضخم في الولايات المتحدة وأسعار الذهب.

[عبدالله كمال]

تفسير عدم وجود ارتباط قوي لسببين:

أ) الذهب ليس سلعة. أي أنه ليس سلعة صناعية تستهلكها الصناعة، مثل النفط أو المعادن الحديدية، وبالتالي تتفاعل مع القوة الشرائية للعملة بشكل مختلف عن السلع الأخرى

ب) خلال فترات النمو الاقتصادي وانتعاش سوق الأوراق المالية، يجب أن "ينافس" الذهب على الربحية واهتمام المستثمر. علاوة على ذلك، خلال هذه الفترات، يكون التضخم عادة عند مستوى مرتفع.

2. تقلبات أسعار العملات
يعتبر الذهب، إلى جانب الدولار الأمريكي، الذي بدأ يفقد وظيفة كعملة احتياطية، أداة سوق آمنة. لذلك، إذا انخفض سعر صرف إحدى العملات (على سبيل المثال، الدولار) بالنسبة إلى العملات الاحتياطية الأخرى، مع الحفاظ على القوة الشرائية لشراء الذهب بعملات أخرى، فإن النتيجة المنطقية هي ارتفاع سعر الذهب بالنسبة إلى العملة التي انخفضت. يظهر الرسم البياني علاقة عكسية طويلة الأمد بين مؤشر الدولار الأمريكي (الخط الأبيض) وديناميكيات أسعار الذهب (الخط الأصفر).

[عبدالله كمال]

3. خطر حدوث ركود بسبب التوترات الجيوسياسية


أي نزاع عسكري هو أهم مصدر (بعد أزمات الأسواق المالية) لعدم اليقين بالنسبة للمستثمرين. وأفضل استخدام للذهب كملاذ آمن يكون في الأوقات التي يشعر فيها المستثمرون بالرعب، وقد تتسبب النزاعات الإقليمية في حدوث مثل هذه الظروف في السوق. كما أنها تكون مرتبطة بالعديد من العوامل الأخرى التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، بما في ذلك الإنفاق المفرط، والمعروض النقدي، وعدم الاستقرار السياسي، وانخفاض قيمة العملة.

4. أسعار الفائدة


الذهب حساس لأسعار الفائدة لأنه لا يولد دخلًا مستمرًا. لذلك، يكون شديد الحساسية مقارنة بالبدائل في سوق الأوراق المالية التي تقدم دخلاً محتملاً، مثل السندات أو حتى الأسهم التي توزع أرباحًا. هناك علاقة سلبية ملحوظة، وإن لم تكن كاملة. عندما ترتفع عائدات السندات الحكومية الأمريكية، تزداد احتمالات الحركة الجانبية في الذهب أو حتى هبوطه، بينما يرتبط انخفاض العائدات بحدوث تحركات إيجابية للغاية في أسعار الذهب.

على سبيل المثال، لمكافحة الركود في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة إلى مستويات منخفضة للغاية، مما أجبر المستثمرين على المدى الطويل على الانسحاب من السندات منخفضة العائد وتنويع محافظهم باستخدام الذهب. قدم هذا دعمًا جيدًا لأسعار الذهب المتزايدة بالفعل. في 26 يناير 2022، قدم بنك الاحتياطي الفيدرالي إشارات على قرب رفع أسعار الفائدة، مما أدى إلى انخفاض حاد في سعر الذهب من 1,847.61 دولارًا أمريكيًا إلى 1,791،03 دولارًا أمريكيًا في 26-28 يناير.

5. العرض والطلب
يعد العرض والطلب من أهم أصعب العوامل التي يمكن معرفة تأثيرها على سعر المعدن. كبار المستثمرين في الذهب، بما في ذلك البنوك المركزية وصندوق النقد الدولي والصناديق الرائدة، يؤثرون بشكل كبير على السوق. يمكن لتصرفات هؤلاء المشاركين أن تغير بشكل كبير الطلب على المجوهرات الذهبية وأدوات الاستثمار.

وتعتبر الحسابات الخاصة بتصرفات هؤلاء اللاعبين الكبار مهمة مستحيلة بالنسبة للمستثمر العادي الخاص الذي لا يملك حق الوصول إلى المعلومات التي يتم الافصاح عنها نت قبل اللاعبين الكبار.

لفهم توازنات السوق بشكل عام، عليك أن تعرف أن معظم الطلب على الذهب موزع بالتساوي تقريبًا بين أدوات الاستثمار والمجوهرات.

على سبيل المثال، يتضح من الرسم البياني التالي أن الصين والهند (أثناء النمو الاقتصادي القوي) أصبحتا من كبار المشترين للذهب على مدى العقدين الماضيين بهدف الاستثمار وتكوين الاحتياطيات، وبالتالي، فقد وفرت تلك المشتريات حافزًا إضافيًا لزيادة الأسعار.