الخوف والطمع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخوف والطمع

    الخوف والطمع

    بالامس احد معارفي ممن يتتبعون اخبارنا ويهتمون لقراءة ما ننشر على موقعنا من توقعات

    وتحليلات .

    بادرت الى سؤاله عن حاله وبالطبع عن تجارته . قال : جيدة ، - واخاله ابتسم اذ قال ذلك -حققت

    هذا الشهر 20% ربحا ، لكنني ، اعمل الان بحساب تجريبي .

    ادركت للتو فطنة صاحبي وعمق معرفته رغم كونه لا يزال في المعركة الاولى والاسهل .

    عنيت المعركة التجريبية ، او التدرب على المعركة الحقيقية .

    نعم ايها الاخوة . ان العمل بحساب تجريبي ، يختلف كثيرا او قليلا عن العمل بحساب عادي ،

    وذلك تبعا لشخصية المتعامل ، وتكوين نفسيته ، وقدرته على تحمل الصدمات والانفعالات ،

    وطريقة تفاعله مع المفاجآت المتوقعة منها وغير المتوقعة .

    ارى الفرق بين متعامل بحساب تجريبي ، ومتعامل بحساب حقيقي ، كالفرق بين ممثل يلعب دور

    محارب بطل في واحد من الافلام السينمائية ، وبين محارب بطل يخوض غمار المعركة الحقيقية

    ن وسط السنة اللهب ورائحة البارود . ففي حين ان الاول يحتال في اظهار رجولته ، وقد يكون

    في واقع الامر جبانا رعديدا يخشى ظل اذنيه ان رآهما في عتمة المساء ؛ اذا بالآخر يخوض

    صراعا حيا ، حقيقيا ، مصيريا ؛ بين الحياة والموت ، بين الزوال والبقاء ، بين الربح والخسارة .

    الاول ممثل يا اخواني والثاني بطل .

    الاول يلعب الدور، وما اسهل ان نلعب الادوار ؛ والثاني يعيش المعركة ، وما اقسى ان نعيش

    المعارك .

    الاول يتفرج على ما يحصل في بقاع عالمنا الملتهبة ويتسلى بنقل شخوص الشطرنج . والثاني

    يواجه خصما جبارا عنيدا بارادة القاتل او المقتول .

    نعم ، صدقني صديقي ؛ هي ارادة القاتل او المقتول .

    في هذه المعركة ، ان لم تقتل فستُقتل . لان كل فلس تربحه ، انما انتزعته من آخر قد خسره .

    من السهل على صاحبنا المجرب كما على صاحبنا الممثل ان ينتصر في المعركة على مشاعر

    الخوف والطمع التي لا بد ان تنتابه ، فهو يعرف ان المعركة وهمية ، مصطنعة . وهو يوقن ان

    الخطر يكمن في آلة التصوير لا في سلاح العدو المتربص .لذلك تراه يشتري صفقته ،ثم ينصرف

    الى ارتشاف قهوته وهو ويتمتع برؤية السعر يجري لمصلحته ، او يأمل بكل برودة اعصاب ان

    يميل لمصلحته ان هو سار في المرحلة الاولى عكس ما يشتهي .

    وان عاند السوق واصر على المعاكسة ، فهو يعلم ان الصفعة لن تكون باي حال اشد ايلاما من

    صفعة الافلام السينمائية التي لا تكاد تلامس الوجه حتى ترتد الى الوراء تاركة للموسيقى امر

    ايهام المشاهد بقوة اندفاعها .

    اما المتعامل الحقيقي ، لاسيما المبتدئ ن فهو ما ان يدخل في السوق حتى يشعر بمئات آلاف

    الانياب المكشرة من كل صوب ، ينظر الى الكنز الذي منى نفسه به ، يشد عزيمته ، يقرر الصمود

    ، يحاول ان يتلهى بفنجان قهوة ، يقرر عدم التطلع الى جهاز الكمبيوتر لفترة ، يحاول ذلك ،

    يفشل ، يشعر بقشعريرة يصعب تحملها .

    يسأل نفسه : ما العمل ؟ سرعان ما يجد الجواب . السوق يميل لمصلحته . هما نقطتان ، ثلاث ،

    اربع نقاط ربحا . يا لحظي ! آخذها وأهرب . يبيع صفقته ، ويشمر عن ساقيه ، ويترك الحلبة

    تبكي على نفسها .

    بعد هنيهة يجلس صاحبنا امام الشاشة متفرجا ، لا مشاركا في المعركة . الان قد هدأت نوبة

    الاعصاب ، فاذا به يتمنى ان ينخفض السوق ، وهو الذي كان منذ لحظة يتضرع الى الله ليرتفع

    السعر فيجني منه الربح .

    ولكن السوق يتابع الارتفاع ، 20 نقطة ربحا ، 50 نقطة ، قف ايها اللعين ! عد الى الوراء !

    خذني معك ! ولكن القطار لا يتوقف الا على المحطة . والمحطة تكون على مسافة 150 نقطة لو

    ان الاعصاب صمدت ولم يهرب صاحبنا من السوق .

    اجل التخطيط للمعركة كان جيدا ، توقيت البداية كان جيدا ، الحصان كان من افضل ما وجد ، ولكن

    المقاتل كان جبانا . لقد هرب عند بداية المعركة .

    وان لم يحصل ذاك ، اخي المقاتل ، فقد يحصل هذا :

    اخطط للصفقة ، ادرسها جيدا ، ادخل في السوق ، انتظر قليلا ، يجري الامر بعكس ما اشتهي .

    ما العمل ؟ 20 نقطة خسارة ، 50 نقطة ، لا لن ابيع سانتظر ، 70 نقطة .

    يا الهي ، ما العمل ؟

    700 دولارا ! هي ثلث حسابي ! لا لن اسمح لهؤلاء الاوغاد ، لن اترك هؤلاء العلوج يقضون

    علي . سأنجو بنفسي .

    سأخرج من السوق باي ثمن .

    وأخرج من السوق ، واذا بالعاصفة تهدأ في داخلي . واذا بالعاصفة تهدأ في السوق ايضا .

    فاجلس انا لالتقاط انفاسي . ويجلس السوق ايضا ، كانما لالتقاط انفاسه .

    ثم وبعين ملؤها الشماتة والخبث ، اراه ينظر الي ، يستأذنني ، يستدير ، ويعود الى حيث كان .

    ايه ! اي مغفل انا ! لو انني لم ابع ! لما خسرت شيئا .

    ولكن التمني لا ينفع شيئا .

    هناك حقيقة لا بد من الاعتراف بها . وانا لا استطيع تغيير شيء فيها . لقد بعت ، وخسرت ،

    وانهزمت .

    لقد ربح غيري ، ولا يبقى لي الا انتظار المعركة التالية .

    نعم اخي المبتدئ . لا بد ان تواجه مواقف كهذه .كن متيقظا . حضر لكل مقام مقال . وليوفقك الله

    الى ما فيه خيرك
    learning is not an instant process

  • #2
    رد: الخوف والطمع

    نصائع رائعه نعم مثلي ومثل غيري انا مبتدا جدا واتمنى ان يوفقني الله
    وخاصه مع اخواني الكبار لا خوف انشاء الله توصياتهم ماشاء الله
    وجزاكم الله الف خير على النصايح

    تعليق

    يعمل...
    X