هل هذا انفجار فقاعة أسعار المعادن الثمينة؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل هذا انفجار فقاعة أسعار المعادن الثمينة؟

    يستمر الانخفاض الحاد في سعر الفضة، فيما الذهب يبتعد عن السعر القياسي الذي حققه عند مستويات 1575.00 دولار للأونصة. البلاتين أيضاً يشارك في الاتجاه الهابط. نرى بأن الفضة تتداول بشكل حاد جداً و تحقق انخفاضاً كبيراً دون توقّف، بعد أن لامس سعر الفضة الأعلى له عند مستوى 49.83 الأسبوع الماضي، نراه و قد فقد 9 دولارات تقريباً عندما لامس الأدنى له يوم أمس عند 40.45 دولار و ما زلنا نرى الميل نحو السلبية بالنسبة للفضة.
    الانخفاض الذي يشهده سعر الفضة يجعل العديد من الجهات تشير إلى أن فقاعة أسعار المعادن الثمينة ربما تكون قد انفجرت، و هذا مؤشر إلى ميل كبير للهبوط. خلال تداولات يوم أمس، انخفض سعر الفضة بمقدار 5.17% خلال جلسة نيويورك و أغلق عند مستوى 41.66 بعد أن لامس الأدنى عند مستوى 40.58 دولار، فيما انخفض سعر الذهب بمقدار 0.55% عندما أغلق تداولات نيويورك عند سعر 1537.10 دولار، لكن بعد ملامسته للأدنى 1526.30 دولار. بالنسبة لسعر البلاتين، فقد انخفض بحوالي 0.32% و لامس الأدنى عند 1853.00 دولار للأونصة.
    إن الانخفاض في أسعار المعادن الثمينة يبدو جلياً بأنه إثر عمليات جني أرباح هائلة تحصل، و التركيز على الفضة يعكس مدى تدفق المضاربة للفضة سابقاً للاستثمار في السعر السوقي. تشير العديد من الجهات إلى أن الطلب الصناعي على الفضة يبدو منخفضاً جداً حتى مع الانخفاض الذي يتعرّض له السعر، و الانخفاض في الطلب الصناعي على الفضة كان قليل جداً خلال الأسابيع الثلاث الماضية بسبب ارتفاع الأسعار، و هنالك إشارات بأن الطلبات لا تتواجد قبل سعر 40.00 دولار للأونصة و ربما ما دون هذا المستوى من الأسعار. لذلك، قد يكون الارتفاع الذي حصل في سعر الفضة يعتبر طلب مضاربة في السعر السوقي.
    بالنسبة للذهب، فطلبات الملاذ الآمن كانت واضحة جداً، فبين مخاطر التضخم و ضعف النمو الاقتصادي نجد ملامح طلب الذهب كملاذ آمن إثر التوترات السياسية التي تحصل هنا و هناك، إلا أن الطلب المضاربي على الذهب موجود فعلاً، لكن تأثيره محدود بمقارنة عمليات جني الأرباح المضاربية على الفضة.
    خلال تداولات هذا اليوم، نرى استمرار الانخفاض في أسعار المعادن الثمينة، و كأن هذا الانخفاض لا يتوقّف أبداً و هذا هو السبب وراء انتشار شائعة أن فقاعة أسعار المعادن الثمينة قد انفجرت. خلال الجلسات الثلاث الأخيرة، ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية بشكل عام، و رغم الانخفاض الذي شهده يوم أمس، إلا أن الاتجاه الإجمالي لحركة سعر صرف الدولار الأمريكي خلال هذا الأسبوع مال للارتفاع. انخفض سعر برميل النفط كذلك خلال تداولات هذا الأسبوع، و انخفاض سعر النفط مصحوباً بارتفاع سعر الدولار تعتبر أسباب داعمة لعمليات جني الأرباح المضاربية في أسواق المعادن الثمينة.
    صدر تصريح من الصين مفاده أن بنك الشعب الصيني ما زال يميل للحد من مستوى التضخم الذي وصل إلى 5.4% على المقياس السنوي مرتفعاً من مستوى 4.00% المحدد من قبل البنك كسقف مناسب. أشار بنك الشعب الصيني إلى أنه ليس هنالك سقف لمستوى الاحتياطي الإجباري للبنوك التجارية في الصين، في المقابل أيضاً لا يستبعد البنك أن يبقى متجهاً نحو سياسية الحد من التضخم بكل ما أوتي من قوّة رغم انخفاض وتيرة النمو، لكن بما يخص النمو الصيني، فرغم انخفاضه إلا أنه ما زال قوياً فعلاً.
    رفع الفائدة أو تصعيب شروط الائتمان في شتّى الطرق في العديد من البنوك المركزية قد يكون عاملاً مسانداً لانخفاض أسعار المعادن الثمينة حالياً، حتى مع أن الفيدرالي الأمريكي مستمر في توجهاته نحو الاحتفاظ في سياسة تسهيل شروط الائتمان. فالمتداولون الآن يرون بتوقعات رفع الفائدة و تصعيب شروط الائتمان سلبية قد تضغط على المعادن الثمينة.
    شهدنا انخفاضاً آخر في سعر الذهب اليوم، و نراه في هذه اللحظات يتداول حول مستوى 1532.00 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 0.33%، بالنسبة للفضة فقد شهدنا انخفاض حاد آخر مقداره 1.30% عندما تداول السعر في هذه اللحظات حول مستوى 41.12 و البلاتين شارك في الموجة الهابطة ليفقد 0.70% مقارنة بإغلاق نيويورك عندما تداول حول مستوى 1840.00 دولار الآن. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 02:29 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 06:29 صباحاً بتوقيت غرينتش ).
    إن انخفاض سعر البلاتين و الفضة اليوم كان لتصريح الصين دور فيه، لكن لو نظرنا إلى بيانات الصناعة الأمريكية يوم أمس، فسوف نجد إيجابية فيها ترافقت مع ارتفاع في أسعار المنتجين في أوروبا. فقد ارتفعت الأوامر الصناعية الأمريكية بمقدار 3.0% خلال شهر آذار و كذلك شهدنا ارتفاع أسعار المنتجين على المقياس السنوي مقداره 6.7% في الاتحاد الأوروبي. و مثل هذه البيانات في العادة تدعم أسواق المعادن الثمينة من ناحية الطلب الصناعي و طلبات تحوّط من مخاطر التضخم. لكن، المتداولون الآن ينتظرون بيانات مؤشر معهد التزويد الغير صناعي الأمريكي إلى جانب بيانات مبيعات التجزئة الأوروبية و التي قد تفوق في أهميتها بيانات يوم أمس، لكن في الحقيقة فتأثير هذه البيانات قد لا يكون قادراً على تغيير الاتجاه الهابط الإجمالي الذي بدأ في أسواق المعادن.
    كما أشرنا، قد لا يتوقّف الاتجاه الهابط في أسواق المعادن الثمينة خصوصاً على الفضة في الوقت الراهن، إذ أننا نرى استمرار عمليات جني الأرباح المضاربية. في حال شهدنا اتجاه مضاربي نحو عمليات البيع على المكشوف في الفضّة، فقد نرى امتداداً في الهبوط. لكن يجب أن لا ننسى بأن كل الاتجاه الهابط الذي حصل و ما زال يحصل ما هو إلا جزء من الاتجاه الصاعد الذي ارتفعت فيه أسواق المعادن بشكل حاد جداً خلال الفترة الماضية.
    الاتجاه الهابط محتمل استمراره فعلاً، لكن مع تذبذب كبير جداً و قد يسيطر الاتجاه الهابط على الأنظمة الزمنية قصيرة الأمد بشكل عام. لكن ما يجب النظر له هو أن الاتجاه الهابط الحالي ما زال يعتبر جزء من الاتجاه الصاعد لهذه السنة حتى بالنسبة للفضة. نوصي بالحذر الشديد مرّة أخرى، فالتذبذب الحاد قد يستمر !
يعمل...
X