توقعات نمو ضعيفة تؤثر سلباً في المعادن الثمينة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • توقعات نمو ضعيفة تؤثر سلباً في المعادن الثمينة

    أعلن صندوق النقد الدولي عن توقعات جديدة تجاه النمو في الاقتصاد الأمريكي، و التوقعات الجديدة اعتبرت سلبية إذ أن الصندوق خفّض توقعات النمو في الولايات المتحدة الأمريكية. من جهة أخرى، تم رفع درجة الكارثة النووية اليابانية إلى مستوى 7 نقاط و هو المستوى الأعلى دولياً بالنسبة لهذه النوعية من الكوارث، حيث أن لجان مختصة أشارت إلى أن التسرّب الإشعاعي في اليابان قدّر بأنه 10% من الإشعاع المتسرّب من مفاعل تشيرنوبل. بعد تعرّض اليابان لكوارث الزلزال و موجات التسونامي و كذلك الكارثة النووية، من المحتمل أن تشهد اليابان نمواً ضعيفاً جداً خلال الفترة الحالية.
    العديد من الدول أيضاً يبدو بأنها متجهّة نحو مستويات نمو متدنية، فرفع الفائدة في أوروبا سبب لإضعاف النمو و في المملكة المتحدة نرى الاقتصاد آيل للسقوط في الركود من جديد. كل ذلك يعطي انطباعاً بأن الاقتصاد الدولي يبدو ضعيفاً و هشّاً. و في انتظار بيانات الشركات الأمريكية للربع الأول الماضي، نرى ميلاً نحو الحذر و جني الأرباح في الأسواق المالية امتد اليوم إلى آسيا التي شهدت جلسة سلبية انخفض إثرها مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 1.99% و كذلك نرى بأن مؤشر هانج سينج يتداول حالياً بانخفاض يقارب 1.40%.
    تأثّرت المعادن الثمينة سلباً في هذه التوقعات الجديدة، خصوصاً و نحن نعلم و طالما أشرنا لكم بأن أسواق المعادن الثمينة تحوي ضمن الطلبات فيها على مضاربة كبيرة كاستثمارات في السعر السوقي تتركز على الفضّة و كذلك نرى استثمارات في السعر السوقي على البلاتين تتجه له بسبب توقعات استمرار النمو في الاقتصاد الدولي. عند ظهور أوّل عارض أمام المتداولين، نرى بأن عمليات جني الأرباح كانت واضحة جداً على الفضة و البلاتين لأنهما يستقبلان عمليات مضاربة قوية أكثر مما يشهده الذهب.
    خلال جلسة نيويورك يوم أمس، انخفاض سعر الفضة بمقدار 1.73% و أغلق عند مستوى 40.22 دولار للأونصة لكن بعد انخفاضه من مستوى 41.33 دولار. كان سعر الفضة قد حقق أيضاً أسعاراً حول 41.80 دولار خلال تداولات لندن يوم أمس قبل دخول بورصة نيويورك الأسواق المالية. بالنسبة للبلاتين، فقد انخفض بمقدار 1.66% خلال يوم أمس و أغلق عند مستوى 1779.00 دولار للأونصة الواحدة. أما الذهب، فقد كان انخفاضه الأقل بين هذه المعادن الثمينة الثلاث حيث انخفض بمقدار 0.80% خلال جلسة نيويورك يوم أمس مما يثبت الاتجاه نحو جني الأرباح في الأسواق المالية بسبب توقعات انخفاض النمو في الاقتصاد الدولي.
    موافقة القذّافي على أن يفتح باب الحوار بين الجماعات المعارضة في ليبيا و إيقاف النيران سبب انخفاضاً كبيراً في سعر النفط يوم أمس. انخفض سعر النفط من مستويات فوق 113.00 دولار للبرميل و نراه اليوم يتداول في مستويات 108.00 دولار فاقداً حوالي 5 دولارات خلال هذا الأسبوع. انخفضت كذلك مؤشرات السلع الرئيسية في العالم مع انخفاض سعر النفط و تخفيض توقعات نمو الاقتصاد الأمريكي، و بذلك نرى بأن العديد من المتداولين الذين اتجهوا للمعادن الثمينة لتغطية مخاطر التضخم قلّلوا من تلك الاحتياطيات بعد انخفاض سعر برميل النفط الحاد.
    ها اليوم أيضاً نرى استمرار الضغوط السلبية في أسواق المعادن الثمينة و نرى في هذه اللحظات سعر الذهب يتداول بانخفاض مقداره 0.40% عند مستوى 1457.40 دولار للأونصة الواحدة و كذلك نرى بأن سعر الفضة يتداول بانخفاض مقداره 0.30% عند سعر 40.10 دولار و أخيراً و ليس آخراً، يتداول البلاتين بانخفاض مقداره 0.06% حول مستويات 1778.00 دولار للأونصة الواحدة. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 02:34 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 06:34 صباحاً بتوقيت لندن)
    في الحقيقة، الاتجاه الهابط القوي الذي حصل يوم أمس و ما زال مستمراً هذا اليوم ما زال يعتبر تصحيحاً، فالهبوط الذي نراه عبارة عن عمليات جني أرباح من قبل المضاربين. فلم تتغير الكثير من المتغيرات في الاقتصاد الدولي لتظهر لنا تغيّراً جذرياً في اتجاه الاقتصاد. الاقتصاد الدولي ما زال ضعيفاً لكنه يستمر في النمو، و مستويات التضخم مرتفعة و من المتوقع أن تستمر في الارتفاع. الفيدرالي الأمريكي و البنك البريطاني و بنك اليابان من الصعب أن يغيّر أحدها السياسيات المالية أو النقدية في الوقت الراهن، فيما البنك الأوروبي و بنك الشعب الصيني يحاولان الآن الحد من احتمالات ارتفاع مستويات التضخم. بنوك مركزية أخرى مثل البنك الأسترالي سوف تحاول جاهدة للوقوف في وجه التضخم. بذلك، نرى بأن الاقتصاد الدولي ما زال على حاله و بحسب مسيرتنا خلال الفترة الماضية.
    التوتّر السياسي في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا على ما هو عليه، لكن نراه انخفض قليلاً في ليبيا إلا أن الأمور العالقة لم تحل حتى الآن و من غير المتوقّع أن تستقر الظروف السياسية و الاقتصادية في تلك الدول في وقت قريب لتعود للعمل ضمن الاقتصاد الدولي كسابق عهدها. أزمة الديون الأوروبية ما زالت مستمرة، و خطط الإنقاذ من المستحيل الاستغناء عنها الآن. إذن عزيزي القارئ لا نجد أي تغيّر يذكر في الاقتصاد الدولي يستدعي تغيير توقعاتنا تجاه أسواق المعادن الثمينة، فالاتجاه الصاعد ما زال متاحاً لكن نشير كما أشرنا دوماً إلى أن التذبذب الكبير و ربما موجات التصحيح الحادة قد تحصل بين الحين و الآخر بسبب المضاربة الكبيرة التي تتجه لتلك الأسواق.
    طلب ملاذ آمن جراء ضعف الاقتصاد الدولي، طلب احتياطيات تغطية مخاطر التضخم، طلب لتخفيض تأثيرات تقلّب أسعار الصرف، كذلك طلب لتخفيض مخاطرة الاستثمارات المرتفعة العائد في الاقتصاد الدولي، كلها تتجه و سوف تبقى تتجه لأسواق المعادن الثمينة و تحديداً للذهب، وأسعار حول 1500.00 دولار متوقع أن تكون ليست ببعيدة! لكن تابعوا معنا تقاريرنا أولاً بأول خشية ظهور أي متغيّر قد يسبب تغيراً في توقعاتنا تجاه الاقتصاد الدولي.
يعمل...
X