التحذير لأمريكا.. والقلق في الصين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التحذير لأمريكا.. والقلق في الصين

    يبدو أن أكبر جهتين أجنبيتين مالكتين لسندات الخزانة الأمريكية تتخذان موقفين مختلفين من تحذير وكالة ستاندر آند بورز الصريح بشأن تصنيف دين الولايات المتحدة.

    فقد خفضت ستاندر آند بورز نظرتها لدين الولايات المتحدة – الذي يحتفظ بتصنيف a ثلاثية – من ''مستقرة'' إلى ''سلبية'' وذلك لأول مرة منذ بدأت تصنيف الولايات المتحدة قبل 70 عاماً.


    وبعد أن قللت اليابان من شأن مخاوفها حول جدارة الولايات المتحدة الائتمانية بعد القرار، حثت وزارة الخارجية الصينية واشنطن على حماية المستثمرين في دينها. وقالت في هذا الصدد: ''نأمل أن تتخذ حكومة الولايات المتحدة سياسات وإجراءات مسؤولة لحماية مصالح المستثمرين''.


    وأهابت الحكومة الصينية مراراً وتكراراً بواشنطن بألا تتعمد خفض قيمة عملتها وأن تحمي مصالح الأجانب المستثمرين في سنداتها.


    وزادت احتياطيات الصين من العملات الأجنبية بواقع 197 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري، لتصل إلى 3050 مليار دولار، متجاوزة حاجز 3000 مليار دولار الرمزي للمرة الأولى. وتعتبر هذه الاحتياطيات الأضخم في العالم. ورغم أن تكوينها بالضبط يعتبر من أسرار الدولة، إلا أنه يعتقد أن ثلثيها مستثمر في موجودات الدولار الأمريكي.


    وحسب البيانات الصادرة عن الولايات المتحدة، كانت الصين تمتلك ما قيمته 1154 مليار دولار من سندات الخزينة الأمريكية في نهاية شباط (فبراير)، ما يجعلها أكبر مالك أجنبي للدين الأمريكي، متقدمة بذلك على اليابان التي تملك 890.3 مليار دولار. ويعتبر بنك الاحتياطي الفيدرالي أكبر حامل لسندات الخزينة الأمريكية، إذ تبلغ قيمة السندات المسجلة في دفاتره 1368 مليار دولار.


    وقال كبار المسؤولين الصينيين، ومن ضمنهم محافظ البنك المركزي، زهو زياوتشوان، إن الصين ينبغي أن تخفض ممتلكاتها من العملات الأجنبية وتحسن وتنوع احتياطياتها بعيداً عن أي اعتماد مفرط على موجودات الدولار الأمريكي.


    بيد أن ضخامة حجم احتياطيات الصين تعني أنه لا توجد في العالم أي أسواق للموجودات كبيرة أو سائلة بما يكفي كي تضع الصين مخزونها النقدي المتزايد فيها.


    في هذه الأثناء، عبر المسؤولون اليابانيون عن ثقتهم بالدين الأمريكي وقالوا إن طوكيو ستواصل شراء سندات الخزينة الأمريكية. وبحسب وزير المالية الياباني، يوشيهيكو نودا، الولايات المتحدة تبذل جهوداً لتعزيز مالياتها واليابان تعتقد أن سندات الخزينة الأمريكية ''تظل منتجاً جذاباً''.


    وشكلت اليابان قرابة 60 في المائة من الطلب الآسيوي على سندات الخزينة الأمريكية في الـ 12 شهراً حتى شباط (فبراير)، حسب بنك كريدي أجريكول. ويعود ذلك جزئياً إلى كثافة عمليات الشراء من جانب شركات التأمين والبنوك اليابانية التي تسعى للحصول على عوائد أعلى في الخارج.


    وهذا العام خفضت ستاندر آندر بورز تصنيف الدين السيادي لليابان في الأجل الطويل إلى -aa، قائلة إن الحكومة ليست لديها خطة متناغمة لكبح دينها الذي يزداد انتفاخاً.


    ومن المتوقع أن يرتفع الدين الإجمالي لليابان إلى أكثر من ضعفي حجم الاقتصاد.


    وقال لورينزو بيني - سماجي، وهو أحد صانعي السياسات في البنك المركزي الأوروبي، إن تحذير ستاندر آند بورز يظهر أنه يجب على الولايات المتحدة أن تتحرك بسرعة نحو سياسة اقتصادية ونقدية أكثر تقييداً الآن، لأنه يُعتقد أن تعافيها يزداد قوة.


    وأخبر بيني – سماجي، وهو عضو في مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي المكون من ستة أعضاء، راديو ''إيطاليا 24'' قوله: ''إذا تأخر التحول (إلى سياسة أكثر تقييداً) ستتراكم المشاكل وتنمو الاختلالات''.


    ورفع البنك المركزي الأوروبي هذا الشهر أسعار الفائدة لأول مرة منذ الأزمة المالية التي حدثت عام 2008 ومن المتوقع أن يرفعها أكثر هذا العام – على عكس الاحتياطي الفيدرالي الذي ما زال ينفذ سياسة نقدية متساهلة للغاية.


    وتحركت الحكومات الأوروبية بدورها بسرعة أكبر لخفض الإنفاق في ميزانياتها، وذلك تحت ضغط من الأسواق المالية في خضم أزمة دين سيادي تعود بدايتها إلى أكثر من عام.


    ووصف بيني – سماجي قرار ستاندر آند بورز بتعديل نظرتها للدين الأمريكي إلى سالبة بأنه ''تحذير''.
يعمل...
X