الاقتصـــاد الأمريكي بهر العالـم في أسبوع بيانات قطاع العمل .. وذلك من خلال انخفــاض

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاقتصـــاد الأمريكي بهر العالـم في أسبوع بيانات قطاع العمل .. وذلك من خلال انخفــاض

    إذا صح أن نطلق لقباً على الأسبوع الماضي، فيصح أن نسميه أسبوع بيانات قطاع العمل بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، نظراً لزخم البيانات التي صدرت حول أداء القطاع خلال الفترة الماضية، ناهيك عزيزي القارئ عن بيانات قطاع الصناعة، القطاع الخدمي، إلى جانب بيانات متفرقة عن قطاع المنازل، والذي كان السبب في انطلاق الأزمة المالية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أن الأنظار طوال الأسبوع الماضي بقيت متوجهة نحو آخر أيام الأسبوع -يوم الجمعة- في ترقب واضح لبيانات تقرير الوظائف الأمريكي
    .
    وقد استهل الاقتصاد الأمريكي بيانات الأسبوع الماضي بإصدار تقرير الدخل، والذي جاء ببيانات متباينة بعض الشيء، حيث صدر التقرير عن وزارة التجارة الأمريكية في قراءته الخاصة بشهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، لنشهد ارتفاع مستويات الدخل وبأعلى من التوقعات، في حين انخفضت مستويات الإنفاق دون التوقعات خلال الفترة ذاتها، إلا أننا لا نستطيع القول بأن مستويات الدخل قد تعافت بشكل تام، وخير ما يمكننا وصف مستويات الدخل والإنفاق به في الولايات المتحدة الأمريكية بأنها لا تزال "ضعيفة"، ولا ترتقي إلى المستويات المطلوبة، الأمر الذي يؤكد فعلاً على أن أنشطة الاقتصاد الأمريكي تنمو بوتيرة معتدلة خلال الوقت الراهن.
    حيث أكد التقرير الصادر على ارتفاع الدخل الشخصي خلال كانون الأول/ديسمبر وبنسبة بلغت 0.5 بالمئة، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 0.1 بالمئة، وبأعلى من التوقعات التي بلغت 0.4% أيضاً، في حين انخفضت مستويات الإنفاق لتستقر عند القراءة الصفرية، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 0.1% وبأدنى من التوقعات التي بلعت 0.1 بالمئة، علماً بأن مستويات الإنفاق تشكل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية.
    ومن الناحية الأخرى فلا بد لنا من تسليط بعض الضوء على موضوع التضخم، والذي لا يزال تحت السيطرة، حيث أشار تقرير الدخل وعن طريق مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري - المؤشر المفضل لدى البنك الفدرالي - بأن مستويات التضخم لن تشكل أية تهديدات على المدى القريب على الأقل، وهذا ما أكده البنك الفدرالي مرارا وتكرارا وفي مناسبات عديدة، حيث أن التضخم لا يزال تحت مستويات الهدف أي تحت نسبة 2.0%.
    وقد شهدنا خلال الأسبوع الماضي صدور بيانات عن قطاع الصناعة الأمريكي، ذلك القطاع الذي يشكل داعماً رئيسياً للاقتصاد الأمريكي، تلك البيانات الخاصة بالقطاع الصناعي وأدائه، تمثلت في مؤشر معهد التزويد الصناعي، والذي أظهر بأن القطاع يواصل الأداء بشكل جيد، حيث شهدنا ارتفاع المؤشر ولكن بأدنى من التوقعات، ليعزى ذلك الارتفاع في أداء قطاع الصناعة إلى الانخفاض النسبي الذي شهده الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية مؤخراً، الأمر الذي دعم الصادرات الصناعية الأمريكية بشكل خاص، وباقي الصادرات الأمريكية بشكل عام.
    يذكر بأن أية قراءة للمؤشر فوق مستويات 50.0 تعتبر توسعاً في أنشطة القطاع، مع العلم بأن مؤشر معهد التزويد الصناعي صدر عند 54.1 بالمقارنة مع قراءة شهر كانون الأول/ديسمبر والمسجلة عند 53.9 وبأدنى من توقعات الأسواق والتي بلغت 54.1، مع الإشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي يواصل المسير في طريق التعافي والانتعاش.
    وقد شهدنا خلال الأسبوع الماضي أيضاً صدور مؤشر معهد التزويد الغير صناعي (للخدمات) في قراءته الخاصة بشهر كانون الثاني/يناير، لنشهد ارتفاع المؤشر ليصل إلى 56.8، وبأعلى من القراءة السابقة والتي بلغت 52.6، وبأعلى من التوقعات التي بلغت 53.2، علماً بأن قطاع الخدمات الأمريكي يشكل حوالي 70 بالمئة من الاقتصاد الأمريكي.
    وقد مهد مؤشر adp للتغير في وظائف القطاع الخاص الطريق أمام تقرير الوظائف الأمريكي والذي صدر يوم الجمعة، إلا أن تلك البيانات لم تشير ولو من بعيد إلى الأرقام التي جاء بها تقرير الوظائف الأمريكي، وذلك بحسب مؤشر adp للتغير في وظائف القطاع الخاص، والذي أظهر نجاح القطاع الخاص في توفير 170 ألف فرصة عمل جديدة خلال كانون الثاني/يناير، الأمر الذي تم تأكيده في تقرير الوظائف الصادر عن وزارة العمل الأمريكية والذي بين أن القطاع الخاص أضاف 257 ألف وظيفة خلال تلك الفترة، ليستبشر المستثمرون خيراً حول تقرير الوظائف الأمريكية والذي صدر يوم الجمعة، مع الإشارة إلى أن البيانات بشكل عام أكدت على صحة كلام البنك الفدرالي الأمريكي والذي أكد على أن قطاع العمالة شهد تحسناً ملحوظاً في الآونة الأخيرة.
    يوم الجمعة، أو اليوم المشهود بالنسبة للمستثمرين والأسواق، حمل لنا بيانات جيدة ومبهرة، حيث شهدنا نجاح الاقتصاد الأمريكي في توفير 243 ألف فرصة عمل جديدة خلال شهر كانون الثاني/يناير وبأعلى من التوقعات التي بلغت 140 ألف فرضة عمل، هذا إلى جانب انخفاض معدلات البطالة في الولايات المتحدة خلال الشهر ذاته من 8.5% إلى 8.3% وبأفضل من التوقعات، وبذلك فإن مستويات البطالة تكون قد انخفضت لتصل إلى أفضل مستوى لها منذ شباط/فبراير من العام 2009.
    الدولار الأمريكي اكتسب المزيد من القوة في تداولات الأسبوع الماضي، وذلك على خلفية البيانات القوية والتي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي والتي دعمت الدولار الأمريكي، أما أسواق الأسهم فقد تأرجحت خلال تداولات الأسبوع الماضي، إلا أن اتجاهها بقي صاعداً، بسبب ذلك التفاؤل الذي سبق لنا ذكره آنفاً حول مستقبل النمو في الاقتصاد العالمي، وبالأخص عقب صدور تقرير الوظائف الأمريكي...
يعمل...
X