على «بريكس» القتال من أجل رئاسة صندوق النقد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • على «بريكس» القتال من أجل رئاسة صندوق النقد

    تحتاج الأسواق الناشئة إلى خطة للعب. فقد اشتدت المعركة للحصول على رئاسة صندوق النقد الدولي وأخذت طابعاً سيئاً. فالنظام القديم يؤكد نفسه بجرأة، وأوروبا مصممة على الاحتفاظ بامتياز تعيين المدير الإداري للصندوق. وعلى الرغم من الوعود بجعل عملية الاختيار أكثر شفافية وقائمة على الاستحقاق، إلا أن الأوروبيين يقولون من الناحية العملية إن وقت الأسواق الناشئة سيأتي - لكنه ليس الآن.

    والحجج التي تم تقديمها لاختيار شخص أوروبي مثيرة للسخرية. صحيح أن السرعة هي جوهر المسألة، لكن بالتأكيد جلب الشخص المناسب للمنصب أكثر أهمية. والحجة القائلة إن الرئيس الأوروبي سيكون أقدر على إدارة أزمة السندات في أوروبا، التي هي الآن محور عمليات إقراض الصندوق، لا تستحق الرد عليها.


    وجادلت الأسواق الناشئة بقوة، بقيادة البرازيل وروسيا والصين والهند وانضمت إليها جنوب إفريقيا، بأن الوقت قد حان لتخفيف القبضة الأوروبية الخانقة وجعل عملية الاختيار مفتوحة وشفافة. وللأسف، على الرغم من قوتها الاقتصادية الصاعدة، تبين أن هذا الحدث درس عملي واضح لها في واقع المناورات السياسية العالمية.


    لقد أظهرت أوروبا همة عالية في الدفاع عن مرشحها المفضل، كريستين لاجارد، وربما توجد بسرعة أمرا واقعا عن طريق إقناع اقتصادات متقدمة أخرى بالوقوف في صفها.


    وتضغط دول بريكس بقوة للحصول على تصويت تنافسي بأكثر من مرشح واحد، بدلا من عملية شكلية تهدف إلى إضفاء الشرعية على الفائز المفترض. وهناك نافذة ضيقة للأسواق الناشئة لإثبات وجهة نظرها، حتى لو خسرت هذه الجولة من المعركة. ولانتهاز الفرصة عليها تصعيد لعبتها بسرعة.


    اليابان والولايات المتحدة هما الصوتان المتأرجحان. وقد كررتا دعمهما للعملية الشفافة القائمة على الاستحقاق، ولم تقفا في صف أحد حتى الآن. لكنهما لا تريدان أن تهدد النتيجة امتيازهما الخاص، المتمثل في تعيين نائب المدير الإداري. وهنا تكمن فرصة.


    وعلى الأسواق الناشئة أولا توحيد موقفها حول مرشح واحد. ولدى كل من اللاعبين الكبار أجندة خاصة به، لذا اختيار مرشح من بينهم يمكن أن يكون مهمة صعبة داخل المجموعة نفسها. وقد أعلن أوجستين كارستينز، من المكسيك، نيته التنافس. وهناك أربعة مرشحين ممتازين آخرين من دول ''محايدة''، مثل ثارمان شانموجاراتنام من سنغافورة، الذي يمكن أن يدخل إلى حلبة المنافسة.


    ثانيا، عليها أن تضمن دعم الصين عن طريق الضغط لترقية تشو مين، الممثل الصيني الأعلى رتبة في الصندوق، إلى منصب النائب الرابع للمدير الإداري.


    ثالثا، عليها عقد صفقة مع اليابان والولايات المتحدة لدعمها في الاحتفاظ بمناصب نائب المدير الإداري من هذين البلدين للسنوات الخمس المقبلة.


    وأخيرا، على مرشحها وضع قائمة واضحة من الإصلاحات المؤدية إلى الإدارة الرشيدة، وخطة للعمل وفقا لها، لحشد التأييد من اقتصادات نامية أخرى.


    ربما يبدو هذا النهج انتهازياً، لكن حان الوقت كي تتخلى الأسواق الناشئة عن النظرة المثالية، المتجسدة في الاختيار القائم على الاستحقاق المحض، وتتبع السياسة نفسها التي تنتهجها أوروبا. ولا يصب هذا فقط في صالحها، بل أيضا في صالح المؤسسة التي تعتبر أساسية الآن للاستقرار المالي العالمي.


    وفي الآونة الأخيرة، منحت إصلاحات مختلفة الدول النامية دورا أكبر في صنع سياسة الصندوق. وأصبحت المؤسسة بالفعل أكثر استجابة لاحتياجات مجموعة واسعة من الدول، بدلا من الاستسلام فقط لإملاءات الدول الأقوى. وسيتراجع هذا التقدم إذا أصبحت أوروبا والولايات المتحدة وغيرهما من الاقتصادات المتقدمة الآمرة الناهية في هذه الجولة.


    وبفضل دومينيك ستروس ـ كانْ، يعتبر الصندوق الآن جائزة تستحق القتال من أجلها. وهو مهم للغاية بحيث لا يجب التنازل عنه دون قتال مع المرشحة التي على الرغم من مهاراتها الممتازة بوصفها صانعة سياسة وسياسية، إلا أنها تقود القطيع فقط بسبب جواز السفر الذي تحمله. وإذا فازت، فليكن ذلك بتصويت عادل ومفتوح يزيد شرعيتها وفاعليتها، بدلا أن ينقصها.


    أمام الأسواق الناشئة فرصة لاستعراض قوتها وتحويل نفوذها الاقتصادي إلى عرض للقوة الحقيقة على الساحة الاقتصادية العالمية. فقد حان الوقت لذلك.




    الكاتب أستاذ اقتصاد في جامعة كورنيل، وزميل أول في مؤسسة بروكنجز، شارك م. ايهان كوس في تأليف كتاب Emerging Markets: Resilience and Growth Amid Global Turmoil
يعمل...
X