البنك المركزي الأوروبي يخفض سعر الفائدة كما كان متوقعاً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البنك المركزي الأوروبي يخفض سعر الفائدة كما كان متوقعاً

    قرر البنك المركزي الأوروبي اليوم تخفيض سعر الفائدة خلال شهر كانون الأول إلى 1.00% كما كان متوقعاً، و ذلك دعما لمستويات النمو المتباطئة وسط تفاقم أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو التي أمست الشبح المخيف الذي يهابه البنك، و قد قام البنك بتخفيض سعر الفائدة متجاهلا الارتفاع في معدلات التضخم فوق المستويات المقبولة للبنك.
    قرر المجلس الحكومي للبنك المركزي الأوروبي خفض سعر الفائدة المرجعي إلى 1.00% من 1.25%، كما قرر البنك أيضاً خفض معدل تسهيلات الإقراض إلى 1.75% من 2.00% و تسهيلات الودائع من 0.50% إلى 0.25%، دعما لمستويات النمو في المنطقة و تحسين مستوى الأنشطة الاقتصادية و خلق وظائف جديدة في المنطقة حيث وصل معدل البطالة في المنطقة إلى 8.3%، في حين سيعقد رئيس البنك المركزي السيد دراغي مؤتمر صحفي بعد 45 دقيقة.
    يعد قرار البنك المركزي هو ثاني تخفيض لسعر الفائدة للبنك في اجتماعين متتاليين، حيث قام البنك بتخفيض سعر الفائدة في تشرين الثاني من 1.50% إلى 1.25% وذلك لنفس الأسباب التي أخذ بها البنك حالياً لخفض سعر الفائدة من تفاقم أزمة الديون و السياسات التقشفية و تراجع مستويات الثقة التي تحد من الأنشطة الاقتصادية.
    شهد الاقتصاد تباطؤاً في وتيرة نموه خلال الربع الثالث وسط انكماش مُختلف القطاعات في المنطقة، أما عن الربع الرابع فنرى إشارات تشاؤمية وسط صدور العديد من البيانات الاقتصادية المحبطة و تفشي أزمة الديون في القارة و تزايد التكهنات من عودة الاقتصاديات الأوروبية لدائرة الركود الاقتصادي و شهدنا انكماش مختلف قطاعات الاقتصاد.
    الأمر الذي يشير إلى أن اقتصاد منطقة اليورو متوجه إلى دائرة الانكماش خلال الربع الرابع، فقد نما الاقتصاد في منطقة اليورو خلال الربع الثالث بشكل متواضع جداً عند 0.2% ، وسط تفاقم أزمة الديون السيادية و الإجراءات التقشفية الشديدة التي أقرتها الحكومات في سبيل تحقيق خفض في نسب عجزها.
    إن التباطؤ التي تشهده اقتصاديات المنطقة وسط تفاقم أزمة الديون و تفشيها، إلى جانب الإجراءات التقشفية الشديدة التي أقرتها الحكومات ضمن السبل القائمة لتحقيق تخفيضات في نسب العجز، تؤثران بشكل جوهري على وتيرة النمو و تثبطها، الأمر الذي يجعل البنك المركزي الأوروبي مائلاً أكثر لدعم مستويات النمو المتواضعة خصوصاً في الآونة الأخيرة ، و على تغيير موقفه السياسي النقدي في الفترة القادمة.
    لم يبقى أمام البنك المركزي خيارات عديدة، فإن قراره بتخفيض سعر الفائدة جاء كرد فعل لدعم وتيرة النمو وسط إشارات سلبية تشير إلى احتمالية انكماش اقتصاد المنطقة خلال الربع الرابع، حيث ترى منظمة التعاون و التطوير الدولي أن اقتصاد المنطقة يقع حالياً في دائرة انكماش طفيف و أنه سينكمش أيضاً خلال الربع الأول، و هي نظرة قد تكون سليمة وسط انكماش قطاع الصناعة و الخدمات و البناء خلال الأشهر القليلة الماضية.
    كان البنك المركزي الأوروبي قد قرر في نيسان و تموز الماضي رفع سعر الفائدة المرجعي بمقدار 25 نقطة أساس، نظراً لعدم استقرار الأسعار و مستويات التضخم المرتفعة، و ضمن الجهود لإبقائها ضمن الحدود المقبولة للبنك 2.0%، و لكن على ما يبدو بأن جميع مساعي البنك المركزي قد باءت بالفشل خاصة عندما شهدنا ارتفاع معدلات التضخم في البلاد فوق المستويات المقبولة.
    من المفترض أن يعلن دراغي في مؤتمره الصحفي اليوم عن توقعات البنك للنمو في منطقة اليورو و الذي من المتوقع أن يقوم بسحق هذه التوقعات نظراً لما كان قد صرح به دراغي سابقاً بأن منطقة اليورو قد تنمو بوتيرة أبطأ من ما كان البنك يتوقعها، كما قد يقوم بالإفصاح عن توقعات البنك لمستويات التضخم التي قد تتراجع في منتصف العام القادم.
    إن تباطؤ مسيرة النمو خلال الفترة القادمة قد تشكل حافز للبنك ليقوم بالمزيد من تيسير في سياسته النقدية و دعم الاقتصاد بالمزيد من عمليات تحقيق السيولة في اقتصاد المنطقة، خاصة إذا تراجعت مستويات التضخم التي ستفسح المجال للبنك لأخذ هذه القرارات بكل ثقة دون الخوف من التضخم و استقرار الأسعار.
    يبقى خوف القادة و المستثمرين الأكبر من خطر انتقال العدوى للدول الأوروبية الأخرى و خاصة الكبيرة منها مثل ايطاليا و اسبانيا، خاصة بعد الارتفاع الشديد الذي شهدته تكاليف الاقتراض على دول أعضاء منطقة اليورو بالأكمل، نظراً لتراجع مستويات الثقة في المنطقة و انتشار المخاوف من تفاقم أزمة الديون.
    و أخيراً و ليس آخراً، تبقى الآمال معلقة على المؤتمر الصحفي الذي سيقيمه دراغي، و الذي سيُشير فيه كما ذكرنا عن نظرة البنك للاقتصاد بالنسبة للنمو و للتضخم و آلية العمل التي سيتبعها خلال الفترة القادمة خلال آخر تطورات الأحداث، كما أنه سيقوم بتخفيض توقعاته للنمو و التضخم وسط العوامل التي تحد من تسارع نمو الاقتصاد.
    فتح حساب فوركس إسلامي مع المضارب العربي


    مــزايا حسابـك برعايــة المضارب العربي

    توصيات العملات - شروط وطريقة الأشتراك في توصيات sms

يعمل...
X