الوصية هي تمليك دين أو عين أو منفعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوصية هي تمليك دين أو عين أو منفعة


    ـ تعريفها:
    الوصية هي تمليك دين أو عين أو منفعة مضاف إلى ما بعد الموت بطريق التبرع. وهي جائزة في حالة الصحة والمرض بل ومرض الموت أيضاً.
    ـ قواعد الوصية:
    القاعدة الأولى) لا وصية قبل سداد الدين: بمعنى أن كل وصية لا تنفذ إلا من الأموال المتبقية عن سداد الديون، وعلى هذا، فإن وصية المدين الذي تكون أمواله مستغرقة بالديون تظل موقوفة على إجازة الدائنين، فإن أجازوها نفذت وإلا بطلت. ووصية المريض مرض الموت، كذلك تكون موقوفة على إجازة الدائنين إذا كانت تركة المدين المتوفى مستغرقة بالدين، غير أن ديون الصحة تقدم على ديون المريض.
    القاعدة الثانية) لا وصية لوارث إلا إذا أجازها الورثة.
    القاعدة الثالثة) أن الوصية بمقدار الثلث تصح لوارث ولغير وارث وفي حال المرض أو الصحة. أما ما زاد عن الثلث فلابد من موافقة باقي الورثة على الزيادة.
    ـ شروط الوصية:
    لابد لصحة الوصية من توفر شروط كثيرة، منها ما يتعلق بالموصي ومنها ما يتعلق بالموصى له ومنها ما يتعلق بالوصية نفسها. فالشروط التي تتوجب في الموصي هي أن يكون عاقلاً بالغاً مختاراً غير محجور عليه بسبب سفه أو غفلة باستثناء حالتين:
    * أولاهما: إذا كان هذا المحجور عليه بسبب سفه أو غفلة أوصى لجهة خيرية كبناء مدرسة أو تعليم فقير ونحوهما. فإما أن يوصي بجميع ماله أو ببعضه. فإن كانت وصيته بجميع ماله ولم يكن له وارث تكون نافذة.
    كذلك إذا أوصى بجميع ماله وأجازها الورثة وفي حال عدم إجازتها من قبل الورثة تصح الوصية ولا تنفذ، إلا من ثلث مال الموصي. أما إذا كان الموصى به دون الثلث صحت وصيته للتصرف بأمواله.
    * اتفقت المذاهب الإسلامية على صحة الوصية من مسلم لكتابي وبالعكس ما لم يكن محارباً عملاً بقول الله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) الممتحنة/ 8.
    * لا يقتل الموصى له الموصي بواحد من أنواع القتل الأربعة، وهي: العمد وشبه العمد والخطأ والجاري مجرى الخطأ. فإذا قتل الموصى له الموصي بواحد من هذه الأنواع تبطل الوصية عملاً بالحديث الشريف ـ لا وصية لقاتل ـ وهذا في المذهب الحنفي. أما المذهب الجعفري، فإنه لا يعتبر من أنواع القتل مانعاً لنفاذ الوصية إلا القتل العمد أسوة بالقتل المانع من الإرث. ومثل هذا المذهب الدرزي لجهة أن المعتبر من أنواع القتل لعدم نفاذ الوصية هو القتل العمد أو القصد لا غير. أما القاتل بغير قصد أو بطريق خطأ فلا يحرم مما أوصى به الموصي.
    * أن يكون الموصى له معلوماً لا مجهولاً ومعيناً بشخصه أو بنوعه، كأن يقول الموصي أوصيت لفلان بكذا أو للمدرسة الفلانية بكذا وهكذا ...
    ـ شروط الموصى به:
    تتفق المذاهب الإسلامية الثلاثة على أن الشيء الموصى به يجب أن يكون قابلاً للتمليك كالمنقول والعقار ونحوهما.
    * أن يكون الموصى به غير محرم شرعاً كالخمر والخنزير وما إليهما.
    وألاّ يكون الباعث إلى الوصية منافياً للأدب والأخلاق العامة.
    ـ الرجوع عن الوصية:
    يجوز للموصي أن يعود عن وصيته بالقول أو بالفعل ما دام حياً، لأن الوصية توجب الملك بعد الموت، وقبولها عملياً لا يتم من قبل الموصى له إلا بعد موت الموصي. ولهذا يجوز للموصي الرجوع عن وصيته ما دام حياً ورجوعه بالقول يكون بمثل: رجعت عن وصيتي، أو عدلت عنها، أو أبطلتها. أما رجوعه بالفعل كأن يتصرف بوصيته تصرفاً ناقلاً للملكية كالبيع والهبة ونحوهما.
    ومثلما يجوز للموصي أن يرجع عن وصيته، فإنه يجوز له أن يرجع عن بعضها فقط أو يدخل عليها أو يبدل فيها. فإذا لم يرجع الموصي عن وصيته لا بالقول ولا بالفعل وبقي مصراً عليها حتى مات، فالموصى له بالخيار إن شاء قبل الوصية وإن شاء ردها. أما إذا لم يقبل الموصي له الوصية ولم يردها، وإنما سكت اعتبر سكوته إقراراً بقبولها، وباتت الوصية من حقه. فإذا مات الموصى له ينتقل الموصى به إلى تركة الموصى له من بعده.
    هذا كله بالاتفاق بين المذاهب الإسلامية الثلاثة، وفيما إذا كان الموصى له شخصاً معيناً يتأتى منه القبول أو الرد. أما إذا كان معيناً كما لو كانت الوصية لجهة خير لا يتأتى منها القبول أو الرد كالمدارس والمساجد والمستشفيات وطلبة العلم، وما إلى هذا من الجهات الخيرية، فإن الوصية تأخذ في هذه الحالات حكم الصدقة وتتم وتنفذ من الموصي وحده.
    ـ بطلان الوصية:
    تبطل الوصية عند الجميع في الأحوال التالية:
    أولاً: إذا صدرت عن الصغير الذي لم يبلغ سن الرشد، لكونه فاقد الأهلية.
    ثانياً: إذا صدرت عن مجنون أو معتوه، لكونهما فاقدي الأهلية أيضاً.
    ثالثاً: إذا رجع الموصي عنها كلها. أما إذا رجع عن بعضها دون البعض الآخر، فالبطلان يشمل البعض الذي رجع عنه لا غير.
    رابعاً: إذا كانت محرمة أو منافية للأخلاق أو النظام العام.
    خامساً: إذا هلك الموصى به كله. أما إذا هلك البعض وبقي البعض الآخر فتنفذ في البعض المتبقي.
    سادساً: إذا كان الموصى له غير أهل للوصية.
    سابعاً: إذا ردّ الموصى له الوصية بعد موت الموصي لا قبله.
    ثامناً: إذا مات الموصى له قبل الموصي.
    تاسعاً: إذا مات الموصى له قبل تحقيق الشرط إذا كان نفاذ الوصية له معلقاً على شرط، ففي هذه الأحوال جميعها تبطل الوصية وتعتبر كأنها لم تكن.
    ـ تزاحم الوصايا:
    إذا تزاحمت الوصايا، كأن يوصي إنسان بدين لشخص وعين لآخر ومنفعة لثالث وضاق عن استيعابها جميعها، ولم يجز الورثة الزيادة على الثلث، فالمعمول به لدى المحاكم السنية أن تقيَّم المنافع الموصى بها، ويؤخذ ثلث كل منها ويدخل النقص على أنصبة الموصى لهم بنسبة وصيته بحيث لا تتعدى الوصية ثلث التركة.
    أما المعمول به لدى المحاكم الجعفرية عند تزاحم الوصايا وكانت تزيد على الثلث ولم يجز الورثة الزائد، فإن كان بين الوصايا تضاد، كما لو قال الموصي أوصيت بنصف تركتي لفلان، ثم قال أوصيت بنصف تركتي لآخر عمل باللاحق دون السابق في حدود الثلث لا غير وإلا فإن كان بينها واجب وغير واجب قدم الواجب على غير الواجب.
    وإذا تساوت الوصايا في الأهمية، فإن جمع الموصي بينها بكلام واحد بأن قال مثلاً: أوصيت للمدرسة الفلانية بمئة ألف ليرة، وللمستشفى الفلانية بمئة ألف ليرة وكان ثلث تركته لا يتجاوز المئة ألف ليرة قسم هذا المبلغ مناصفة بين الجهتين الموصى لهما. أما إذا أوصى بشيء معين لإنسان كدار أو متجر أو سيارة، ثم أوصى بهذا الشيء المعين لآخر فهي في المذهب الحنفي مناصفة بين الشخصين الموصى لهما بذلك الشيء. أما في المذهب الإمامي فهي للثاني، لأن الوصية الثانية تعتبر رجوعاً عن الأولى

    الوصية دائماً تكون في الخير
    ذكرت الوصية في آيات كثيرة في القرآن الكريم ، ولكنها ليست بمعنى واحد ويمكن حصرها في نوعين
    أولاً :1ـ الوصية بإقامة الدين: الوصية بإقامة الدين وعدم التفرق وعدم التشيع ونجد ذلك واضحاً في قوله تعالى "شرع لكم من الدين ما وصَى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولاتتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب" آية 13 الشورى. نجد في هذه الآية الكريمة أن الله وصّى الرسول عليه السلام والمؤمنين معه بإقامة الدين وعدم التفرق والإذعان ، وهذه الوصية قد وصّى بها الله من قبل ابراهيم وموسى وعيسى عليهم جميعاً السلام.
    وفي قوله تعالى "ووصّى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بَنيّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، 132 البقرة" نجد في هذه الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى ذكر ما وصّى به ابراهيم ويعقوب أبنائهم وأنه قد اختار لهم الدين وهو الإسلام فأوصوهم بالبقاء حتى نهاية العمر على ملة الاسلام وعند الموت ، والوصية تكون ساعة اقتراب الأجل وفي نهاية العمر ويؤكد هذا المعنى الآية التالية لها قوله تعالى " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آباءك ابراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون.133البقرة"
    2ـ الوصية بتقوى الله: والوصية بتقوى الله لم تكن قاصرة على الرسول محمد عليه السلام والذين آمنوا معه فقط بل كانت أمراً من الله لأهل الكتاب السابقين لنزول القرآن وذلك في قوله تعالى " ولله ما في السموات وما في الأرض ولقد وصّينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السموات وما في الأرض وكان الله غنياً حميداً 131 النساء"
    3ـ الوصية بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة: ويتضح ذلك في قوله تعالى "وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً, وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً" وصى الله تعالىعيسى وهو في المهد ونطق بها وهذه هى الفطرة السليمة التى فطر الله الأنفس عليها وقت الخلق
    4ـ الوصية بالإحسان إلى الوالدين : هذه وصية عظيمة من الوصايا التي ذكرت في القرآن الكريم وقد وصى بها رب العزة الانسان في كل زمان وفي كل مكان بالإحسان إلى الوالدين ومعاملتهما معاملة طيبة بالحسنى ويُذكر الله تعالى الانسان بما فعلته أمه وما تحملته من أجله وهذه وصايا عظيمة يقول تعالى " ووصينا الانسان بوالديه حُسناً فإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلىّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون 8 العنكبوت" ويقول تعالى أيضاً " ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين أن أشكر لى ولوالديك إلىَ المصير.14 لقمان" وقوله تعالى أيضاً ووصينا الانسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً .. الآية15 الأحقاف"
    5ـ الوصية باجتناب المحرمات التي نهانا الله عنها ونجدها هى نفسها الوصايا العشر مذكورة في ثلاث آيات متتالية في سورة الأنعام
    يقول تعالى" قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألاتشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ولاتقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولاتقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولاتقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون 151 ولاتقربوا مال اليتيم إلا بالتي هى أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لانكلف نفساً إلا وسعها وإذا قلتم فاعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون152 وأنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون153 الأنعام"
    الآيات واضحة لاتحتاج إلى شرح ولكن نعدد الوصايا العشر التى تشتمل عليها الآيات الكريمات
    1ـ عدم الشرك بالله 2ـ الاحسان بالوالدين 3ـ عدم قتل الأبناء خشية الفقر
    4ـ البعد وعدم الاقتراب من الفواحش الظاهر منها والخفي أى الباطن
    5ـ حرمة قتل النفس إلا بالحق 6ـ عدم أكل مال اليتيم
    7ـ القسط في الكيل والميزان 8ـ العدل في القول حتى لو كان قريباً
    9ـ الوفاء بالعهد 10 ـ اتباع الصراط المستقيم وهو القرآن .
    نجد أن أول الوصايا هو عدم الشرك بالله وآخرها هو اتباع القرآن وهو صراط الله المستقيم. فمن يتبع هذه الوصايا العشر التي ذكرها الله سبحانه وتعالى يكون قد اجتنب المحرمات التي نهى الله عنها وينال الخير كله ويكون من الفائزين .
    وسوف أذكر بإيجازالنوع الثاني المتعلق بالوصايا الخاصة بالأمور المادية لأنها تحتاج إلى كثير من التفصيل لأنها تتعلق يالميراث:
    ثانياً النوع الثاني من الوصايا : وهو المتعلقة بالأمور المادية وهى أوامر الله تعالى للمؤمنين في المعاملات المادية وخصوصا في الميراث
    ومثال ذلك قوله تعالى " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين 11النساء"
    ومنها وصية الله تعالى للزوجة يقول تعالى " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج.. 240 البقرة"
    ومنها الوصية للوالدين والأقربون وذلك في قوله تعالى" كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربون... 180 البقرة".
    وفي النهاية إن أفضل أنواع الوصايا هي الوصية في الحق وفي الصبر ولنتذكر معاً قوله تعالى "والعصر إن الانسان لفي خسر ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. "
    جعلنا الله وإياكم ممن يتواصون بالحق والصبر على تبعات كلمة الحق..

    (حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم)


  • #2
    رد: الوصية

    جزاك الله كل الخير

    تعليق


    • #3
      رد: الوصية

      جزاك الله خيرا

      تعليق

      يعمل...
      X