اليونان حصلت على الإنقاذ، لماذا يهبط اليورو ؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اليونان حصلت على الإنقاذ، لماذا يهبط اليورو ؟!

    وافق صباح هذا اليوم وزراء المالية الأوروبيين على منح خطّة الإنقاذ البالغ مقدارها 130 مليار يورو لليونان، يعني أن اليونان قد تتجنّب فعلاً الإفلاس. و كان يفترض للأسواق المالية أن تفرح لهذا الخبر، و هذا فعلاً ما يحصل. لكن في المقابل، يرى المتداولون بأن الأسعار عموماً في الأسواق تم تسعيرها عند هذه الإيجابية، بل ربما تكون أسعار الأصول في مستويات أعلى من السعر العادل لمثل هذه الخطّة. و هنا، عاد المتداولون للقلق بعض الشيء تجاه الاقتصاد اليوناني و حقيقة ان الاقتصاد يعيش في حالة ركود عميق، و أن الاتحاد الأوروبي انكمش خلال الربع الرابع و ربما يعلن وقوعه في ركود عند إعلان بيانات النمو للربع الأول من هذه السنة.
    فما حصل اليوم هو أن الأسواق المالية متفائلة حقاً، لكن في نفس الوقت، تم تسعير هذا التفاؤل في الأسواق، و نرى ميلاً سلبياً في تداولات اليورو مقابل الدولار الأمريكي، و انخفضت مؤشرات الأسهم الأوروبية الرئيسية معظمها.
    عمليات جني الأرباح في الأسواق المالية أكسبت الدولار الأمريكي قوّة مقابل سلّة العملات الأجنبية، و نستطيع أن نرى بأن مؤشر الدولار و قد ارتفع اليوم ليلامس الأعلى عند 79.32 نقطة، معوضاً بذلك كل خسائر أمس، و رغم بعض الانخفاض الذي شهده المؤشر، إلا أنه ما زال يتداول في إيجابية منذ ملامسته للأدنى هذا اليوم عند 78.79 نقطة.
    تخلو الأجندة الاقتصادية من البيانات الاقتصادية الأوروبية الهامة هذا اليوم، و بذلك تركت الأسواق لرأي المتداولين و المحللين في تفسيرهم لخطوة منح اليونان الإنقاذ، و كما نرى، هنالك تضارب كبير في الآراء، حيث أن اليونان قد تجنّبت الوقوع في الإفلاس عند موعد استحقاق ديونها الشهر القادم، لكن الاقتصاد الأوروبي لن يتجنّب الوقوع في تباطؤ حاد قد يضعه في الركود مجدداً، فيما الاقتصاد الدولي يظهر ملامح تباطؤ حقيقية.
    اليورو مقابل الدولار الأمريكي
    لامس اليورو الأعلى له مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم عند مستوى 1.3292 دولار، لكنه عاد و انخفض ملامساً الأدنى له عند مستوى 1.3186 دولار، و حالياً يتداول الزوج فوق مستوى 1.3200 لكن تميل الكفّة حالياً لصالح الدولار الأمريكي الذي يشهد طلباً كبيراً إثر عمليات جني الأرباح في الأسواق المالية خروجاً من الأصول ذات العائد المرتفع.
    الاتجاه الصاعد الذي حصل كان و ما زال محدوداً في مستويات تحت المقاومة 1.3320، و هذا بحسب التحليل الفني يجعل ترجيح الاتجاه الصاعد ليس متاحاً، كذلك، لم يؤكد الزوج تداولات مستقرّة تحت 1.3200 ليثبت تأثره في سلبية مؤشرات العزم. بذلك، يفضّل التحليل الفني اتخاذ الحيادية حالياً لحين تأكيد اختراق المقاومة، أو العودة لمحاولة جديدة لكسر الدعم لإثبات انتهاء التصحيح الصاعد الذي بدأ من مستوى 1.2975.
    إن حصول اليونان على خطط الإنقاذ أمر جيد فعلاً، لكن هذا لا يشير إلى انتهاء أزمة الديون السيادية، بل أن تقارير تصدر من هنا و هناك تشير إلى أن أزمة الديون السيادية مستمرة، و قد تبقي على الأداء الضعيف في الاقتصاديات الأوروبية. و عندما يبدأ المتداولون في العودة للنظر لذلك، قد نرى اليورو يستمر في انخفاضه. لكن، إن استطاعت الثقة أن تعود للتسرّب للأسواق المالية، فقد يساعد ذلك على عودة الدولار للانخفاض و منه قد يرتفع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي.
    بريطانيا
    قد يكون حصول اليونان على خطّة الإنقاذ خبر جيد للاقتصاد البريطاني، لكن أيضاً يجب أن يتم إثبات استقرار الاقتصاد الأوروبي من أجل دعم فكرة أن الاقتصاد الملكي قد يعيش مرحلة من التعافي. صدرت اليوم بيانات من المملكة المتحدة أظهرت قيم أفضل من المتوقع من ناحية التمويلات العامة خلال شهر كانون الأول/يناير الماضي. حيث أظهرت البيانات انخفاضاً في التمويلات العامة إلى -16.8 مقارنة في السابق 22.8 مليار فيما أشارت التوقعات عن احتمال ظهور قيمة -24.7 مليار.
    استمرار الضغط السلبي على الاقتصاد الأوروبي قد يبقي على الضغط السلبي على الاقتصاد الملكي أيضاً، فالترابط التجاري الأوروبي البريطاني كبير جداً، و قد يتم قياس مدى تأثّر المملكة المتحدة مستقبلاً في اقتصادها بواسطة أداء الاقتصاد الأوروبي نفسه.
    الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
    ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي في الأسواق المالية هذا اليوم كان و ما زال دافعاً لتداولات سلبية في سعر صرف الجنيه، حيث أن عمليات جني الأرباح من الأصول المرتفعة العائد سببت ميلاً هابطاً في الجنيه الإسترليني بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي كاستجابة لعمليات جني الأرباح.
    انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي من مستوى 1.5864 دولار وصولاً للأدنى الذي حققه اليوم 1.5791 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، و التداولات الحالية المائلة للهبوط للزوج لم تخرج عن نطاق التداول الفني بين المقاومة 1.5890 و الدعم 1.5785 بشكل عام، و لذلك يظهر التحليل الفني أن الاتجاه القادم للزوج سوف يكون متعلقاً في هذه المستويات، فاختراق المقاومة قد يكون دافعاً لحصول موجة صاعدة، لكن فشل ذلك و كسر مستوى 1.5785 قد يكون إثباتاً لاتجاه المتداولين للحد من تفاؤلهم في الأسواق المالية.
    تبدو نظرية العودة للنظر إلى أداء الاقتصاد الدولي و الاقتصاديات العظمى فيه منطقية، فلا يمكن أن نقول أن استقرار اليونان رهن في عدم إفلاسها، و لا يمكن ربط التباطؤ في الاقتصاد الدولي في حل مشكلة اليونان، أو أن يتم ربط أداء الاقتصاد الأوروبي في تقليل تأثير أزمة الديون و احتواءها، فكل ما سبق لا ينفي تباطؤ عميق في الأسواق المالية الدولية و الاقتصاديات فيها، و هذا ما قد يجبر البنك البريطاني على أن يحتفظ في سياساته المالية و النقدية على ما هي عليه، بل ربما يقوم بتحفيز الاقتصاد أكثر من خلال زيادة خطط " برنامج شراء الأصول" لدعم الاقتصاد.
    من الناحية المعاكسة، يبدو الاقتصاد الأمريكي في وضع أفضل من العديد من الاقتصاديات الأخرى في العالم، و هذا ما قد يجعل الدولار عملة الملاذ الآمن و عملة تصفية المراكز الأولى في العالم، عندما تتسرّب للأسواق المالية أي حالة من القلق أو الحذر أو عدم اليقين.
    الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
    رغم تشبع الزوج فنياً في الشراء، إلا أننا نراه و هو يتداول بإيجابية فوق مستوى الدعم 79.35، حيث تداول الدولار الأمريكي هذا اليوم بين مستوى 79.54 و 79.84 ين للدولار الأمريكي الواحد، و هذه التداولات تميل حالياً لصالح الدولار الأمريكي. و بحسب التحليل الفني، قد يكون لاختراق مستوى 80.00 ين دافعاً للزوج لأن يتجاهل أي إشارات تشبع في الشراء و يستمر في اتجاهه الصاعد.
    قوّة الدولار الأمريكي المكتسبة في الأسواق المالية جراء عمليات جني الأرباح يقابلها أيضاً ضعف كبير في الاقتصاد الياباني، و الضعف في الاقتصاد الياباني يتم إثباته يوماً بعد يوم من خلال البيانات الاقتصادية و التي كان آخرها اليوم بيانات أداء مجمل الصناعات لشهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، حيث أظهرت البيانات نمواً أقل من التوقعات قدّر لـ 1.3%.
    باستمرار ضعف الاقتصاد الياباني، لا يستبعد المتداولين تحرّك بنك اليابان بشراسة لمنع أي ارتفاع في سعر صرف الين الياباني لإيقاف حالة انكماش التضخم التي يعاني منها الاقتصاد، و لدعم الصادرات. و بذلك، تبقى الأفضلية للدولار الأمريكي الذي يشهد طلباً هائلاً مقابل الين الياباني.
يعمل...
X