حين يسود الغموض .. الأسهم يمكن أن تكافئ الشجعان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حين يسود الغموض .. الأسهم يمكن أن تكافئ الشجعان

    لم يبدُ الوضع كذلك في حينه، لكن آذار (مارس) كان واحدة من فرص الشراء العظيمة في تاريخ سوق الأسهم البريطانية.

    فمنذ انخفاضه إلى القاع بعد انهيار ''ليمان براذرز'' قبل عامين، ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز ـــ 100 بنسبة 66 في المائة، في حين أن قيمة مؤشر فاينانشيال تايمز ـــ 250 للشركات ذات رأس المال المتوسط تضاعفت مرتين تقريباً. لكن هل بدأت القوة الدافعة للتعافي بالنفاد. لقد كابدت سوق لندن كي ترسخ أي زخم في هذا العام ـــ فقد انخفض مؤشر فاينانشيال تايمز ـــ 100 بنسبة 1.2 في المائة وخسر مؤشر فاينانشيال تايمز ـــ 250 ما نسبته 1.3 في المائة. ولعل هذا ليس مفاجئاً، إذا وضعنا في الحسبان التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وارتفاع أسعار الطاقة، والمخاوف بشأن مستويات الدين السيادي في منطقة اليورو. لكن تلك العوامل بعيدة عن الأمور الوحيدة التي ينبغي أن يقلق المستثمرون بشأنها.


    كان التعافي القوي في أسعار الأسهم في العامين الماضيين مدعوماً بسياسة مالية ونقدية سخية جداً. فقد تم ضخ آلاف المليارات في النظام عبر سياسات مثل سياسة التخفيف الكمي. ولم يساعد هذا أسعار السلع فقط بطبيعة الحال، بل استفادت السندات أيضا، وكذلك المعادن الصناعية والسلع الزراعية.


    لكن من المتوقع أن ينهي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برنامجه الضخم الخاص بشراء السندات في حزيران (يونيو). وفوق ذلك يمكن أن ترتفع أسعار الفائدة في المملكة المتحدة وأوروبا. وبالفعل، الطريق الوحيد الذي يمكن أن تسير فيه هو الارتفاع. فقد طلب البنك المركزي الأوروبي من السوق أخيرا أن تتهيأ لارتفاع في أسعار الفائدة ـــ وهو ما يمكن أن يحدث في نيسان (أبريل) ـــ بينما صوت ثلاثة أعضاء في لجنة السياسة النقدية التابعة لبنك إنجلترا لصالح رفع أسعار الفائدة في شباط (فبراير).


    من الناحية التاريخية، يميل الرفع الأول لأسعار الفائدة في دورة جديدة إلى أن يؤدي إلى فترة تراوح من ثلاثة إلى ستة شهر تكون خلالها أسواق الأسهم بين الثبات والانخفاض، كما يقول الخبير الاستراتيجي في بنك مورجان ستانلي، جراهام سيكر. وإذا وضعنا في الحسبان أن المؤشرات الاقتصادية الرئيسية، مثل دراسات معهد إيفو وism المسحية ـــ التي سارت الأسهم على خطاها بدقة خلال العام ونصف إلى العامين الماضيين ـــ وصلت إلى أعلى مستوياتها، يعتقد سيكر أنه يتعين على المستثمرين أن يصبحوا أكثر حصافة. ويقترح أن يزيدوا ثقلهم في القطاعات الدفاعية التي لا تحظى بأية شعبية في أوساط المستثمرين في الوقت الراهن. وعلى مدى عامين متتاليين تخلفت هذه القطاعات بالفعل عن السوق بهذا القدر مرة واحدة فقط خلال الـ 40 عاماً الماضية.


    ويقول سيكر إن الاتصالات هي قطاعه المفضل، لأنها تعطي عوائد توزيع جيدة للأرباح وتنطوي على إمكانية تحقيق مفاجأة على صعيد النمو الإيجابي. وزيادة على ذلك، كانت الاتصالات، إلى جانب الطاقة والرعاية الصحية والمنافع، تقليدياً القطاعات الأفضل أداء أثناء وبعد ارتفاع أسعار النفط.


    ومن الواضح أن الحذر ضروري، لكن هناك أسباباً تدعو للاعتقاد بأن السوق يمكن أن تستأنف توجهها الصعودي. أحد هذه الأسباب هو الاقتصاد العالمي. فهناك تعاف في معظم الاقتصادات المتقدمة، في حين أن معظم البلدان النامية ما زالت تنمو. وبينما يمكن أن تصل قراءات إيفو وism إلى أعلى المستويات عما قريب، فليس هناك سبب يدعو للتشاؤم بشأن النمو الاقتصادي. إن الميزانيات العمومية للشركات قوية ـــ ذلك أن مستويات الدين إلى الأرباح تتجه إلى أدنى مستوياتها في عقود، الأمر الذي يمكن أن يدفع نحو فورة في عمليات الاستحواذ ـــ كما أن الارتفاع الأخير في أسعار النفط يظل دون تحرك الأسعار بنسبة 100 في المائة سنوياً التي ثبت تاريخياً أنها تضر بالنمو الاقتصادي، كما تقول مجموعة سيتي جروب. وكي يحدث ذلك، ينبغي لسعر النفط أن يلامس 150 ـــ 160 دولاراً للبرميل، وهو أمر محتمل فقط إذا امتدت الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط إلى نطاق أوسع بكثير.


    وهكذا، بالرغم من مخاطر النفط، والتضخم، والدين، وأزمة أوروبا السيادية التي ما زالت دون حل، فإن مجموعة سيتي ما زالت تتوقع نمواً في الناتج المحلي الإجمالي الاسمي العالمي بنسبة 7 في المائة هذا العام، وهو ما تقول إنه ينبغي أن يدعم الأرباح، وبالتالي أسعار الأسهم في الـ 12 ـــ 18 شهراً المقبلة. وهذا ما ينبغي أن يكون. وبحسب أورييل سيكيوريتيز، يتوقع أن تزداد الأرباح الإجمالية لشركات فاينانشيال تايمز ـــ 100 بنسبة 20 في المائة هذا العام، الأمر الذي يعكس مزيداً من التعزيز في النشاط الاقتصادي العالمي. واستناداً إلى هذه التوقعات، يتداول المؤشر بمضاعف أرباح محتملة للأسعار يزيد قليلاً على 11 ـــ وهو غير مكلف. ورغم ذلك، يتطلب الأمر بعض الجلد ليظل المرء متفائلاً، إذا وضعنا في الاعتبار ـــ ارتفاع أسعار الطاقة، واحتمال ارتفاع أسعار الفائدة وحقيقة أن لا أحد يعلم ما الذي سيحدث عندما يتوقف ''الاحتياطي الفيدرالي'' عن ضخ السيولة في النظام. لكن كما سيخبرك أي شخص انتهز السوق وقام بالشراء في عام 2009، فإن الثروة أحياناً تحابي الشجاع.
يعمل...
X