أوقات صعبة في بريطانيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أوقات صعبة في بريطانيا

    عند تقديمه لتقرير بنك إنجلترا الجديد عن التضخم، قال محافظ البنك، مرفين كينج، إن التقرير استمر على ''النمط الأخير في مراجعة التقديرات (لـ 2011) - هابطا في النمو وصاعدا في التضخم''. بصورة أقل تهذيبا، الآفاق في المدى القصير تأخذ باستمرار طابعا يتسم بالركود التضخمي. وهذا لا يبطل تشخيص كينج، لا للاقتصاد ولا للسياسة النقدية التي انتهجها البنك.

    البنك يعتقد الآن أن التضخم قد يتجاوز 5 في المائة هذا العام قبل أن يتراجع، وأن النمو في 2011 سيكون دون المتوسط للمدى الطويل - وهو أسوأ بشكل سافر من معظم ما كان متوقعا قبل فترة وجيزة. لكن إذا ما استمر نمط مراجعة التقديرات، فإن ذلك سينطبق على أنماط الاقتصاد نفسها.


    وتظل بريطانيا اقتصادا ذا تضادات عديدة: المنازل تشد أحزمتها لكن الأعمال تعاود الإنفاق، الخدمات تجاهد أكثر من الصناعة التحويلية، القطاع العام منهك، لكن المؤسسات مزدهرة بصورة مفاجئة (حتى لو ظللنا منتظرين خزانات الشركات لتضخ المال الذي اكتنزته خلال فترة التمويل الرخيص لأولئك الذين بوسعهم الحصول عليه).


    هذه كلها علامات على أن استعادة توازن المملكة المتحدة في الطريق. ربما يكون ذلك أقل إيلاما لو أن القطاعات المقتصدة ضمن الاقتصاد يمكنها خوض المغامرة فيما تنتظر التوسع في أماكن أخرى، أو أن يقل تضرر التضخم من أسعار السلع. لكن فقدان الناتج خلال الأزمة يعني أن الدخل الحقيقي القابل للإنفاق يجب أن ينخفض بشكل أو بآخر. وخيار صانعي السياسة تم اختزاله في انتقاء السم المفضل على أمل أن يكون العلاج الأفضل من بين ما هو مطروح.


    في السياسة النقدية، البنك مُحق في أن يكون لبقا. فأرقام التضخم الأخيرة وهبوط أسعار السلع في الأسبوع الماضي يبرران الرأي القائل إن المحركات الرئيسة لقفزة التضخم ستكون على الأرجح قصيرة الأجل. وتشير أرقام التجارة في الربع الأول إلى أن صادرات بريطانيا نمت بنسبة 4.2 في المائة، فيما تراجعت الواردات 0.6 في المائة - وهي دليل على أن الهبوط الكبير في قيمة الجنيه الاسترليني توسعي وليس تضخميا فحسب.


    لذا، حتى لو كان التضخم مرتفعا والنشاط أكثر ركودا، مقارنة بما كان متوقعا، فإن في الإمكان تفادي طراز تضخم السبعينيات إذا تمكن البنك من تفادي فخين. الأول، السماح للناس بتوقع استمرار التضخم الحالي. والآخر، الإفراط في تقدير القدرة على النمو. ويظهر تحليل ''فاينانشيال تايمز'' أن معظم نمو ما قبل الأزمة جاء من المالية. وبالنظر إلى ما نعرفه الآن، فإن إسهامها ربما كان وهميا، إلا أنه على أي حال لا يُرجح له أن يعود مجددا. وإذا كان معدل النمو الذي يتذكره الناس غير متوافق مع تضخم متدنٍ، فإن البنك في هذه الحالة لا يواجه مهمة، بل مهمتين لإدارة التوقعات.
يعمل...
X