تقلّب كبير و تذبذب حاد، هذا ما قد يكون عنوان تداولات المعادن الثمينة اليوم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تقلّب كبير و تذبذب حاد، هذا ما قد يكون عنوان تداولات المعادن الثمينة اليوم

    انخفضت أسعار المعادن الثمينة يوم أمس خلال جلسة نيويورك بشكل واضح و قوي جداً، لكن نرى بأن الذهب عاد ليعوّض معظم خسائره و يغلق جلسة نيويورك على انخفاض طفيف لا يتعدّى 0.02% عند سعر 1508.10 بعد أن لامس الأدنى له عند مستوى 1491.80 في جلسة نيويورك و أغلق جلسة لندن في السعر المسائي المثبّت عند سعر 1497.50 دولار للأونصة. لكن بالنسبة للفضة، فقد انخفضت أمس انخفاضاً حاداً في جلسة نيويورك مقداره 2.94% و أغلق سعر أونصة الفضة عند مستوى 45.60، لكن أيضاً عوّض سعر الفضة الكثير من ما فقده عندما لامس الأدنى عند مستوى 44.65 دولار. بالنسبة للبلاتين، فقد انخفض بمقدار 0.72% عندما أغلق عند مستوى 1804.00 دولار للأونصة.
    المضاربة الكبيرة التي حصلت في أسواق المعادن الثمينة اتجه معظمها إلى الفضة، و هذا هو السبب الرئيسي وراء الانخفاض الحاد خلال تداولات الاثنين الماضي و تداولات يوم أمس. لكن، نستطيع أن نرى بأن تداولات يوم أمس الإجمالية كانت على ارتفاع رغم أن جلسة نيويورك كانت على انخفاض. فإغلاق سعر الفضة تداولات نيويورك عند 45.60، كان فوق مستوى الافتتاح لجلسة التداولات الآسيوية يوم أمس. بالنسبة للبلاتين، سوف نرى بأنه انخفض أيضاً بشكل أكبر من الذهب،حيث أن الذهب ما زال يعتبر ملاذاً آمنا و غطاءً من مخاطر التضخم الذي ما زال يرتفع في العالم و آخر الدول التي أظهرت بيانات التضخم هي أستراليا هذا اليوم، حيث ارتفع مستوى التضخم السنوي من 2.7% إلى 3.3% و هذا الارتفاع كان ضعف الارتفاع المتوقع مستبقاً.
    ارتفاع مستويات التضخم إلى جانب استمرار ضعف الدولار الأمريكي،الذي يتداول مقابل سلّة العملات الأجنبية الرئيسية عند أدنى مستوى له منذ شهر آب عام 2008 بحسب مؤشر الدولار الأمريكي، أسباب تدفع المتداولين للاحتفاظ في الذهب كتحوّط من مخاطر التضخم و انخفاض القدرة الشرائية للنقد. كذلك ضعف الاقتصاد الدولي عامة رغم تحسّن العديد من الدول، و أزمة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا السياسية أسباب تبقي على بعض الاتجاه نحو الذهب مما يقلل من سلبية عمليات جني الأرباح التي حصلت و يقلل من شدّتها.
    بالنسبة للفضة و البلاتين، فجني الأرباح كان أكثر وضوحاً عليهما يوم أمس، و هذا ما يبرر الارتفاع القليل الذي حصل اليوم في سعر كل منهما، حيث استغل بعض المضاربون و التجّار الأسعار المتدنية للشراء، كذلك شهدنا طلباً صناعياً من قبل بعض الجهات دفع في سعر كل من الفضة و البلاتين للارتفاع قليلاً، فيما استمر سعر الذهب في مواجهة ضغوط سلبية لكنها محدودة جداً.
    في تمام الساعة 01:26 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 05:26 بتوقيت نيويورك )، نرى سعر الذهب اليوم يتداول حول مستوى 1506.10 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 0.07%، لكن نرى بأن الذهب ما زال يتداول فوق مستوى الـ 1500 دولار للأونصة منذ أن عاد للاستقرار فوقه يوم أمس. بالنسبة لسعر الفضة، فنراه الآن يتداول بارتفاع مقداره 0.57% عند سعر 45.86 دولار للأونصة و سعر البلاتين يتداول في هذه اللحظات عند 1811.00 دولار مكتسباً 0.39%.
    بالرغم من أننا نرى ارتفاعاً في كل من سعر الفضة و البلاتين هذا اليوم، إلا أن هذا الارتفاع لا يقارن بانخفاض يوم الاثنين الماضي عندما شهدنا موجة حادة جداً من جني الأرباح. بالنسبة للذهب، فالسعر القياسي الذي تم تحقيقه يقارب 1518.00 دولار فيما السعر الحالي لا يبتعد كثيراً عن هذا السعر القياسي و بذلك نرى بأن الطلب على الذهب ما زال مستقراً إلى حد ما رغم عمليات جني الأرباح التي تمّت.
    لننظر الآن إلى ارتفاع سعر برميل النفط، حيث نرى سعر النفط اليوم يتداول في مستويات فوق 112.00 دولار للبرميل مرّة أخرى و هذا يرافقه ضعف كبير في الدولار الأمريكي. دمج هذه المعطيات من انخفاض سعر صرف الدولار و ارتفاع سعر برميل النفط يهدد بأن نرى ارتفاعاً واضحاً في مستويات التضخم في العديد من الدول في العالم مما قد يبقي بعض المقاومة للذهب لعمليات جني الأرباح. لكن بالنسبة للفضة، فالمضاربة قد تكون شديدة جداً تجلب معها اتجاهات صاعدة استغلالاً لانخفاض السعر ثم قد نعود لنرى موجات أخرى من جني الأرباح مما قد يجعل التذبذب هائل على الفضة.
    اليوم، نحن في انتظار بيانات اقتصادية هامة جداً، و تتجه الأنظار نحو قرار الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه اليوم و التوقعات تشير إلى أن الفيدرالي الأمريكي قد يحتفظ في سياسياته المالية و النقدية على ما هي عليه، لكن المتداولون يبحثون عن أي دليل يشير فيه الفيدرالي إلى احتمال تغيّر في السياسيات النقدية في وقت قريب.
    لا يجب أن تكون بيانات الفيدرالي سبباً لأن ننسى بيانات عديد من أوروبا و المملكة المتحدة، حيث نقف في المملكة المتحدة مع بيانات الناتج المحلي الإجمالي من بريطانيا و التي تشير التوقعات إلى أنها قد تظهر نمو الناتج المحلي الإجمالي البريطاني بمقدار 0.5% خلال الربع الأول من هذه السنة مما قد ينقذه من دخول الركود مجدداً بعد انكماشه بمقدار 0.5% خلال الربع الرابع الماضي. كذلك في أوروبا و تحديداً من ألمانياً، فنحن مع بيانات مؤشر GfK لثقة المستهلك و التي قد تجلب معها أيضاً بعض التوتّر في الأسواق المالية الأوروبية لتنعكس على المعادن الثمينة. كل هذا نمزجه مع استمرار ظهور نتائج الشركات الكبرى في العالم و التي تسبب في الأصل تداولات حادة في أسواق الأسهم و تنعكس على الثقة في الاقتصاد الدولي لينعكس تأثيرها على أسواق المعادن الثمينة خصوصاً و أن هذه البيانات سوف تمزج اليوم مع بيانات البضائع المعمّرة الأمريكية.
    لذلك، تذبذب حاد جداً من المتوقع أن يحصل اليوم في أسواق المعادن الثمينة، و قد نرى اختلاطاً في الأداء بل قد يمتد الاختلاط لنرى اختلافاً جذرياً في الاتجاه بين المعادن الثمينة في حال أظهرت البيانات الاقتصادية مزيجاً يسبب هذا.
يعمل...
X