تمترس القذافي يخلط أوراق الحلفاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تمترس القذافي يخلط أوراق الحلفاء

    تريد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أن يحزم معمر القذافي حقائبه في طرابلس ويخرج من البلد. وبعد عشرة أيام من بدئها العمل العسكري ضد النظام الليبي، يعتبر هذا هو الهدف الرئيسي لاستراتيجيها. غير أن المشكلة هي أنها تريد لهذا الرحيل أن يتم بسرعة، إذا ما أريد لزخم التحالف أن يبدأ بالتراجع.

    خلال الأيام القليلة الماضية دار كثير من النقاش حول أهداف التحالف في ليبيا. لقد أوضحت جميع البلدان الثلاثة، كما فعلت في المؤتمر الذي عقد في لندن يوم الثلاثاء، أنها تريد ''بداية جديدة'' لهذا البلد الواقع في شمالي إفريقيا.


    كذلك أوضحت البلدان الثلاثة أن التخلص من العقيد القذافي عبر العمل العسكري المباشر ليس هدفها أيضاً. وكما قال الرئيس باراك أوباما بشكل لا لبس فيه يوم الإثنين ''استغرق تغيير النظام في العراق ثمانية أعوام وكلف آلاف الأرواح من الأمريكيين والعراقيين وقرابة تريليون دولار. وليس هذا بالشيء الذي نستطيع أن نكرره في ليبيا''.


    لكن زعماء التحالف يعلمون أيضاً أنه لا يمكن أن يكون هناك مستقبل أفضل لليبيا – ولا نهاية لتدخلهم العسكري - ما لم يرحل العقيد القذافي عن المشهد. ونتيجة لذلك يضاعفون الضغط العسكري، والسياسي، والنفسي عليه كي يقدم على هذه الخطوة.


    وحتى الآن لديهم أسباب تدعو إلى التفاؤل والأمل. فالعملية الدولية ضد الزعيم الليبي تسير على نحو جيد. فقد أحرز الثوار المعارضون تقدماً في الأيام الأخيرة، بمساعدة الضربات الجوية الغربية على المنشآت التابعة للقذافي، وباتوا يسيطرون على نسبة كبيرة من ثروة البلد النفطية. وتمت الضربات الجوية التي قام بها التحالف من دون مؤشرات على وقوع إصابات في صفوف المدنيين.


    وهناك عامل آخر يعطي الحلفاء شعوراً بالارتياح هو الأخطاء المتكررة التي ارتكبها القذافي في هذا الصراع. فقد أعلن مراراً وتكراراً عن وقف إطلاق النار فقط ليخرقه في كل مرة، الأمر الذي يقوض صدقيته.


    لقد ترك دباباته ومدرعاته في العراء، الأمر الذي مكن من تدميرها بسهولة تفوق ما كان يتوقعه التحالف. وتعتبر التغطية الإعلامية الدولية لحادثة إيمان العبيدي التي ألقي عليها القبض من قبل أتباع القذافي، والتي أدعت أن الموالين له قاموا باغتصابها، هدفاً مثيراً بشكل خاص.


    يقول مسؤول بريطاني: ''كان القذافي يراوغ دائماً فيما يتعلق بالوحشية التي يعامل بها معارضيه. لكن عندما يتعلق الأمر بالاستراتيجية، فإنك لا تستطيع أن تصفه بالذكاء''.


    وتأمل العواصم الغربية أن تكون هذه التطورات مؤشراً على انهيار الدعم الذي يحظى به العقيد القذافي في طرابلس. لكن مكمن الخطر أنه إذا قاوم وصمد، فسيكون من الصعب المحافظة على زخم التحالف.


    وهناك أمران يشكلان مبعث قلق خاص. الأول، أن هناك حدوداً لما يمكن أن يعمله التحالف – الذي أصبح تحت قيادة حلف الناتو – للتأثير على قدرات العقيد القذافي. فقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 يفوض التحالف حماية المدنيين، لكن العمل العسكري الذي يقوم به الائتلاف يتجاوز هذا التفويض.


    ففي يوم الإثنين قام التحالف بقصف المنشآت التابعة للنظام في مدينة سرت، مسقط رأس العقيد القذافي، التي لم تشهد أية ثورة. وسيكون من الصعب مواصلة هذه الأعمال إذا كانت تعمل فقط على تأمين الغطاء لتقدم الثوار.


    ومبعث القلق الآخر هو ما يقوم به الثوار من أعمال. ففي الأيام الأولى من الصراع كان يمكن أن يعتبروا ضحايا للقمع، لكن مع اكتسابهم الزخم بدأ الإعلام الدولي يتخذ موقفاً متشدداً منهم. فما زال انعدام اليقين يكتنف هويتهم وما يمثلونه. كما أن تكتيكاتهم ليست أقل مدعاة للقلق.


    ففي الأسبوع الماضي تحدثت تقارير عن إطلاق الثوار صواريخ وقذائف على مدينة سرت لبضع ساعات، من دون أية فكرة عما إذا كانت تصيب قوات القذافي أو المدنيين. وإذا كانت المهمة التي أوكلت للغرب هي حماية السكان المحليين، فقد يتبين أن مثل هذه الأعمال تعتبر مشكلة.


    وداخل التحالف الغربي، تصر شخصيات رفيعة على أنه ما زالت لديها اليد العليا. إذ يقول دبلوماسي غربي: ''لا أعتقد أن علينا التقيد بموعد نهائي صارم فيما يتعلق بالموعد الذي نريد للقذافي أن يخرج فيه. الأمر المهم هو مواصلة هذا الزخم وعدم السماح له بالتلاشي''.


    لكن هناك من يجادلون بأن النجاح ينبغي أن يتحقق بسرعة. وبعبارة مبسطة، إذا بقي العقيد القذافي في طرابلس لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، سيبدأ الزعماء الغربيون الشعور بالقلق.
يعمل...
X