اليورو ينزلق مجدداً وسط مخاوف تخلّف اليونان عن السداد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اليورو ينزلق مجدداً وسط مخاوف تخلّف اليونان عن السداد

    عاد المتداولون ليعيشوا مرحلة جديدة من القلق، فنرى التوتّر يسود الأسواق المالية بعد تأخّر اليونان في إصدار أي معلومات عن المحادثات مع القطاع الخاص من مالكي السندات، و كذلك هنالك قلق كبير تجاه قدرة اليونان على زيادة خطط التقشّف بما يرضي الدول الدائنة لها من خلال المساعدات. إن ذلك سبب توقعات في أن تفشل اليونان من أن تستفيد من الدفعة الثانية من حزم الإنقاذ، و هذا ما يهدد اليونان من الوقوع في الإفلاس و تخلّفها عن السداد.
    إن عدم وجود مستجدات في أوروبا اعتبر سلبياً، و ذلك لأن المتداولون الآن في اعتقاد بأن أزمة الديون السيادية تعمّقت بشكل كبير و يهدد استقرار الاتحاد الأوروبي و أوروبا كاملة، و هذا أيضاً سبب اعتقاداً بأن البنك المركزي الأوروبي قد يتّجه نحو خفض سعر الفائدة ما دون مستوى 1.00% لدعم الاقتصاد، و كل تلك الأسباب كانت سلبية جداً بالنسبة لسعر صرف اليورو الذي انخفض في الأسواق المالية بشكل واضح.
    كذلك، نرى عودة التضارب السياسي في اليونان تجاه شروط الدول المقرضة لها للحصول على حزمة إنقاذ جديدة، فهذا يتطلّب من اليونان كما أشرنا توسعة خطط التقشّف، و هذا بالتالي سبب توتّر سياسي و زاد الطين بلّة في الأسواق المالية بما يتعلّق في سعر صرف اليورو خصوصاً مع تخلّف اليونان مجدداً عن الوصول لاتفاق مع الدائنين في موعد تم اقتراحه مسبقاً.
    اليورو مقابل الدولار الأمريكي
    انخفض سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم بعد ملامسته للأعلى عند سعر 1.3130 دولار لليورو الواحد، و الانخفاض الذي حصل لم يتوقّف قبل وصول الزوج مستويات 1.3029 دولار. إن التحليل الفني يظهر حالياً أن سبب الاتجاه الهابط هو تركيبة فنية سلبية قد تكون دافعاً لمزيد من الانخفاض طالما بقي الزوج تحت مستوى 1.3230 دولار لليورو الواحد، و الذي طالما فشل في اختراقه خلال محاولاته الأخيرة، و هو مستوى مقاومة شديد الأهمية.
    بالنسبة للبيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم من أوروبا، تعتبر إيجابية بعض الشيء، حيث أن ألمانيا أصدرت بيانات طلبات المصانع لشهر كانون الأول/ يناير الماضي، و أظهرت البيانات نمواً أكبر من المتوقع و بمقدار 1.7%، لكن هذا لم يكن كافياً لإيقاف التشاؤم في الأسواق المالية، كما و أن مؤشر Sentix لثقة المستثمرين رغم تحسّنه، إلا أنه ما زال ضمن مناطق السلب.
    إن توقعات خفض البنك المركزي الأوروبي لسعر الفائدة التي تدور في الأسواق ليست بحسب المحللين، بل هي بحسب اعتقاد المتداولين في الأسواق المالية، كذلك تعمّق أزمة الديون السيادية و عدم وصول اليونان لحلول تجاه ديونها، قد تبقي على الضغط السلبي على اليورو خلال الفترة المقبلة.
    الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
    بيانات مؤشر Halifax لأسعار المنازل البريطانية جاءت على نحو إيجابي مقارنة في التوقعات، لكن أيضاً تشير هذه البيانات إلى انخفاض في الأسعار بل و تسارع في الانخفاض ليدل على أن الاقتصاد الملكي ما زال يشهد ضغطاً سلبياً و يتأثر في حالة عدم الاستقرار في أوروبا و التباطؤ الاقتصادي الدولي.
    انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي بعد ملامسته للأعلى عند سعر 1.5819 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، و لامس الأدنى له حتى هذه اللحظة عند 1.5729 دولار للجنيه. إن التحليل الفني يظهر بأن الزوج من المرجّح استمرار انخفاضه بفعل سلبية واضحة على مؤشر القوّة النسبية 14، لكن في نفس الوقت، يجب أن يحقق الزوج كسراً لسعر 1.5680 لتأكيد عودته للاتجاه الهابط من جديد.
    لا يجب إهمال تأثير ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي في الأسواق المالية على الزوج، فالدولار الأمريكي تعرّض لطلب كبير يوم الجمعة الماضي استمر هذا اليوم بسبب بيانات الولايات المتحدة الإيجابية جداً التي أظهرت انخفاض مستوى البطالة إلى أدنى مستوى له منذ 3 سنوات عند 8.3%. كذلك، حالة التوتّر التي سادت الأسواق المالية الأوروبية هذا اليوم دفعت في المتداولين لطلب ملاذ آمن و الأصول المنخفضة العائد، و هذا ما سبب اتجاهاً للدولار الأمريكي.
    إن استمرار الضغط السلبي على الاقتصاد الدولي من أزمة الديون السيادية قد يكون قادراً على إكساب الدولار الأمريكي مزيداً من الإيجابية، و يتدفّق له الطلب بشكل أكبر، و هذا ما قد يسبب مزيد من الاتجاه الهابط على الجنيه الإسترليني ما لم نرى أخبار و تصريحات أوروبية إيجابية، أكثرها أهمية إعلان اليونان عن التوصّل لاتفاق. لكن، فشل اليونان في التوصّل لاتفاق، قد يبقي على الضغط السلبي على الأصول المرتفعة العائد مسبباً انخفاضاً في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، و ذلك بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي.
    الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
    بالنسبة للمتداولين، وصل سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني يوم الخميس و الجمعة الماضيين إلى مستويات الخطر بالنسبة لمشتري الين الياباني، و ذلك لأن بنك اليابان كان تدخلّه الأخير في سعر الصرف عند مستويات في نطاق 75 ين للدولار الأمريكي الواحد. و يوم الأربعاء الماضي، حقق السعر الأدنى للدولار عند 76.01 ، و يوم الخميس حقق الأدنى 76.03، و هذا ما قلل طلب الين الياباني. و جاءت بعدها البيانات الأمريكية الإيجابية جداً و التي دفعت في الطلب على الدولار الأمريكي بشكل حاد، وارتفع الدولار.
    بالنسبة لهذا اليوم، ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني من الأدنى 76.49 ليلامس الأعلى عند مستوى 76.79 ين للدولار الأمريكي الواحد، و التداولات الإيجابية للدولار ما زالت مستمرة. يظهر التحليل الفني بأن ثبات الزوج فوق مستوى 76.50 يرجّح استمرار الإيجابية، بل أن عدم كسر 75.45 هبوطاً قد يترك للدولار فرصة لأن يعود للارتفاع مقابل الين الياباني. لكن، تأكيد هذه الإيجابية قد يكون من خلال اختراق سعر 77.10 ين للدولار الأمريكي الواحد.
    إن دراسة حركة سعر صرف الدولار الأمريكي و الين الياباني قد تكون صعبة لو تم دراستها فقط من خلال طلب الأصول المنخفضة العائد عندما تحصل حالة من الخوف في الأسواق المالية، لكن عندما نضيف قلق المتداولين من أن يتدخّل بنك اليابان في سعر صرف الين لإضعافه و دعم الاقتصاد، عندها نستطيع أن نرى أن المتداولين قد يفضّلوا الدولار الأمريكي، و هذا قد يسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني في حال حصلت موجات هلع و خوف في الأسواق المالية.
يعمل...
X