هل نعيش مرحلة جديدة من الخوف من التضخم؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل نعيش مرحلة جديدة من الخوف من التضخم؟

    تتداول المعادن الثمينة في اتجاه صاعد، نرى بأننا أمام استقرار إيجابي في سعر الذهب قريباً من المستويات التاريخية له فيما سعر الفضة مستقر عند أعلى مستويات له منذ 31 عاماً مضت. البلاتين ما زال بعيداً عن مستوياته القياسية، لكنه أيضاً يتداول في مستويات مرتفعة نسبياً. الاتجاه الإيجابي للمعادن الثمينة ما زال مستمراَ و نرى بأن سعر الذهب في نيويورك يوم أمس ارتفع بمقدار 0.39% و أغلق عند سعر 1434.50 دولار للأونصة الواحدة، فيما نرى كذلك بأن سعر الفضة قد أغلق تداولات نيويورك يوم أمس عند سعر 38.59 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 2.01%. البلاتين استطاع تحقيق ارتفاع مقداره 1.25% و أغلق جلسة نيويورك يوم أمس عند مستوى 1785.00 دولار للأونصة.
    نرى توقّف عمليات جني الأرباح على الذهب، في نفس الوقت نرى بأن الفضّة ما زالت تستقطب طلباً كبيراً منه طلب مضاربي و كذلك هنالك طلبات على الفضة كمعدن صناعي عادي في ظل استمرار حالة التعافي الاقتصادي الدولي بإثبات استقرار الاقتصاد الأمريكي. البلاتين أيضاً يستفيد من بعض التفاؤل في الأسواق المالية، و هذا ما يدعم سعره أيضاً.
    هنالك مخاوف جديدة في الأسواق المالية، المخاوف تتجه نحو احتمالات ارتفاع مستوى التضخم. في الصين و المملكة و المتحدّة و أوروبا ارتفعت الأسعار إلى مستويات نسبية فوق النسب الملائمة بحسب نظرة البنوك المركزية في تلك الدول. في الدول الناشئة أيضاً نرى ارتفاعاً كبيراً في مستويات التضخم قد يكون سبباً لتفجّر التضخم في الاقتصاد الدولي ككل. يرتفع سعر برميل النفط بشكل ملحوظ، و الارتفاع في سعر برميل النفط يرفع مستويات التضخم بشكل مباشر على المدى القصير فيما تأثيره على التضخم ذو الشكل الغير مباشر يعتبر أكثر خطورة على الاقتصاد الدولي.
    مؤشرات السلع في ارتفاع، و يوم أمس شهد مؤشر s&p gsci للسلع ارتفاعاً مقداره 6.58 نقطة لينهي تداولات نيويورك عند مستوى 738.02 نقطة و كذلك ارتفع مؤشر rj/crb للسلع و أغلق عند مستوى 362.18 نقطة في تداولات عند مستويات مرتفعة جداً بدعم من ارتفاع سعر برميل النفط نحو أسعار في نطاق 108.00 دولار للبرميل الواحد.
    بالرغم من أننا نرى الدولار الأمريكي يرتفع قليلاً مقابل سلّة العملات الأجنبية و يرتفع بشكل كبير مقابل الين الياباني، لكن مقابل اليورو و الجنيه الإسترليني يتداول الدولار بضعف عام، و كذلك مقابل العملات ذات العائد المرتفع مثل الدولار الأسترالي نراه يتداول في انخفاض كبير نسبياً. انخفاض الدولار و ارتفاع سعر برميل النفط و التحسّن في الاقتصاد الدولي أسباب قد تكون قادرة على إكساب ارتفاع مستويات التضخم مزيداً من التسارع. حتى الكارثة الطبيعية في اليابان، فتأثيرها قصير الأمد على الاقتصاد اليابان لا يطول و سوف تبدأ عمليات إعادة الإعمار مما قد يسبب ارتفاعاً كبيراً في الطلب على السلع و الأصول و النفط مما قد يدفع أسعارها في الاقتصاد الدولي للارتفاع بشكل كبير. نحن فعلاً مقبلون على فترة جديدة من ارتفاع مستويات التضخم و الأسعار، هذا الحديث أصبح معتاداً هذه الأيام في الأسواق المالية.
    مع ارتفاع مستويات التضخم نرى العديد من الجهات تستخدم المعادن الثمينة كملاذ آمن و تغطية من مخاطر التضخم. التذبذب الكبير في أسعار صرف العملات الأجنبية سبب يدفع أيضاً المتداولين للاتجاه نحو المعادن الثمينة لتغطية مخاطر تقلّب أسعار الصرف في وقت تستمر فيه أسعار المعادن الثمينة في الارتفاع مما قد يوفّر عائداً جيداً للمستثمر و المضارب في المعادن الثمينة.
    لم يتوقف الاتجاه الصاعد في المعادن الثمينة، بل نرى اليوم استمرارية في الإيجابية و يتداول سعر الذهب اليوم عند مستوى 1435.50 دولار للأونصة الواحدة بارتفاع مقداره 0.07% فيما نرى بأن سعر الفضة يتداول بارتفاع مقداره 0.18% في هذه اللحظات ليتداول عند سعر 38.66 دولار للأونصة الذي يعتبر ضمن أعلى مستويات لسعر الفضة منذ 31 عاما ًمضت. بالنسبة للبلاتين، فقد استطاع أيضاً اللحاق في ارتفاع الذهب و الفضة و اكتسب اليوم ما مقداره 0.06% و يتداول في هذه اللحظات عند سعر 1786.00 دولار للأونصة.
    الإيجابية واضحة في أسعار المعادن الثمينة و تداولاتها، لكن لا يجب أن نستثني تذبذباً كبيراً و ربما موجات جني أرباح بين الحين و الآخر خصوصاً للفضة التي تقترب من حاجز الـ 40 دولار للأونصة الواحدة و التي قبل وصولها قد نرى العديد من الجهات تقوم بجني أرباح مضاربات في السعر السوقي. لذلك، بالرغم من أن الظروف مواتية لاستمرار الاتجاه الصاعد، إلا أننا لا نستثني عمليات جني الأرباح بين الحين و الآخر بل و نوصي بالحذر من هذه العمليات في حال بدأت!
يعمل...
X