كلّما طُرِحَ الملف النووي الايراني على طاولة البحث ثارت حوله تساؤلات عديدة: هل ستتشن امريكا حربا على ايران ام لا؟ هل ستتعايش امريكا مع ايران نووية ام لا؟ هل سيتم حل الازمة سلميا و دبلوماسيا أم لا؟. الاشكالية المعقّدة في كل هذه التساؤلات أنّ الاجابة عليها تحتمل الايجاب و تحتمل السلب و لكلّ حججه و براهينه. لكنّ الأكيد أنّ موضوع الهجوم العسكري الأمريكي على ايران يشكّل مسألة غاية في التعقيد و تدخل فيها حسابات متشابكة و متداخلة اقليمية و دولية و لها نتائج كارثية و تداعيات عميقة.لكن الأكيد أيضا, أنّ أي خطوة أمريكية في اتّجاه اتّخاذ موقف حاسم من الملف النووي الايراني و ايران لا بد أنّ تأخذ بعين الاعتبار الاجابة على التساؤل التالي: أيّهما أخطر؟ السماح لايران بامتلاك قنبلة نووية مع ما ينتج عن ذلك من تغييرات و تداعيات في الموازين العسكرية و الجيو-سياسية في المنطقة, أم توجيه ضربة لايران قبل امتلاكها للسلاح النووي و مواجهة تداعيات ذلك ايّا تكن النتائج او مواجهة تلك النتائج و العمل على الحد من تأثيرتها السلبية قدر المستطاع.تبدو الاجابة على هذا التساؤل شديدة الصعوبة, لاسيما و انّ المعادلة الصفرية التي تقتضي حصول احد الطرفين (أميركا أو إيران) على هدفه كاملا لم تحن بعد, لكن يقف عليها وحدها تقرير توجيه ضربة امريكية لايران من عدمها, علما انّه لم يحصل في تاريخ العلاقات الإيرانية -الأمريكية ان كان هناك معادلة صفرية. اذ انّ الطرفين كانا دائما شركاء في أي عملية و ان بنسب مختلفة. اضافة الى انّ ايران معروفة بالـ "براغماتيّة" التي تتيح قدرا كبيرا من المراوغة وعدم الوضوح في المواقف وعدم حسم الأمور. والأمر اللافت في هذا الاطار هو انّ ايران كانت منذ التسعينات تعمل على تطوير برنامجها النووي في الخفاء دون ان ينتبه أحد الى ذلك لأنّ الايرانيين كانوا قد شغلوا العالم بصعود خاتمي "المنفتح".
الاستراتيجية الايرانية
سياسة الـ99 درجة مئوية و محاولات كسب الوقت
تقوم السياسة الايرانية فيما يتعلق بالملف النووي على عنصر هام و اساسي -منذ ان قررت الجمهورية الايرانية المضي قدما في برنامجها النووي في اوائل التسعينيات و حتى اليوم- الا و هو سياسة كسب الوقت.دخل الملف النووي الايراني و الأزمة النووية مع الغرب منعطفه الاخير لما قبل التصعيد بتاريخ 31 آب 2006, حيث ردّت ايران على المهلة الغربيّة للمجموعة 5+1 (روسيا, الصين, امريكا, بريطانيا, فرنسا +ألمانيا) بشكل ملتبس و غامض كما درجت على فعله عادة. حاول المجتمع الدولي عبر مفاوض الاتحاد الأوروبي خفيير سولانا التماس عذر أخير لايران قبل حسم الموقف باتّجاه العقوبات و من ثمّ التصعيد, لكنّ ايران عمدت الى المراوغة من جديد بطرحها موضوع انشاء (كونسورتيوم) تخصيب دولي باشراف فرنسي في ايران, و الغرض من ذلك امتصاص الغضب الغربي عبر تبريد التفاوض و تمديد الوقت لعلمها انّ مجرّد مناقشة الموضوع لدى المجموعة الغربية سواء كان الجواب ايجابيا ام سلبيا سيأخذ وقتا طويلا, و لرمي الكرة في الملعب الآخر بأي حال.ثم الحقت ذلك بعدد من الخطوات كان منها:
أولا: تصريحات نجاد الأخيرة المناقضة تماما لما قاله سابقا عن محو اسرائيل و ازالتها من على الخريطة. حيث اشار نجاد في تصريحاته مؤخرا عند افتتاحه لمصنع انتاج الماء الثقيل في "آراك" بتاريخ 26-8-2006 الى انّ بلاده لا تشكّل خطرا على الغرب و لا حتى على اسرائيل!! و هذه بطبيعة الحال ليست رسالة اعلامية استهلاكيّة لأنها رسالة الى الخارج و ليست الى مجموعة من الحشود الايرانية او التلفزيونية كما جرت العادة.
ثانيا: تصريح امين عام حزب الله اللبناني من انّه يأسف لاندلاع هذه الحرب و انه لو علم حزب الله بان عملية اسر الجنديين الاسرائيليين كانت ستقود الى الدمار الذي لحق بلبنان "لما قمنا بها قطعا"!! و قد أشادت واشنطن عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك بهذا الأسف و أضاف ""انه تصريح مدهش من جانب الذي اعلن الحرب: القول انه يأسف لاندلاع هذه الحرب".
ثالثا: زيارة الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي الى أمريكا. اذ من غير المعقول و من غير الممكن اصلا ان تقوم شخصية ايرانية بهذا المستوى من التمثيل السياسي و الديني باتخاذ قرار بالذهاب الى الولايات المتّحدة من نفسها اذ لا بدّ من ان يكون المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية و الشخصيات الفاعلة في النظام قد وافقت على ذلك, ان لم نقل انّها هي من طلبت منه ذلك. و في المقابل, فاّن امريكا ما كانت لتعطيه تأشيرة دخول لولا انّه محمّل برسالة أو عرض ما الى الادارة الامريكية.
رابعا: عرض ايران المساعدة على تحقيق الاستقرار في لبنان و تسهيل تنفيذ القرار 1701!! و هذا بحد ذاته مثير للاستغراب, ذلك انّه من المفروض انّ كوفي أنان زار طهران على اساس اقناعها بالمساعدة في تحقيق الاستقرار و اذا به يتلقى عرضا ايرانيا بفعل ذلك, قبل ان يطلب هو منها القيام به!!كل هذه المؤشرات الايجابية كانت مجرد عناصر تمويه لتمرير الوقت اللازم و المطلوب للانجاز النووي من جهة, و لانتظار حصول تطورات تساعد على تحسين الوضع الايراني في الوقت الذي تمر فيه القيادات السياسية في كل من امريكا , بريطانيا, و فرنسا بأزمة وقت نظرا لاستحقاقات الانتخابات القادمة و نهاية ولاية هذه القيادات.
ادرك الغرب استراتيجية المناورة الايرانية خاصّة انّ ايران قد اعتمدت الكذب و التضليل في مراحل طويلة فيما يتعلق ببرنامجها النووي, و كان هناك العديد من المنشآت السرية التي لم تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجدها الاّ بعد ان كشفت معلومات استخباراتية عنها, كما قامت ايران بعمليات استيراد معدات نووية و يورانيوم في فترات سابقة بطريقة غير شرعية دون ابلاغ المنظمة بذلك. فاذا كان البرنامج النووي الايراني سلميا, فلماذا تلجأ الى الكذب و التضليل و العمليات الغير شرعية!! من هذا المنطلق و نظرا لعدم قطعية الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتوجه البرنامج النووي الايراني السلمي, قرر المجمتع الدولي الدخول على خط القرارات الدولية في مجلس الامن في محاولة لثني ايران عن استخدام هذا الاسلوب و التجاوب مع مطالب المجتمع الدولي بما فيه حلفاؤها الروس و الصينيين. فصدر القرار 1737 في كانون اول 2006 و الذي امهل ايران ستين يوما لايقاف تخصيب اليورانيوم , ثمّ اصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها في 22 شباط/فبراير 2007 لتشير فيه الى انّ ايران لم تلتزم بالمهلة المعطاة لها بناءا على قرار مجلس الامن الصادر. و ها نحن ندخل في منعطف تصعيدي جديد فيما لا تبالي ايران بذلك مدّعية قدرتها على مواجهة التصعيد الحاصل, فيهدد مرشد الجمهورية علي الخامنئي بمهاجمة مصالح الولايات المتحدة في العالم في حين يصر أحمدي نجاد على أن قرار مجلس الأمن غير شرعي و انه مجرّد قصاصة ورق و انّ ايران لن توقف تخصيب اليورانيوم مهما حصل.
المتابع للسياسة الايرانية يستطيع ان يرى و عبر محطات تاريخية عديدة انّ ايران تسعى عادة في الأزمات الى اعتماد سياسة الـ99 درجة مئوية, فتعمل على تصعيد الوضع سياسيا و اعلاميا حتى يصل حد الغليان و الانفجار و في هذه اللحظة بالذات تحصل تسوية سياسية يكون التحضير لها قد تمّ على قدم و ساق عبر البوابات السياسية الخلفيّة و الدبلوماسية السريّة, و ذلك للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب عند انتهاء الأزمة, لكن هذه السياسة خطرة للغاية و لا يمكن ضمان نجاحها بشكل دائم, فالذي يفصل النجاح عن الفشل و التسوية عن الحرب فيها بمثابة شعرة رفيعة, فأي خطأ بسيط أو غير متوقع في الحسابات أو أي خلل في توقيت تراجع التصعيد قد يؤدي الى حرب كارثية مدمرة.
سياسة الـ99 درجة مئوية و محاولات كسب الوقت
تقوم السياسة الايرانية فيما يتعلق بالملف النووي على عنصر هام و اساسي -منذ ان قررت الجمهورية الايرانية المضي قدما في برنامجها النووي في اوائل التسعينيات و حتى اليوم- الا و هو سياسة كسب الوقت.دخل الملف النووي الايراني و الأزمة النووية مع الغرب منعطفه الاخير لما قبل التصعيد بتاريخ 31 آب 2006, حيث ردّت ايران على المهلة الغربيّة للمجموعة 5+1 (روسيا, الصين, امريكا, بريطانيا, فرنسا +ألمانيا) بشكل ملتبس و غامض كما درجت على فعله عادة. حاول المجتمع الدولي عبر مفاوض الاتحاد الأوروبي خفيير سولانا التماس عذر أخير لايران قبل حسم الموقف باتّجاه العقوبات و من ثمّ التصعيد, لكنّ ايران عمدت الى المراوغة من جديد بطرحها موضوع انشاء (كونسورتيوم) تخصيب دولي باشراف فرنسي في ايران, و الغرض من ذلك امتصاص الغضب الغربي عبر تبريد التفاوض و تمديد الوقت لعلمها انّ مجرّد مناقشة الموضوع لدى المجموعة الغربية سواء كان الجواب ايجابيا ام سلبيا سيأخذ وقتا طويلا, و لرمي الكرة في الملعب الآخر بأي حال.ثم الحقت ذلك بعدد من الخطوات كان منها:
أولا: تصريحات نجاد الأخيرة المناقضة تماما لما قاله سابقا عن محو اسرائيل و ازالتها من على الخريطة. حيث اشار نجاد في تصريحاته مؤخرا عند افتتاحه لمصنع انتاج الماء الثقيل في "آراك" بتاريخ 26-8-2006 الى انّ بلاده لا تشكّل خطرا على الغرب و لا حتى على اسرائيل!! و هذه بطبيعة الحال ليست رسالة اعلامية استهلاكيّة لأنها رسالة الى الخارج و ليست الى مجموعة من الحشود الايرانية او التلفزيونية كما جرت العادة.
ثانيا: تصريح امين عام حزب الله اللبناني من انّه يأسف لاندلاع هذه الحرب و انه لو علم حزب الله بان عملية اسر الجنديين الاسرائيليين كانت ستقود الى الدمار الذي لحق بلبنان "لما قمنا بها قطعا"!! و قد أشادت واشنطن عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك بهذا الأسف و أضاف ""انه تصريح مدهش من جانب الذي اعلن الحرب: القول انه يأسف لاندلاع هذه الحرب".
ثالثا: زيارة الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي الى أمريكا. اذ من غير المعقول و من غير الممكن اصلا ان تقوم شخصية ايرانية بهذا المستوى من التمثيل السياسي و الديني باتخاذ قرار بالذهاب الى الولايات المتّحدة من نفسها اذ لا بدّ من ان يكون المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية و الشخصيات الفاعلة في النظام قد وافقت على ذلك, ان لم نقل انّها هي من طلبت منه ذلك. و في المقابل, فاّن امريكا ما كانت لتعطيه تأشيرة دخول لولا انّه محمّل برسالة أو عرض ما الى الادارة الامريكية.
رابعا: عرض ايران المساعدة على تحقيق الاستقرار في لبنان و تسهيل تنفيذ القرار 1701!! و هذا بحد ذاته مثير للاستغراب, ذلك انّه من المفروض انّ كوفي أنان زار طهران على اساس اقناعها بالمساعدة في تحقيق الاستقرار و اذا به يتلقى عرضا ايرانيا بفعل ذلك, قبل ان يطلب هو منها القيام به!!كل هذه المؤشرات الايجابية كانت مجرد عناصر تمويه لتمرير الوقت اللازم و المطلوب للانجاز النووي من جهة, و لانتظار حصول تطورات تساعد على تحسين الوضع الايراني في الوقت الذي تمر فيه القيادات السياسية في كل من امريكا , بريطانيا, و فرنسا بأزمة وقت نظرا لاستحقاقات الانتخابات القادمة و نهاية ولاية هذه القيادات.
ادرك الغرب استراتيجية المناورة الايرانية خاصّة انّ ايران قد اعتمدت الكذب و التضليل في مراحل طويلة فيما يتعلق ببرنامجها النووي, و كان هناك العديد من المنشآت السرية التي لم تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجدها الاّ بعد ان كشفت معلومات استخباراتية عنها, كما قامت ايران بعمليات استيراد معدات نووية و يورانيوم في فترات سابقة بطريقة غير شرعية دون ابلاغ المنظمة بذلك. فاذا كان البرنامج النووي الايراني سلميا, فلماذا تلجأ الى الكذب و التضليل و العمليات الغير شرعية!! من هذا المنطلق و نظرا لعدم قطعية الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتوجه البرنامج النووي الايراني السلمي, قرر المجمتع الدولي الدخول على خط القرارات الدولية في مجلس الامن في محاولة لثني ايران عن استخدام هذا الاسلوب و التجاوب مع مطالب المجتمع الدولي بما فيه حلفاؤها الروس و الصينيين. فصدر القرار 1737 في كانون اول 2006 و الذي امهل ايران ستين يوما لايقاف تخصيب اليورانيوم , ثمّ اصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها في 22 شباط/فبراير 2007 لتشير فيه الى انّ ايران لم تلتزم بالمهلة المعطاة لها بناءا على قرار مجلس الامن الصادر. و ها نحن ندخل في منعطف تصعيدي جديد فيما لا تبالي ايران بذلك مدّعية قدرتها على مواجهة التصعيد الحاصل, فيهدد مرشد الجمهورية علي الخامنئي بمهاجمة مصالح الولايات المتحدة في العالم في حين يصر أحمدي نجاد على أن قرار مجلس الأمن غير شرعي و انه مجرّد قصاصة ورق و انّ ايران لن توقف تخصيب اليورانيوم مهما حصل.
المتابع للسياسة الايرانية يستطيع ان يرى و عبر محطات تاريخية عديدة انّ ايران تسعى عادة في الأزمات الى اعتماد سياسة الـ99 درجة مئوية, فتعمل على تصعيد الوضع سياسيا و اعلاميا حتى يصل حد الغليان و الانفجار و في هذه اللحظة بالذات تحصل تسوية سياسية يكون التحضير لها قد تمّ على قدم و ساق عبر البوابات السياسية الخلفيّة و الدبلوماسية السريّة, و ذلك للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب عند انتهاء الأزمة, لكن هذه السياسة خطرة للغاية و لا يمكن ضمان نجاحها بشكل دائم, فالذي يفصل النجاح عن الفشل و التسوية عن الحرب فيها بمثابة شعرة رفيعة, فأي خطأ بسيط أو غير متوقع في الحسابات أو أي خلل في توقيت تراجع التصعيد قد يؤدي الى حرب كارثية مدمرة.
لماذا تقبل الولايات المتّحدة بالمماطلة الايرانية؟
ادارة بوش لا تريد استعجال الموضوع و هي تسير بشكل تصاعدي على مستويين دبلوماسي و عسكري و تسعى الى تحقيق اجماع دولي كي لا تقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه مع العراق. في حقيقة الأمر, فانّ التكتيك الايراني المتّبع في المفاوضات و الذي يستهدف اطالة أمد الأزمة من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من الوقت, بات مكشوفا و معروفا للجميع. و بما انّه كذلك, و بما انّ المجموعة الدولية لم تحقّق أي انجازات تذكر لصالحها في هذه المفاوضات, فهذا معناه انّ هناك عوامل تحول دون التحرك العملي لايقاف ايران, منها ما هو ارادي و منها ما هو غير ارادي.
امّا العوامل غير الارادية فهي تتجلّى في:
أولا: تدهور الوضع الأمني في أفغانستان عودة طالبان الى الواجهة من جديد و ظهورها بمظهر مختلف عن السابق من حيث الاستعداد الجيد و التدريب و الستليح و حجم العمليات.
ثانيا: عدم استقرار الوضع السياسي و الأمني في العراق و تطوّر النفوذ الايراني فيه و دعمها لفرق الموت الشيعية و لعصابات المليشيات الطائفية و المتغلغلة في الجيش و الشرطة. بالاضافة الى توحّد عدد من الفصائل المقاومة و توجيهها ضربات موجعة و مستنزفة للجيش الامريكي.
أمّا العوامل الارادية فهي:
أولا: تريد أمريكا وصول ايران الى مرحلة متطورة في برنامجها النووي قبل توجيه ضربة عسكرية قوية الى مفاعلاتها و مراكز الانتاج و المساندة التابعة لها. و ذلك لكي تكون التنائج كارثية من جهة و لكي يستلزم ايران وقت اكبر و اطول في حال اعادت التفكير في بناء ما قد تمّ تدميره.
ثانيا: استغلال وقت التفاوض مع ايران في المحاولة للقضاء على ما تملكه من اوراق قوية في المنطقة قد تلجأ الى استخدامها في حالت شعرت انها معرضة للخطر. و بالفعل هذا ما يحصل, فقد تمّ توجيه ضربة قوية لحزب الله يمكننا القول وفقا للنتائج السياسية التي حصلت على أرض الواقع انها قضت على قدرته العسكرية او حيّدتها عن فعاليتها, يتم الآن شن حملة عسكرية للسيطرة على أفغانستان و في نفس الوقت محاولة لتثبيت الواقع السياسي العراقي. و لوحظ اخيرا محاولة رأب الصدع العربي و جهود حثيثة لابعاد سوريا عن المحور الايراني لاسيما من خلال القمّة العربية الأخيرة.فهذه كلها اوراق ايرانية يتمّ معالجتها قبل الشروع في التفكير بتنفيذ اي ضربة عسكرية لايران. و من جانبها لم تعد ايران تمتلك سوى ورقة تخصيب اليورانيوم و المضي قدما فيها الى النهاية, ذلك انّ الأوراق الأخرى التي دأبت على استعمالها (حزب الله, ميليشيا جيش المهدي, اعمال تخريب و الاستفزاز في العراق ...الخ) كانت نسبة ما يعرف باسم Collateral Damage أو الضرر الجانبي فيها أكبر بكثير من فوائدها, و هو الأمر الذي ادى الى تصاعد التوتر السني-الشيعي اقليما الى مستوى خطير جدا انعكس سلبا على صورة ايران و دورها و موقعها مما زاد من عزلتها و سهل عملية الضغط عليها و ظهرت خاسرة في هذا المجال مما اضطرها الى التراجع في هذا الاطار, و التراجع هنا تكتيكي الى حين استعادة هذه الأوراق لقوتها او تحييد اضرارها الجانبية المصاحبة لها.
على كل حال, فالوضع الحالي للأزمة النووية يشير الى انّها وصلت المراحل النهائية لتحديد طريقها عبر التسوية السياسية او عبر الحرب, فالملف اصبح قريبا جدا من الانفجار, و على الرغم من أنّ المشهد الكليّ للمتابع العادي يظهر و كأنه لم يتغيّر فيه شيء, الاّ انّ الرصد الدقيق للواقع يقول انّ هناك تحوّل و تصعيد سياسي و دبلوماسي و عسكري حاصل.على الصعيد الدبلوماسي بدأ المجتمع الدولي بما فيه الأوروبيون يعتمدون على سياسة العقوبات المتدرجة بعد ان تمّ احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الأمن, فيما خرج الموقف الروسي و الصيني عن تحفظّه المطلق ليصبح في خانة الأقرب للمواقف الأوروبية و الأمريكية بعدما لاحظ ايضا سياسة المراوغة و المماطلة الايرانية. فرض عقوبات مالية و اقتصادية على ايران و مؤسساتها و بعض مواطنيها الذين يرتبطون بملف البرنامج النووي و العمل على مقاطعتها اقتصاديا و حظر بيع الأسلحة لها. و قد زاد من هذه حدّة هذه العقوبات قطع انكلترا لعلاقاتها التجارية مع ايران بسبب ازمة البحارة الـ15 الذين تحتجزهم ايران.على الصعيد العسكري, فهناك حشد كمي و نوعي للولايات المتّحدة في الخليج. فبعد القرار الأمريكي بتحجيم النفوذ الايراني في العراق و ملاحقة و قتل كل عنصر ايراني متواجد في العرق يشكل خطرا على الجنود الى جانب كشف شبكات تجسس و تخريب و احتجاز عدد من أفراد الحرس الثوري و فيلق القدس, قامت الولايات المتّحدة باستدعاء حاملة طائرات ثالثة "نيميتز" لتنضم الى حاملتي طائرات "جون ستينيس" و " دوايت ايزنهاور" الموجودة في مياه الخليج فعليا الى جانب أكثر من 12 سفينة حربية في المنطقة من بينها مدمرات و قطع تابعة لها في اكبر حشد عسكري بحري على الاطلاق. ترافق ذلك مع استكمال التعزيزات الأمريكية في العراق و نشر أنظمة صواريخ مضادة في الخليج (شبكة باتريوت), وضع القوات العسكرية لدول المنطقة في حالة تأهب لأي طارئ, اجراء الولايات المتّحدة لمناورات عسكرية بحرية.
ليس من الضرورة بمكان انّ نفسّر حصريا التصعيد الدبلوماسي و العسكري الحاصل على ان الحرب حاصلة لا محالة و انّ الضربة قادمة قادمة, فالمجتمع الدولي لا يرفض ايران نووية و انما يطالب بضمانات واضحة في ظل المراوغة الايرانية و التحايل. لكن الذي يمكنه ان يحدد ما اذا كان هناك فعلا من ضربة حتمية هو الموقف الايراني من هذا التصعيد. اذ انّ الخطوات الدولية تتم بالتدريج لايصال رسالة الى ايران الى انّهم جادّين في التحرك و انّ عليها الاستجابة, و يمكننا في هذا الاطار ان نفسّر التحركات العسكري الأمريكية في الخليج و الحشودات الحاصلة على انّه اعداد لمرحلة جديدة تتطلب الانسحاب من العراق و التمركز على حدود الخليج بقوّة هائلة تتيح للولايات المتّحدة استرجاع قدرتها الردعية التي فقدتها عندما غرقت في العراق, و بالتالي استرجاع قوّة التأثير من خلال التهديد بالقوة و ليس من خلال استعمالها.
لكن اذا أخطأت ايران قراءة هذه التحركات الدبلوماسية و العسكرية الامريكية ,و وضعتها في خانة الاستعراض او استخفّت بجدّيتها و استمرت في ازدرائها كما يفعل أحمدي نجاد بعد كل عملية تصعيد أمريكية, فانّ الضربة ستكون حتمية في هذه الحالة.
اذا استمرت ايران في انكار استيعابها للرسائل التي تصل اليها من خلال التصعيد الدبلوماسي و العسكري, فهذا قد يلغي المفهوم الكلي لعملية الاحتواء المبكّرة التي تقوم بها امريكا, و عليه فان امريكا ستكون مضطرة –عبر السلوك الايراني- للانتقال الى مرحلة الردع و نقلها من الجانب النظري الى الجانب العملي من خلال توجيه ضربة عسكرية لايران. بهذا تكون ايران قد استجلبت لنفسها ضربة عسكرية عبر تقليص الخيارات الامريكية الى الصفر, و هنا تكون الحسابات الايرانية الخاطئة قد ادت الى حرب كارثية.
أبرز السيناريوهات العسكرية المطروحة لضرب ايران
بعد مطالعة عميقة و متابعة دقيقة لمراكز الدراسات الأمريكية و الاعلام الغربي بالاضافة الى المنشورات الرسمية الأمريكية فيما يتعلّق بالمعضلة النووية الايرانية و الخيار العسكري توصّلنا الى ابرز السيناريوهات المطروحة و التي من الممكن ان يتم اللجوء الى احداها عند تنفيذ أي ضربة عسكرية لايران و هي على الشكل التالي:
ادارة بوش لا تريد استعجال الموضوع و هي تسير بشكل تصاعدي على مستويين دبلوماسي و عسكري و تسعى الى تحقيق اجماع دولي كي لا تقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه مع العراق. في حقيقة الأمر, فانّ التكتيك الايراني المتّبع في المفاوضات و الذي يستهدف اطالة أمد الأزمة من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من الوقت, بات مكشوفا و معروفا للجميع. و بما انّه كذلك, و بما انّ المجموعة الدولية لم تحقّق أي انجازات تذكر لصالحها في هذه المفاوضات, فهذا معناه انّ هناك عوامل تحول دون التحرك العملي لايقاف ايران, منها ما هو ارادي و منها ما هو غير ارادي.
امّا العوامل غير الارادية فهي تتجلّى في:
أولا: تدهور الوضع الأمني في أفغانستان عودة طالبان الى الواجهة من جديد و ظهورها بمظهر مختلف عن السابق من حيث الاستعداد الجيد و التدريب و الستليح و حجم العمليات.
ثانيا: عدم استقرار الوضع السياسي و الأمني في العراق و تطوّر النفوذ الايراني فيه و دعمها لفرق الموت الشيعية و لعصابات المليشيات الطائفية و المتغلغلة في الجيش و الشرطة. بالاضافة الى توحّد عدد من الفصائل المقاومة و توجيهها ضربات موجعة و مستنزفة للجيش الامريكي.
أمّا العوامل الارادية فهي:
أولا: تريد أمريكا وصول ايران الى مرحلة متطورة في برنامجها النووي قبل توجيه ضربة عسكرية قوية الى مفاعلاتها و مراكز الانتاج و المساندة التابعة لها. و ذلك لكي تكون التنائج كارثية من جهة و لكي يستلزم ايران وقت اكبر و اطول في حال اعادت التفكير في بناء ما قد تمّ تدميره.
ثانيا: استغلال وقت التفاوض مع ايران في المحاولة للقضاء على ما تملكه من اوراق قوية في المنطقة قد تلجأ الى استخدامها في حالت شعرت انها معرضة للخطر. و بالفعل هذا ما يحصل, فقد تمّ توجيه ضربة قوية لحزب الله يمكننا القول وفقا للنتائج السياسية التي حصلت على أرض الواقع انها قضت على قدرته العسكرية او حيّدتها عن فعاليتها, يتم الآن شن حملة عسكرية للسيطرة على أفغانستان و في نفس الوقت محاولة لتثبيت الواقع السياسي العراقي. و لوحظ اخيرا محاولة رأب الصدع العربي و جهود حثيثة لابعاد سوريا عن المحور الايراني لاسيما من خلال القمّة العربية الأخيرة.فهذه كلها اوراق ايرانية يتمّ معالجتها قبل الشروع في التفكير بتنفيذ اي ضربة عسكرية لايران. و من جانبها لم تعد ايران تمتلك سوى ورقة تخصيب اليورانيوم و المضي قدما فيها الى النهاية, ذلك انّ الأوراق الأخرى التي دأبت على استعمالها (حزب الله, ميليشيا جيش المهدي, اعمال تخريب و الاستفزاز في العراق ...الخ) كانت نسبة ما يعرف باسم Collateral Damage أو الضرر الجانبي فيها أكبر بكثير من فوائدها, و هو الأمر الذي ادى الى تصاعد التوتر السني-الشيعي اقليما الى مستوى خطير جدا انعكس سلبا على صورة ايران و دورها و موقعها مما زاد من عزلتها و سهل عملية الضغط عليها و ظهرت خاسرة في هذا المجال مما اضطرها الى التراجع في هذا الاطار, و التراجع هنا تكتيكي الى حين استعادة هذه الأوراق لقوتها او تحييد اضرارها الجانبية المصاحبة لها.
على كل حال, فالوضع الحالي للأزمة النووية يشير الى انّها وصلت المراحل النهائية لتحديد طريقها عبر التسوية السياسية او عبر الحرب, فالملف اصبح قريبا جدا من الانفجار, و على الرغم من أنّ المشهد الكليّ للمتابع العادي يظهر و كأنه لم يتغيّر فيه شيء, الاّ انّ الرصد الدقيق للواقع يقول انّ هناك تحوّل و تصعيد سياسي و دبلوماسي و عسكري حاصل.على الصعيد الدبلوماسي بدأ المجتمع الدولي بما فيه الأوروبيون يعتمدون على سياسة العقوبات المتدرجة بعد ان تمّ احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الأمن, فيما خرج الموقف الروسي و الصيني عن تحفظّه المطلق ليصبح في خانة الأقرب للمواقف الأوروبية و الأمريكية بعدما لاحظ ايضا سياسة المراوغة و المماطلة الايرانية. فرض عقوبات مالية و اقتصادية على ايران و مؤسساتها و بعض مواطنيها الذين يرتبطون بملف البرنامج النووي و العمل على مقاطعتها اقتصاديا و حظر بيع الأسلحة لها. و قد زاد من هذه حدّة هذه العقوبات قطع انكلترا لعلاقاتها التجارية مع ايران بسبب ازمة البحارة الـ15 الذين تحتجزهم ايران.على الصعيد العسكري, فهناك حشد كمي و نوعي للولايات المتّحدة في الخليج. فبعد القرار الأمريكي بتحجيم النفوذ الايراني في العراق و ملاحقة و قتل كل عنصر ايراني متواجد في العرق يشكل خطرا على الجنود الى جانب كشف شبكات تجسس و تخريب و احتجاز عدد من أفراد الحرس الثوري و فيلق القدس, قامت الولايات المتّحدة باستدعاء حاملة طائرات ثالثة "نيميتز" لتنضم الى حاملتي طائرات "جون ستينيس" و " دوايت ايزنهاور" الموجودة في مياه الخليج فعليا الى جانب أكثر من 12 سفينة حربية في المنطقة من بينها مدمرات و قطع تابعة لها في اكبر حشد عسكري بحري على الاطلاق. ترافق ذلك مع استكمال التعزيزات الأمريكية في العراق و نشر أنظمة صواريخ مضادة في الخليج (شبكة باتريوت), وضع القوات العسكرية لدول المنطقة في حالة تأهب لأي طارئ, اجراء الولايات المتّحدة لمناورات عسكرية بحرية.
ليس من الضرورة بمكان انّ نفسّر حصريا التصعيد الدبلوماسي و العسكري الحاصل على ان الحرب حاصلة لا محالة و انّ الضربة قادمة قادمة, فالمجتمع الدولي لا يرفض ايران نووية و انما يطالب بضمانات واضحة في ظل المراوغة الايرانية و التحايل. لكن الذي يمكنه ان يحدد ما اذا كان هناك فعلا من ضربة حتمية هو الموقف الايراني من هذا التصعيد. اذ انّ الخطوات الدولية تتم بالتدريج لايصال رسالة الى ايران الى انّهم جادّين في التحرك و انّ عليها الاستجابة, و يمكننا في هذا الاطار ان نفسّر التحركات العسكري الأمريكية في الخليج و الحشودات الحاصلة على انّه اعداد لمرحلة جديدة تتطلب الانسحاب من العراق و التمركز على حدود الخليج بقوّة هائلة تتيح للولايات المتّحدة استرجاع قدرتها الردعية التي فقدتها عندما غرقت في العراق, و بالتالي استرجاع قوّة التأثير من خلال التهديد بالقوة و ليس من خلال استعمالها.
لكن اذا أخطأت ايران قراءة هذه التحركات الدبلوماسية و العسكرية الامريكية ,و وضعتها في خانة الاستعراض او استخفّت بجدّيتها و استمرت في ازدرائها كما يفعل أحمدي نجاد بعد كل عملية تصعيد أمريكية, فانّ الضربة ستكون حتمية في هذه الحالة.
اذا استمرت ايران في انكار استيعابها للرسائل التي تصل اليها من خلال التصعيد الدبلوماسي و العسكري, فهذا قد يلغي المفهوم الكلي لعملية الاحتواء المبكّرة التي تقوم بها امريكا, و عليه فان امريكا ستكون مضطرة –عبر السلوك الايراني- للانتقال الى مرحلة الردع و نقلها من الجانب النظري الى الجانب العملي من خلال توجيه ضربة عسكرية لايران. بهذا تكون ايران قد استجلبت لنفسها ضربة عسكرية عبر تقليص الخيارات الامريكية الى الصفر, و هنا تكون الحسابات الايرانية الخاطئة قد ادت الى حرب كارثية.
أبرز السيناريوهات العسكرية المطروحة لضرب ايران
بعد مطالعة عميقة و متابعة دقيقة لمراكز الدراسات الأمريكية و الاعلام الغربي بالاضافة الى المنشورات الرسمية الأمريكية فيما يتعلّق بالمعضلة النووية الايرانية و الخيار العسكري توصّلنا الى ابرز السيناريوهات المطروحة و التي من الممكن ان يتم اللجوء الى احداها عند تنفيذ أي ضربة عسكرية لايران و هي على الشكل التالي:
أولا: سيناريو TIRANNT الخاص بالبنتاغون
TIRANNT هو الاسم الكودي الذي يرمز الى العملية المعروفة باسم " Theater Iran Near Term", و هي عبارة عن خطّة وضعها البنتاغون في ايار من العام 2003, حيث أعدّ جنرالات ورجال استخبارات متقاعدون هذه الخطّة تحسبا لامكانية مواجهة ايران. فقد شرع الجيش الأميركي حينها في إجراء تحليل حول إمكانية الدخول في حرب شاملة مع إيران أطلق عليه TIRANNT، وتعني "المسرح الإيراني على المدى القصير"،و ترافق التحليل المذكور مع وضع سيناريو تجريبي لغزو تقوم به فيالق من "المارينز" لإيران، فضلا عن وضع نموذج يحاكي قوة إيران الصاروخية.
و تقوم هذه الخطّة بالاساس و التي كانت مجلّة "أتلانتك" اوّل من نشر معلومات دقيقة عنها في كانون اول من العام 2004, على ثلاث مراحل اساسية المرحلة هي:
1- الاولى تتمثل في ضرب معسكرات الحرس الثوري التي قالت الاستخبارات الاميركية انها تعرف مواقعهم, يليه اصدار بيان تبريري "لتدخّل الحرس الثوري في الشؤون العراقية".
2- المرحلة الثانية تتمثل في ضرب المفاعلات النووية عبر القصوف الجوي بطائرات "ستيلث" الشبح, و بصواريخ كرزو من البحر لتشمل 300 موقع، منها 125 موقعا لها صلة بالاسلحة النووية والكيماوية والجرثومية. على ان يتم ذلك بعد الاعلان عن انّ ايران تحدت الرأي العام العالمي فيما يتعلق ببرنامجها النووي, و لم تنفذ مطالب المجتمع الدولي.
3- المرحلة الثالثة تتمثل في ارسال قوات من الخليج والعراق واذربيجان وجورجيا و افغانستان لتحويل انظار الايرانيين وتطويقهم. ثم الزحف نحو ضواحي العاصمة طهران الذي قدر المسؤولون انه قد يستغرق نحو اسبوعين, على ان لا تتضمن الخطة دخول طهران.وقد تم تجريب الخطة من خلال المناورات العسكرية المشتركة بين القوات الأميركية والبريطانية على ضفاف بحر قزوين آنذاك. وخلال تلك المناورات لعب بوش دور القائد الأعلى للقوات الذي سيأمر بشن ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية.و بما انّ هذه الخطّة تقوم اساسا على عملية غزو برّي, فانّه يتم تحديثها بشكل دوري لتتلاءم مع التطورات الحاصلة في المنطقة, و قد قام البنتاغون بآخر تحديث لها في العام 2006 مركّزا على جانب القصف الجوي و العمليات الهجومية غير البريّة.
يقول "وليام آركين" المتخصص في الشؤون العسكرية في تقرير له نشر في الواشنطن بوست في نيسان من العام 2006: " ومنذ العام 2003 و الخطة تخضع لمراجعة دورية وتعديلات أساسية في ضوء المعلومات الجديدة حول أداء القوات الأميركية بعد الحرب على العراق. وبينما عكف مخططو القوات الجوية على صياغة خطط لغارات جوية تنفذ ضد قوات الدفاع الجوي الإيرانية، قام المخططون في البحرية الأميركية بتقييم الدفاعات الساحلية لإيران ووضع السيناريوهات اللازمة للسيطرة على مضيق هرمز في الخليج العربي. وقد تم وضع تقييمات دقيقة للسيناريوهات المختلفة التي تضمنتها الخطة العسكرية ضد إيران الرامية إلى تحديد الخيارات المحتملة للقوات الأميركية في حال شن حرب على إيران. وحسب مصادر عسكرية فقد عهد بهذه المهمة إلى الجنرال جون أبي زيد.
و من جانبها ركزت قوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز" اهتمامها على تخصصها الأصيل المتمثل في "الاجتياح عن طريق البحر". ففي أبريل 2003 نشرت قوات "المارينز" وثيقة سميت بـ"مفهوم العمليات" تشرح تفاصيل مناورة عسكرية ضد دولة وهمية، وتهدف أيضا إلى دراسة إمكانية نقل القوات من السفن والبوارج الحربية إلى السواحل لمواجهة عدو ما دون إقامة قواعد على السواحل. ورغم أن المناورات لم تسمِّ الدولة العدو بالتحديد واقتصرت على نعتها بدولة دينية ثورية اسمها "كارونا" تمتلك أسلحة دمار شامل، فإن الدولة المقصودة بدون شك هي إيران. بالإضافة إلى ذلك تم وضع دراسة أخرى ترمي إلى تقييم القدرات الإيرانية في مجال الصواريخ انطلقت في 2004 وتعرف باسم BMD-I. وفي هذه الدراسة قام مركز التحليل التابع للجيش الأميركي بتقييم أداء أنظمة الصواريخ الإيرانية و الأميركية وتحديد عدد الصواريخ التي يمكن لإيران أن تطلقها في حالة المواجهة العسكرية
TIRANNT هو الاسم الكودي الذي يرمز الى العملية المعروفة باسم " Theater Iran Near Term", و هي عبارة عن خطّة وضعها البنتاغون في ايار من العام 2003, حيث أعدّ جنرالات ورجال استخبارات متقاعدون هذه الخطّة تحسبا لامكانية مواجهة ايران. فقد شرع الجيش الأميركي حينها في إجراء تحليل حول إمكانية الدخول في حرب شاملة مع إيران أطلق عليه TIRANNT، وتعني "المسرح الإيراني على المدى القصير"،و ترافق التحليل المذكور مع وضع سيناريو تجريبي لغزو تقوم به فيالق من "المارينز" لإيران، فضلا عن وضع نموذج يحاكي قوة إيران الصاروخية.
و تقوم هذه الخطّة بالاساس و التي كانت مجلّة "أتلانتك" اوّل من نشر معلومات دقيقة عنها في كانون اول من العام 2004, على ثلاث مراحل اساسية المرحلة هي:
1- الاولى تتمثل في ضرب معسكرات الحرس الثوري التي قالت الاستخبارات الاميركية انها تعرف مواقعهم, يليه اصدار بيان تبريري "لتدخّل الحرس الثوري في الشؤون العراقية".
2- المرحلة الثانية تتمثل في ضرب المفاعلات النووية عبر القصوف الجوي بطائرات "ستيلث" الشبح, و بصواريخ كرزو من البحر لتشمل 300 موقع، منها 125 موقعا لها صلة بالاسلحة النووية والكيماوية والجرثومية. على ان يتم ذلك بعد الاعلان عن انّ ايران تحدت الرأي العام العالمي فيما يتعلق ببرنامجها النووي, و لم تنفذ مطالب المجتمع الدولي.
3- المرحلة الثالثة تتمثل في ارسال قوات من الخليج والعراق واذربيجان وجورجيا و افغانستان لتحويل انظار الايرانيين وتطويقهم. ثم الزحف نحو ضواحي العاصمة طهران الذي قدر المسؤولون انه قد يستغرق نحو اسبوعين, على ان لا تتضمن الخطة دخول طهران.وقد تم تجريب الخطة من خلال المناورات العسكرية المشتركة بين القوات الأميركية والبريطانية على ضفاف بحر قزوين آنذاك. وخلال تلك المناورات لعب بوش دور القائد الأعلى للقوات الذي سيأمر بشن ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية.و بما انّ هذه الخطّة تقوم اساسا على عملية غزو برّي, فانّه يتم تحديثها بشكل دوري لتتلاءم مع التطورات الحاصلة في المنطقة, و قد قام البنتاغون بآخر تحديث لها في العام 2006 مركّزا على جانب القصف الجوي و العمليات الهجومية غير البريّة.
يقول "وليام آركين" المتخصص في الشؤون العسكرية في تقرير له نشر في الواشنطن بوست في نيسان من العام 2006: " ومنذ العام 2003 و الخطة تخضع لمراجعة دورية وتعديلات أساسية في ضوء المعلومات الجديدة حول أداء القوات الأميركية بعد الحرب على العراق. وبينما عكف مخططو القوات الجوية على صياغة خطط لغارات جوية تنفذ ضد قوات الدفاع الجوي الإيرانية، قام المخططون في البحرية الأميركية بتقييم الدفاعات الساحلية لإيران ووضع السيناريوهات اللازمة للسيطرة على مضيق هرمز في الخليج العربي. وقد تم وضع تقييمات دقيقة للسيناريوهات المختلفة التي تضمنتها الخطة العسكرية ضد إيران الرامية إلى تحديد الخيارات المحتملة للقوات الأميركية في حال شن حرب على إيران. وحسب مصادر عسكرية فقد عهد بهذه المهمة إلى الجنرال جون أبي زيد.
و من جانبها ركزت قوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز" اهتمامها على تخصصها الأصيل المتمثل في "الاجتياح عن طريق البحر". ففي أبريل 2003 نشرت قوات "المارينز" وثيقة سميت بـ"مفهوم العمليات" تشرح تفاصيل مناورة عسكرية ضد دولة وهمية، وتهدف أيضا إلى دراسة إمكانية نقل القوات من السفن والبوارج الحربية إلى السواحل لمواجهة عدو ما دون إقامة قواعد على السواحل. ورغم أن المناورات لم تسمِّ الدولة العدو بالتحديد واقتصرت على نعتها بدولة دينية ثورية اسمها "كارونا" تمتلك أسلحة دمار شامل، فإن الدولة المقصودة بدون شك هي إيران. بالإضافة إلى ذلك تم وضع دراسة أخرى ترمي إلى تقييم القدرات الإيرانية في مجال الصواريخ انطلقت في 2004 وتعرف باسم BMD-I. وفي هذه الدراسة قام مركز التحليل التابع للجيش الأميركي بتقييم أداء أنظمة الصواريخ الإيرانية و الأميركية وتحديد عدد الصواريخ التي يمكن لإيران أن تطلقها في حالة المواجهة العسكرية
تعليق