شهادة باول تصيب أسواق الذهب بالحيرة . المعدن الأصفر للشراء أم للبيع؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شهادة باول تصيب أسواق الذهب بالحيرة . المعدن الأصفر للشراء أم للبيع؟



    XAUUSD - استمرت التقلبات الشديدة فى أسعار الذهب على مدار الأسبوعين الماضيين، مسجلة انخفاضات إلى ما دون مستويات 1,820 دولاراً للأونصة عطفاً على توقعات السوق حول رفع أسعار الفائدة. ومع ذلك، انتعشت الأسعار عقب اعلان بنك الاحتياط الفيدرالي عن رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، وهو أمر نادر الحدوث حسبما جاء بتصريحات "جيروم باول" رئيس بنك الاحتياط الفيدرالى. تعرضت أسعار الذهب لضغوط شديدة في الآونة الأخيرة، حيث مازال السوق يقيّم تصريحات بنك الاحتياط الفيدرالي المتشددة. ومع ذلك، فإن شهادة رئيس مجلس إدارة بنك الاحتياط الفيدرالي "باول" أمام مجلس الشيوخ الاسبوع الماضى جعلت السوق تعدل توقعاتها، وانتعشت أسعار الذهب قليلا بعد تلقى الصدمة.

    أدلى باول بشهادته أمام لجنة الخدمات المصرفية في مجلس الشيوخ، وانصب التركيز على تقرير السياسة النقدية نصف السنوي الذي تتوقع السوق أن يقدم مزيد من العلامات والدلائل حول السياسات النقدية المستقبلية لمجلس الاحتياط الفيدرالي بالإضافة إلى خطاب "باول" وتصريحاته التى تؤثر بشكل مباشر على تحركات الدولار والذهب.

    ألمح "باول" فى تصريحاته إلى أن استراتيجية بنك الاحتياط الفيدرالي بشأن رفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم قد تؤدي إلى الركود الاقتصادى، مضيفاً أن الفيدرالى الأمريكى لن يرغب أبدا في الوصول لهذه المرحلة، لكنها تظل احتمالاً قائماً، فى اشارة واضحة إلى أن توقعات بنك الاحتياط الفيدرالي الحالية بشأن حدوث هبوط ناعم للاقتصاد الأميركي قد تواجه عدة تحديات.

    تظل وتيرة رفع أسعار الفائدة في المستقبل مصدر قلق كبير للسوق. أكد "باول" أن بنك الاحتياط الفيدرالي يخطط لرفع أسعار الفائدة حتى يبدأ التضخم في الانخفاض مستهدفاً 2٪. كما أكد رئيس الفيدرالي استمرار السعى أملاً فى العثور على أدلة مقنعة على أن التضخم سينخفض في الأشهر المقبلة.

    أظهر بنك الاحتياط الفيدرالي استعداده لرفع أسعار الفائدة، إلى جانب توقعات بعض مسئولية وصانعى السياسة بالاستمرار في رفع أسعار الفائدة بوتيرة عنيفة، مما يمنح الدببة فى سوق الذهب فرصاً متعددة فى ظل استمرار سياسات بنك الاحتياط الفيدرالي في الضغط السلبى على أسعار الذهب. قال محافظ بنك الاحتياط الفيدرالي "والر" مؤخراً: "يجب محاربة التضخم بأي ثمن، وإذا كانت البيانات الاقتصادية تتماشى مع توقعات الفيدرالى، فسوف يدعم نفس رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماعه القادم في يوليو".

    كما صرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس "نيل كاشكاري" - بلهجة متشددة أيضاً - بأنه يدعم رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس من قبل بنك الاحتياط الفيدرالي في يونيو وقد يدعم خطوة أخرى في يوليو لرفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى.

    حولت تلك الخطابات المتشددة التكهنات السابقة للسوق بتوقع التباطؤ في رفع أسعار الفائدة، مما يعيد الذهب إلى وضع ضعيف، مع مزيد من الانخفاضات السعرية. نتيجة لذلك، ازدادت صعوبة تحديد التحركات السعرية للذهب سواء صعوداً أو هبوطاً. كما أدت إلى تفاقم تقلبات اتجاهات أسعار الذهب، مما جعلها تتقلب وتتحرك بشكل عرضى بين 1,800 دولار و 1,870 دولار للأونصة.



    مازال وضع التضخم في الولايات المتحدة قاتماً على الرغم من قيام بنك الاحتياط الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بشكل حاد بمقدار 75 نقطة أساس. يتوقع السوق أن يتراجع مؤشر أسعار المستهلكين من 8.6٪ في مايو. ومع ذلك، من المرجح أن يكون عند مستوى مرتفع يبلغ 8.3٪ ، في حين يعتقد بعض محللي السوق استمرار ارتفاع التضخم بأعلى من القيمة السابقة.

    بالإضافة إلى ذلك ، لم يتوقف السوق عن مناقشة اسباب التضخم المرتفع بشكل قياسي. تظهر أحدث الأبحاث أن حوالي الثلث فقط مدفوع بالطلب، وأن نصفه تقريبا يرجع إلى مشاكل في سلسلة التوريد. لنفترض أن جانب العرض يؤدي بشكل أساسي إلى التضخم. في هذه الحالة، من الممكن أن تؤدي سياسات التقشف العدوانية إلى خفض الناتج الاقتصادي إلى حد كبير مع خفض الأسعار، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من مخاوف تعرض الاقتصاد الأميركي للركود. ومع ذلك، إذا تباطأت أو توقفت سياسة رفع أسعار الفائدة في المستقبل ، فقد يستغرق انتظار تعافي العرض وقتا طويلا، على أن تستمر معدلات التضخم فى الارتفاع عن الوضع الحالى.

    لذا، قد يظل اتجاه أسعار الذهب متقلبا قبيل اجتماع الفيدرالى بشأن مناقشة سعر الفائدة الشهر المقبل. ومع ذلك ، لنفترض أن مزيد من المستثمرين في السوق قلقون بشأن الركود أكثر من أولئك الذين يتوقعون استمرار رفع أسعار الفائدة. في هذه الحالة، قد تكون هناك احتمالات إيجابية لانتعاش زخم أسعار الذهب مجدداً. حذر "باول" أيضا فى تصريحاته من مخاطر الركود الاقتصادى في المستقبل، مشيرا إلى أن مخاوف السوق ستؤثر بشكل كبير على عدد مرات وحجم رفع أسعار الفائدة في المستقبل. وفي الوقت نفسه، يجب على مستثمرى الذهب الانتباه إلى التغيرات في البيانات الاقتصادية الأمريكية لالتقاط إشارات التضخم في الوقت المناسب.
يعمل...
X