للحصول على أفضل توصيات الفوركس عبر التلغرام

انضم معنا

توالي ارتداد أسعار النفط من الأدنى لها في ثلاثة أشهر

ارتفعت العقود الآجلة لـ أسعار النفط خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتدادها للجلسة الثالثة من الأدنى له منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار الامريكي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الأربعاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط عالمياً والتي تتضمن الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة والذي قد يعكس فائض 2.9 مليون برميل وذلك بالتزامن مع فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية وقبل المؤتمر الصحفي لمحافظ الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في واشنطون.

وفي تمام الساعة 04:45 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط “نيمكس” تسليم آذار/مارس المقبل بنسبة 0.37% لتتداول عند مستويات 54.17$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 53.97$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند مستويات 53.48$ للبرميل.

كما ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” تسليم آذار/مارس 0.75% لتتداول عند 60.31$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 59.86$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت التداولات أيضا على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 59.51$ للبرميل، بينما ارتفع مؤشر الدولار 0.08% إلى 98.03 مقارنة بالافتتاحية عند 97.95، مع العلم، أن المؤشر اختتم تداولات الأمس عند 98.02.

هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل اقتصاد الأمريكي الكشف عن بيانات شهر كانون الأول/ديسمبر مع صدور قراءة الميزان التجاري للبضائع والتي قد توضح اتساع العجز إلى 64.5$ مليار مقابل 63.2$ مليار بالتزامن مع صدور القراءة الأولية لمؤشر مخزونات الجملة والتي قد تعكس ارتفاعاً 0.1% مقابل تراجع 0.1%، وصولاً للكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مبيعات المنازل القائمة والتي قد تظهر تباطؤ النمو إلى 0.5% مقابل 1.2%.

ويأتي ذلك بالتزامن مع فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح 28-29 كانون الثاني/يناير والذي المتوقع أن يتم من خلاله البقاء على أسعار الفائدة المرجعية قصيرة الآجل للاجتماع الثالث على التوالي عند ما بين 1.50% و1.75%، ووسط التطلع إلى فعليات المؤتمر الصحفي الذي سيعقده محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي باول عقب نصف ساعة من انقضاء فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية.

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا بالأمس التقرير التي تطرقت لكون منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها يعتزمون تمديد تخفيضات الإنتاج حتى حزيران/يونيو على الأقل، وأنهم يفكرون في التوسع في خفض الإنتاج في حالة انخفاض أسعار النفط أو تراجع الطلب العالمي بشكل موسع وسط القلق حيال فيروس كورونا وما له من تأثير على الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للطاقة عالمياً.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا بالأمس أعرب الرئيس الصيني شي جينبينج عقب لقائه مع مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم من أجل مناقشة كيفية احتواء فيروس كورونا ومنعه من التحول لوباء عالمي، عن كون بلاده قادرة على مكافحة انتشار الفيروس، وأن الصين تثق وتقدر على الفوز في هذه المعركة، وسط أفادته بأن الإجراء الأهم هو كيفية الوقاية منه ومكافحته، ما سيجعل المنظمة والمجتمع الدولي يقدمان تقييماً هادئاً وموضوعياً للفيروس.

وفي نفس السياق، فقد أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أدهانوم بدوره بالأمس عن ثقة المنظمة في قدرة الصين على احتواء انتشار فيروس كورونا وأن المنظمة تشجع الجميع على التحلي بالهدوء في الظروف الحالية وأنه لا حاجة لردود أفعال مبالغ فيها ولا لإجلاء المواطنين الأجانب من الصين، مع أفادته بأنه تمت الموافقة على إجراءات الحكومة الصينية لكبح انتشار الفيروس، وشكره للحكومة الصينية على جهودها المبذولة لمنع انتشاره.

هذا وتستمر عطلات رأس السنة القمرية الجديدة في الصين والتي تم تمديدها بواقع ثلاثة أيام حتى الثاني من شباط/فبراير المقبل وسط الجهود الرامية للحد من انشار فيروس كورونا الذي بدأ في مدينة ووهان الصينية والذي أودى بحياة أكثر من 132 شخص في الصين بالإضافة لكون هناك نحو ستة ألاف شخص أصيبت به بالتزامن مع توالي تأكيد العديد من البلدان العالمية على ظهور حالات مصابة بالفيروس التاجي بها خلال الآونه الأخيرة.

ويذكر أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود أعرب في مطلع هذا الأسبوع عن كون المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط لدى منظمة أوبك وعالمياً تراقب عن كثب تطورات الأوضاع في الصين ولما لها من تأثير على الاقتصاد الصيني وأساسيات سوق النفط العالمي، مع أفادته آنذاك بأن نفس “التشاؤم الشديد” الذي يصيب السوق حدث أيضا عام 2003 أثناء انتشار وباء فيروس سارس.

وذلك على “رغم أنه لم يتسبب في انخفاض كبير في الطلب على النفط”، موضحاً الأمير عبد العزيز بن سلمان أنه يشعر بالثقة من أنه سيتم احتواء الفيروس الجديد، ومضيفاً من خلال بيان له “التأثير الحالي على الأسواق العالمية، بما في ذلك النفط والسلع الأخرى، مدفوع في المقام الأول بالعوامل النفسية والتوقعات السلبية للغاية التي اعتمدها بعض المشاركين في السوق على الرغم من تأثيرها المحدود للغاية على الطلب العالمي للنفط”.

ونوه الأمير عبد العزيز بن سلمان الخميس الماضي لكون كل الخيارات متاحة في اجتماع أوبك وحلفائها المقرر عقده في آذار/مارس القادم، وأن من بين تلك الخيارات تعزيز الإنتاج النفطي مجدداً، ويذكر أن أوبك وحلفائها أقروا في اجتماعهم الأخير في مطلع كانون الأول/ديسمبر التوسع في خفض الإنتاج النفطي بواقع 500 ألف برميل يومياً من 1.2 مليون برميل يومياً إلى 1.7 مليون برميل يومياً وذلك حتى نهاية آذار/مارس المقبل.

وفي سياق أخر، فقد أعربت المؤسسة المالية جولدمان ساكس الأسبوع الماضي ضمن مذكرة لها إن فيرس التاجي الذي نشأ في مدينة ووهان بالصين، قد يؤدي إلى انخفاض الطلب العالمي للنفط بواقع 26 ألف برميل يومياً خلال العام الجاري 2020، وأن وقود الطائرات قد يمثل نحو ثلثي ذلك التراجع، وأنه من المرجح تراجع أسعار النفط بنحو 2.9$ للبرميل نتيجة لذلك الأمر.

ويذكر أن المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول نوه الأسبوع الماضي في مقابلة له مع تلفزيون بلومبيرج على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي 2020، أن أسواق النفط لا تزال هادئة لكون العالم مغمور بالخام الذي يأتي بشكل أساس من الولايات المتحدة، وجاء ذلك في أعقاب أفادت الحكومة الأمريكية مؤخراً بأن الإنتاج النفطي الأمريكي ارتفع إلى مستوى قياسي جديد عند 13 مليون برميل يومياً.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 3 منصات إلى إجمالي 676 منصة خلال الأسبوع المنقضي في 24 من هذا الشهر، موضحة ثاني ارتفاع أسبوعي لها على التوالي، الأمر الذي ساهم في ارتفاع الإنتاج الأمريكي للنفط لمستوى قياسي جديد مع مطلع العام الجاري 2020.