الغلطة الأولى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الغلطة الأولى

    في البداية أحب أن أشير إلى أن هذه القصة بما فيها من أحداث ..ومتغيرات ..مازالت أحداثها مستمرة إلى يومنا الحالي ..وأريد أن أذكركم قبل بداية القصة أننا لا نتحدث في هذه القصة عن ملاك أنما نتحدث عن بشر قابل للخطأ والتسرع ولكن يبقى أن الله منح الإنسان فرصة الوقوف عن الخطأ ولكن أحيانا لا يتوفر ذالك للبعض ..كما في هذه القصة

    بطلت قصتنا (شجون) لهذا اليوم فتاة تسكن في المنطقة الشرقية تجاوز عمرها العشرين عاما بقليل وكما هو في عرف الجزيرة العربية أن هذه السن تعتبر حرجة لكثير من الفتيات اللاتي لم يرتبطن بينما في نفس الوقت شجون تعتبر فتاة ذات سيرة عملية ناجحة فهي أدارية ناجحة في عملها في قطاع التعليم وصلت لمنصب عالي في فترة قصيرة جدا ..لا تستطيع شجون آنذاك أن تنكر رغبتها في الزواج من شاب محترم ذو أخلاق ودين ومن عائلة محترمة ولكن ما كان يشغل بالها كثيرا هو صعوبة الحصول على مثل تلك المواصفات لا سيما أن من تقدموا لها في الغالب ممن هم اقل منها مستوى تعليميا و مهنيا فكان هذا الآمر يشكل لها بمثابة الرعب ..فهي تسمع من كثير من زميلاتها ممن يمرون بمثل تلك الظروف يعانين من حياة زوجية صعبة ومشاكل زوجية عصفت بهدوء الحياة الزوجية ...مما اضطر بعضهن إلى ترك العمل والبعض الآخر تدهور مستوى عملهن بشكل ملحوظ ..فآوت شجون إلى الهدوء والتوكل على الله في مسالة الزواج وعمدت إلى إراحة بالها من تلك المسألة بشكل نهائي ...

    وبالفعل استمرت شجون مكرسة حياتها لعملها ومن ثم عائلتها ..إلى أن حدث تغير مثير في حياتها ..بينما كانت ذات مساء خارج المنزل في زيارة لإحدى صديقاتها ..فوجئت بهاتفها الخلوي ..يرن ويظهر لها رقم لم تكن تعرفه ولكن المثير أنه رقم مميز مما يدل على أن صاحبه غالبا ذو مستوى عالي الشأن ردت شجون على هاتفها لتفاجأ بصوت شاب يسألها بكل هدوء واحترام ..عن شخصية معينة فأجابته بان الرقم خطئ ..ويعتذر الشاب بكل لطف ويغلق الخط ..لم يكن هذا الأمر بشيء يثير الاهتمام ولكن بعد دقائق بسيطة تفاجىء بطلة قصتنا بنفس الرقم يتصل عليها وتجيب على مكالمته بكل هدوء وتفهمه من جديد بأن الرقم خاطىء ولكن

    الشاب: عفوا لو سمحتي هل هذا الرقم حصلتي عليه مؤخرا ..يعني لو سمحتي ممكن أعرف منذ متى هذا الرقم يخصك..

    شجون: يا أخي قلت لك بأن الشخص الذي تسأل عنه ليس له علاقة بهذا الرقم هذا رقمي من زمان يعني لم اشتره من أحد أفهمت ؟؟

    الشاب: عفوا لكن كنت أكلم عليه صديقي طلال منذ فترة يعني آخر مرة كلمته قبل شهرين

    شجون : أتمنى أن تتأكد من رقم صديقك في المرة القادمة الآن عن أذنك سوف أغلق الخط

    وبالفعل أغلقت شجون الهاتف .. لتفاجأ بعد بضعة دقائق بنفس الرقم يتصل ...

    شجون: أنت شكلك إنسان لعاب مستهتر قلت لك ألف مرة هذا رقمي وليس رقم طلال أرجوك ألا تتصل مرة أخرى ..

    الشاب: أولا أنا لست شاب مستهتر .حاولت أن أتأكد من الرقم فنسيت إنني غيرت هاتفي منذ أيام وكنت قد خزنت رقم طلال هناك ..فأردت أن اعتذر لك هذه كل المسألة ..لكن أنتي أسأتي فهمي ..

    شجون: اعذرني على عصبيتي ولكن أرجوك بما أنك تأكدت الآن أن لا تعاود الاتصال بي ..لا أريد أن تسبب لي مشاكل

    الشاب: هل أنتي متزوجة ...يعني ممكن زوجك يرد على هاتفك

    شجون: بأي صفة تسألني ثانيا لست متزوجة .ولكن اقصد أهلي فأنا لا أخفي عنهم أي شيء

    الشاب : اعذريني ولكن أردت أن اعبر لك عن أسفي الشديد ...وأريدك أن تعرفي من أنا ..كي لا تتوقعي أني شاب مستهتر ..أنا الأمير بندر........................... اسكن في مدينة الرياض ..

    شجون: تشرفنا ..ولكنني لست مهتمة بمن تكون فلن أقيم معك علاقة

    الشاب : يبدو أنك مستاءة من الشباب بشكل عام ..هل يمكن أعرف السبب

    شجون: يا محترم ألا تلاحظ أنك تتدخل فيما لا يعنيك ..لقد عرفت أن هذا الرقم لا يخص صديقك ..طلال فماذا تريد

    الشاب: أرجوك أنا أعرف الشباب هنا في بلدنا معظمهم من المستهترين ..لكنني لست كذالك لا أقولها مدحا في نفسي أنما قد يكون هذا لتربيتي فانا قد عشت خارج المملكة معظم فترات حياتي .وعدت قريبا من الولايات المتحدة بعد أن أنهيت دراستي الجامعية وصدمت بالواقع الذي نعيشه في المملكة ..شباب طائش وفتيات مستهترات لدرجة شديدة في الغرابة..

    شجون: معك الكثير من الحق فلا تستطيع أن تتصور كم من المعاكسات ترد على هاتفي يوميا مع انني لا أعاملهم إلا بالقسوة ولكن الأعداد تتزايد ...لدرجة أنني توقعت انك احدهم

    الشاب : اها أنا أعذرك على كل ما تفعلينه معهم ...هل تعلمين قبل أن أعود إلى البلاد كنت أتمنى وأفكر كيف سوف أستطيع التعرف على فتاة تفهمني وافهمها وتحبني وأحبها ومن ثم ارتبط بها..ولكن مع هذا الوضع المزري اشك في صعوبة هذا الأمر وانه أصبح من المستحيلات

    شجون: لا لا يجب أن تقول كذا يجب عليك أن تتفاءل وليس أن تسلم نفسك للتشاؤم سوف تستطيع أنشاء الله أن تتعرف على فتاة ذات خلق ..وتجد فيها كل المواصفات التي كنت تحلم بها أعرف كثير من صديقاتي اللاتي تزوجن عن قصة حب ويعشن الآن حياة زوجية سعيدة

    الشاب:اشك في ذالك كثير من فتيات هذا الوقت أصبحن مستهترات وماديات بشكل مخيف

    شجون: ماذا أنت بالتأكيد تمزح صحيح إن هناك فتيات كذالك ولكن الأكثرية والمشكلة هي من الشباب المستهتر ..الذين لا يتركون أي فتاة في حالها.

    الشاب: لا أدري سوف تصدقين أم لا ولكنني مما عشته ورأيته في الغربة صرت أميل إلى التعرف إلى فتاة أحبها وتحبني وأن ننهي علاقتنا بالزواج ولكن هل تتوقعين أني سوف أوفق خصوصا أني لست أميل إلى المعاكسات في الأسواق صدقيني أنا لا أقول هذا مدحا في نفسي ولكن تلك الحقيقة

    شجون: يبدو من كلامك أنك إنسان لطيف وأتمنى من الله أن يعطيك على قدر نيتك الصافية ...صدقني إذا كنت صادقا في ما تقول فكل بنت ذات خلق سوف يشرفها التعرف عليك والارتباط بك

    الشاب : مثلا هل أنتي توافقين على أن أتعرف عليك ..وإذا ما حصل بيننا تفاهم أن تنتهي علاقتنا بالارتباط

    شجون: بصراحة هذا طلب غريب ..كيف تريد التعرف إلى وأنت لا تعرف عني أي شيء لا تعرف كم عمري ..ولا وضعي الاجتماعي ولا أي شي آخر

    الشاب: هذا ما قلته لك سابقا اعطنا فرصة للتعرف ،يجب علينا أن لا نستعجل الأحداث أتمنى أن لا ترفضين طلبي

    شجون: بصراحة أنت أحرجتني كثيرا بطلبك ..صدقني لم أتعود قط في حياتي أن أقيم علاقة بشاب ولو كانت بهدف شريف كما تقول ثانيا أنا فتاة كبيرة في السن عمري تجاوز الثلاثة وعشرين عاما ..وكم يبدو من صوتك فعمرك لا يتجاوز العشرون عاما

    الشاب : أولا عمري 21 ثانيا وأن كنت أكبر مني في السن بقليل فهذا ليس عيبا ..فانا لست رجعيا بأفكاري عمي كذالك متزوج من امرأة تكبره بثلاثة أعوام ..عموما إذا كنت أضايقك فأنا اعتذر عن طلبي بس أتمنى أن تدركين أن ما قلته سابقا من إيجاد فتاة ذات مواصفات رائعة في بلدنا صعبة جدا لان جميعهن سوف يقلن كما قلتي لي إذن لا مناص من الزواج التقليدي أو عدم الارتباط أساسا

    شجون: أرجوك أن تقدر وضعي أنا لا أتخيل أني اكلم شخص هاتفيا وهو لا يمت إلى بأي صفة ، لا اقبل الفكرة من أساسها ارفض التفكير بها صدقني ستجد فتاة غيري ...

    الشاب : هذا بالتأكيد سوف يكون ضربا من الخيال ..ثانيا أريد أن تعلمي أنني لم أكن في أي يوم من الأيام على علاقة بفتاة باستثناء أيام دراستي الجامعية خارج المملكة العربية السعودية وكانت علاقات ذات طابع دراسي فقط وقد تتوقعين أنني أجاملك ولكنني أحسست بكثير من الارتياح إليك ..وأعجبت كثيرا بعقليتك ولكنني يجب أن أتقبل قرارك فلا مناص أن هذا هو الواقع المر هنا

    شجون: أرجوك لا تحملني ذنبا فانا كما قلت لك لا أحب مثل تلك الأمور صدقني سوف تجد كذا فتاة أكثر من رائعة ومناسبة لك أنا اكبر منك ثانيا أنا لا أعرفك ولا أنت تعرفني

    الشاب: كما قلت لك أنا الأمير بندر ........اسكن في الرياض الآن وعمري 21 وأعمل في شركة والدي مدير للتسويق تأثرت كثيرا بنزعة والدتي المتدينة لست ككثير من أقراني وأبناء عائلتي بالعكس أنا جاد جدا ..أتمنى الارتباط بأسرع شكل ممكن واعتقد أنني وجدت شريكة المستقبل ...

    شجون: إذا كما تقول فلماذا لا تتقدم إلي إذن أنا مستعدة أن أعرفك على عائلتي ولكن هل سوف تتقدم

    الشاب :من دواعي سروري ولكن ماذا كنا نقول منذ قليل .. ما الفرق بين هذا الزواج والزواج التقليدي أرجوك أعطيني فرصة بضعة أيام فقط نتعرف فيها على بعضنا البعض ...

    وبالفعل وافقت شجون واشترطت أن تكون العلاقة في بداية الأمر مقتصرة على مكالمة هاتفية واحدة فقط في اليوم وأن تقتصر فقط على هدف التعارف ..واستمرت العلاقة وجرى ما لم يكن بالحسبان فقد استطاع بندر أن يغريها أما بكلامها الرومانسي أو الحديث عن صفاتها وعشقه وجنونه بها كما استطاع أن يسيطر على تفكيرها وأصبحت هي كذالك تبادله العشق وتعلقت به بشكل كبير لدرجة أنها أصبحت تحادثه على الهاتف كلما وجدت فرصة لذالك ولم تعد تهتم بان رقمه سوف يظهر في فاتورة هاتفها الجوّال ..بل تعد الأمر كذالك أصبح هو الذي يبتعد عنها وهي التي تعلقت فيه لدرجة كبيرة ..وفي أحد الأيام جرت هذه المكالمة ..

    شجون: بندر ألا تظن أن فترة شهرين كافية لأن تأخذ فكرة كاملة عني ..أو أنت لم تعجب فيني أريد منك أن تجيبني بكل صراحة

    بندر: بالعكس يا حبيبتي أنا أتمنى أن يأتي ذالك اليوم بأسرع مما تتصورين ولكن هناك قليل من الظروف والمشاكل التي أمر بها فتلك والدتي المريضة ترقد في أحدى المستشفيات وظروف أبي المادية فلشركتنا ديون لم يتم تحصيلها من تجار متلاعبون

    شجون : أرجوك يا بندر أن تعطيني وقت محدد لكي تتقدم لي فيه أريد أن أعرف ما هو مصيري معك

    بندر: حبيبتي صدقيني أني أتمنى ذالك اليوم الذي يجمعنا فيه بيت واحد وإذا على الوعد فأنا أعدك متى ما خرجت أمي من المستشفى سوف نتجه أنا ووالدي إلى المنطقة الشرقية كي نتقدم لخطبتك ماذا تريدين أكثر من ذالك يا حبيبتي ولكن أريد أن اسمع ضحكتك الجميلة .

    شجون: هل أعتبر هذا وعد يا بندر سوف أنتظرك بفارغ الصبر.

    بندر: بالتأكيد يا حبيبتي ولكن هناك طلب صغير ..أريده منك ..سوف أكون في عطلة هذا الأسبوع في المنطقة الشرقية من اجل تحصيل ديون والدي من بعض التجار هناك ..وأريد أن أراك والتقي بك .

    شجون: لا يا بندر أرجوك لم أتوقع منك أن تطلب مني هذا الطلب في يوم من الأيام أين وكيف ..وماذا لو رآنا شخص ما ..هل تريد فضيحتي .

    بندر: أرجوك يا حبيبتي أن تقدري وضعي أنا أريد أن التقي بك وأجلس بك أنت تعلمين تماما أنني أود الارتباط بك ولست من الشباب اللذين يتسلون بالفتيات ..ثانيا كيف فسوف أكون في فندق............ وسوف نلتقي في بهو الفندق في قسم العائلات سوف نتناول وجبة خفيفة أو كوب من القهوة وهذا كل ما في الأمر

    شجون: وما أقول لأهلي أين سأذهب أنت تعرف جيدا أن خروجي من المنزل قليلا وغالبا ما يكون معي مرافق من أهلي ..

    بندر: يا حبيبتي صدقيني أنك تستطيعين القدوم ولكن إذا حاولتي ذالك ..قولي أنك سوف تذهبين إلى السوق كي تلتقين بصديقتك ومن السوق بإمكانك أن تأخذي سيارة أجرة ..إلى الفندق ..أرجوك أن تفعلي ذالك من أجلي لا تتصورين مدى شغفي وجنوني بك ورغبتي الملحة لرؤيتك أرجوك أن تفعلي هذا من أجل حبنا

    وبالفعل حدث ما خطط له بندر وذهب إلى المنطقة الشرقية والتقى بشجون في بهو الفندق لمدة نصف ساعة .. بعدها عاد إلى محادثتها والتغزل بها من جديد ..وأصبح لمدة أسبوعين يتحدث لها عن عم تصديقه لرؤيته لها على الطبيعة والالتقاء بها .وهي كذالك باتت تخبره أن أجمل لحظات عمرها عندما كانت بالقرب منه ..وهذا ما أغرى بندر بأن يكرر طلبه بأن يلتقي بها في كل فرصة ممكنة إلى موعد الخطبة ورغم رفض شجون المبدئي إلا أن حديثها عن سعادتها بلقائه أصبح ضدها ..مما جعل موقف شجون يبدو ضعيفا لو رفضت مقابلته ..واستمرت الحال بمعدل كل أسبوعين يلتقيان وتنوعت الأماكن فلم تعد تقتصر فقط على بهو الفندق بل تعدت ذالك إلى مطاعم فخمة ..وأماكن عامة أخرى ..وفي إجازة عيد الأضحى ..اخبر بندر شجون بأنه اجبر أصدقائه بالعدول عن السفر إلى خارج البلاد واستدال ذالك بالذهاب إلى المنطقة الشرقية من أجل خاطر شجون...وكان المقابل أنها سوف تقابله يوميا ...ورغم رفضها إلا أنها رضخت للأمر الواقع ..وثاني يوم من تواجده في المنطقة الشرقية توجهت شجون لزيارته في بهو الفندق ولكنها اخبرها بأنه مصاب بالأنفلونزا ولن يتسطيع مغادرة الفراش وهنا أخبرته بأنه سوف تغادر الفندق وترجاها أن، تصعد قليلا إليه في غرفته ..لأنه مشتاق لها جدا ورفضت شجون ذالك بشدة إلا أنه ترجاها بعنف و اخبرها انه أصدقائه قد ذهبوا إلى البحرين ولن يعودوا إلا المساء وهو يريدها فقط أن تكون بقربه في مرضه ..واستمرت شجون بالرفض واستمر بندر بالإلحاح وحلفها بحبهم أن تصعد وان تقف عند باب الغرفة وان لا تدخل وبالفعل ذهبت شجون ..وعندما وقفت عند باب الغرفة لكي تسلم عليه ثم تذهب فوجئت به في حالة متعبة ومزرية وهو يترجاها بأن تجلس بقربه على الفراش قليلا ولم تستطع هي مقاومة خوفها وقلقها الشديد عليه ..و بالفعل دخلت حجرته وأغلقت الباب عليهما ..وما أن دار بينهما الحديث قليلا إلى أن انتهى الأمر بانهما ارتكبا الجريمة الشنعاء ...ولم تعي شجون لذالك إلا بعد ما فوات الأوان ..وأما بندر فقد استطاع أن يحبك مسرحيته بكل نجاح ..غادرت شجون الفندق وهي في حالية نفسية منهارة لم تكن تعي أين تذهب وماذا سوف تعمل وكيف سمحت لنفسها أن تفعل ذالك ..وصلت إلى بيتها وهي منهارة تماما ولزمت حجرتها ليوم كامل أما الطرف الآخر فكان كالبطل المنتصر فقد استطاع أن يخدع البنت بكل سهولة لدرجة لم يتوقعها هو شخصيا ..ولم يكترث بحالة شجون عندما غادرت الفندق ..وفي اليوم التالي وشجون في حالتها الصعبة اتصل على هاتفها الجوّال شخص لا تعرفه اخبرها بأنه صديق للمدعو بندر وان اسمه الحقيقي هو حمد وأنه ليس بأمير أو نحو ذالك إنما هو شاب تافه لم يكمل المرحلة الثانوية وسبق له أن عمل بكذا وظيفة أما يطرد منها لسوء سلوكه أو لعدم التزامه وهو حاليا يعمل في وظيفة في شركة براتب لا يتجاوز 3000 ريال لا أكثر .. واخبرها أن قدومه السابق إلى المنطقة الشرقية لم يكن لغرض العمل أنما للقائها أو للذهاب إلى المنطقة الشرقية ..كما أخبرها أن حمد يتعاطى الخمور بل ماهو أدهى من ذالك انه قد كان له ملف في مكافحة المخدرات ..وعندما حاولت شجون إسكاته واتهامه بأنه كذاب اخبرها بأنه وحمد أصدقاء ..وان ما ينطبق على حمد ينطبق عليه بل ما هو أكثر من ذالك أن حمد اخبرهم بما جرى عصر أمس مع شجون وقال لنا أنه فعل ما كان يخطط له منذ فترة ..هنا انهارت شجون وانفجرت بالبكاء لدرجة كادت أن تصل بها إلى الموت ولم تجد بد من الاتصال ببندر أو حمد ..أو أيا كان لكي تطلب منه أن يستر عليها لقد كان في بال شجون أن لا تخبره بما أخبرها صديقه عنه ..ورغم محاولات حمد للتهرب من شجون وعدم الرد على مكالماتها إلا أنه اضطر أن يجيب عليها لأنها لم تكن تكف عن الاتصال به ...

    شجون: بندر أرجوك أن تتقدم لخطبتي والزواج مني فورا وان تستر علي أرجوك

    حمد: أولا لست ببندر ولست بأمير أنا شاب على قد حالي واسمي حمد وما كان بيينا تسلية لا أنكر أني أحببتك ولكن الفرق الذي بيننا كان دائما أمام عيني

    شجون: أتوسل إليك أن تستر علي ..أليس لك أخوات هل ترضى أن يحدث لهم ما حدث لي..بامكانك أن تتزوج مني ثم تطلقني بعد فترة ولكن أرجوك أن تستر علي .أتوسل إليك. ..ارحمني

    حمد: صدقيني أنتي فتاة جميلة .وأتمنى الارتباط بك ولكن ظروفي لا تسمح فأنا شبه مفلس لا أملك أي قرش في البنك ..فكيف تطلبين مني أن نتزوج كيف أتقدم لأهلك وأنا على هذه الحال

    شجون: إذا كان المانع هي الظروف المادية فلا تقلق أنا ادخرت بعض المال وسوف أتكفل بكل نفقات زواجنا ..وما قد نحتاجه أكثر من ذالك فسوف يتحمله أهلي ماذا تريد أكثر من ذالك؟

    حمد: وماذا عن ما بعد الزواج ..صدقيني راتبي الشهري لا يفي بمصاريف بيت صدقيني أنا لا أتهرب ولكن تلك الحقيقة

    شجون: هل نسيت أنني اعمل ولله الحمد راتبي جيد وسوف أقوم بمساعدتك ..حمد ماذا جرى لك الم تعد تحبني أم كنت فقط تتسلى معي

    حمد: بالعكس لم أحب وأشعر بالحب سوى معك ولكنني أريد أن أضع الصورة الكاملة أمام عينيك وسوف أقبل لما تقررين ولكن لا تعودين لتوبخيني وتطلبي مني ما هو فوق قدرتي

    شجون: أنا مقدر لكل شيء تقوله ..وموافقة عليه لست مطالب بشيء أكثر من انك تتقدم إلى

    وبالفعل تقدم حمد للخطبة والزواج من شجون وهذا ما تم في الصيف الماضي وكانت كل النفقات والمصاريف على شجون وعائلتها .. ولكن لم تنتهي مشاكل شجون عند هذا الحد ..فاضطرت شجون بعد الصيف للانتقال إلى مدينة جدة بسبب ظروف العمل ولأن راتب شجون يعتبر أكثر من ضعفي راتب زوجها حمد فقد اضطر حمد للقبول بانتقالهم إلى مدينة جدة ..بل توفرت له ظروف كي ينفرد ويتسلط على زوجته شجون كيف لا وهي بعيدة عن أهلها وليس لها من يعينها ..بل حتى أن أهلها لم يرحبوا كثيرا بالزواج من حمد إلا للظروف التي حصلت لشجون والتي لم يعلم بها سوى أختها وأمها ..في جدة عاشت شجون ..أشبه بالمأساوية بل هي قمة المأساة ..فراتبها الشهري استولى عليه حمد وأنفقه على ملذاته من المسكرات والإدمان ..ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوز هذا إلى الإهانات والضرب المبرح يوميا بمناسبة أو بدون مناسبة ..والحبس في المنزل وقفل الباب عليها ..ووصل بحمد الطغيان أن سلبها من هاتفها الجوال كي لا تتحدث إلى أهلها ..وأصبح يستخدم هاتفها في مكالماته ومعاكساته الهاتفية ..لدرجة أن فاتورتها الشهرية وصلت ما يتجاوز 7000 ريال وفوق هذا كله يعايرها بأنه سلمت له شرفها وأنها فتاة ساقطة وأنه ستر عليها .....وبحكم عملها استطاعت شجون أن تحصل على بطاقات هاتفية مدفوعة القيمة كي تكلم شققيها ..وتكلم بعض صديقاتها ..شجون في حيرة من أمرها لأنها تتوقع أنها لو حاولت اللجوء إلى أهلها فسوف يوبخونها كما تخشى أن يقوم حمد بفضح الحقيقة أمام والدها وأشقائها وعندئذ سوف تكون في مأزق حقيقي ...شجون حاليا تدور في دوامة دفع ثمن غلطة ..أو تحمل المزيد من الغلطات والسقطات والإهانات ..فهي لم تعد تأمن على عمرها مع زوج مستهتر مدمن ..ثمل معظم الوقت لا يرى فيها سوى الدجاجة التي تبيض ذهبا ....الحياة معه لم تعد تطاق ..فأن هي صبرت يوما أو أسبوعا أو شهرا فكيف ستتحمل بقية العمر معه ..

    حاليا حمد متورط في قضية تزوير أوراق رسمية وسرقات مالية ومطلوب لدى أكثر من جهة ..وزارة الداخلية وشركة الاتصالات السعودية ..والحقوق المدنية ..ومن المتوقع أن يتم سجنه قريبا ولكن السؤال هل سوف تطلق منه شجون أم لا وكيف ستعود إلى حياتها السابقة

    هذه القصة بكل تفاصيلها واقعية وتم تغير أسماء الشخصيات حفاظا على الخصوصية ..كل التفاصيل نقلت إلي عن طريق شقيق صديقة شجون.

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

    " أحبُّ الناس إلى الله تعالى أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ تدخله على مسلمٍ "

    sigpic

    إذا لم تجد عدلاً في محكمة الدنيا فإرفع ملفك إلى محكمة الآخرة فإن الشهود ملائكة والدعوة محفوظة والقاضي هو أحكم الحاكمين




  • #2
    رد: الغلطة الأولى

    شكرا على القصه

    تعليق

    يعمل...
    X