المعادن الثمينة ترفض الاستسلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المعادن الثمينة ترفض الاستسلام

    بيانات سلبية جداً من الولايات المتحدة الأمريكية يوم أمس أظهرت انكماشاً ملموساً في مبيعات البضائع المعمّرة سبب اعتقاداً بأن الطلب على المعادن و السلع سوف ينخفض بشدّة. بعد ذلك، ظهرت بيانات مطالبات العاطلين عن العمل بإيجابية واضحة أعطت آمالاً باستمرار النمو الاقتصادي الأمريكي مما خفف القلق تجاه التباطؤ الاقتصادي الدولي إلى حد مما قلل الطلب على الأصول الآمنة. ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية و الأوروبية يوم أمس كان سبباً لأن نرى أيضاً اتجاهاً من أسواق المعادن الثمينة نحو أسواق الأسهم مما سبب عمليات جني أرباح في أسواق المعادن الثمينة.
    الارتفاع الكبير الذي شهده سعر الفضة، و كذلك تحقيق الذهب لسعر قياسي جديد يوم أمس عند مستوى 1448.10 دولار للأونصة كان كافياً لبعض المتداولين لأن يجنوا أرباحهم للاتجاه مجدداً نحو أسواق أخرى فيها فرص استثمارية و مضاربية. هذا كان سبب الانخفاض الذي تحقق على الذهب و الفضة. فيما البلاتين، فقد استحثّت بيانات البضائع المعمّرة الأمريكية التي أظهرت انكماشاً مقداره 0.9% موجة بيع على البلاتين خصوصاً و نحن نرى انخفاضاً ملموساً في إنتاج السيارات في العالم بسبب الكوارث التي تعرّضت لها اليابان.
    خلال تداولات نيويورك يوم أمس، و بعد الارتفاع الحاد و الكبير الذي تحقق في كل من سعر الذهب و الفضة، عادت المعادن لانخفاض قوي سبب إغلاق الذهب على انخفاض مقداره 0.54% عند سعر 1430.80 دولار للأونصة بعد أن حقق السعر القياسي المشار له. بالنسبة لسعر الفضة، فقد أنهى التداولات بانخفاض مقداره 0.67% و أغلق سعر الأونصة تداولات نيويورك عند مستوى 37.17 دولار للأونصة، لكن بعد أن حقق سعر الفضة الأعلى له عند مستوى 38.17 دولار للأونصة كأعلى سعر له يوم أمس و هذا المستوى هو الأعلى منذ أكثر من 30 عاماً مضت.
    بالنسبة للبلاتين، فقد أغلق على حيادية تامة عند مستوى 1753.00 دولار لكن بعد أن انخفض من مستوى 1768.00 دولار للأونصة. يبدو أن البلاتين استطاع مقاومة موجة البيوع يوم أمس لأنه لم يتعرّض لطلبات مضاربية كبيرة كما حصل في الذهب و الفضة و اقتصر الانخفاض من الأعلى الذي تحقق يوم أمس على بيوع من قبل المتداولين القلقين تجاه وضع الاقتصاد الدولي.
    لكن، نرى بأن المعادن الثمينة ما زالت تقاوم الضغوط السلبية. عوّض سعر الفضة هذا اليوم جميع خسائر يوم أمس فيما الذهب قلّص معظم خسائره. بالنسبة للبلاتين، فقد انخفض اليوم خلال الجلسة الآسيوية في ظل القلق من الانخفاض الكبير المتوقع في إنتاج السيارات اليابانية. المعادن الثمينة ترفض الاستسلام لتأثيرات الأسواق المالية السلبية على المعادن، أهم هذه التأثيرات هي انخفاض سعر برميل النفط الحاد الذي حصل يوم أمس.
    رغم أننا شهدنا ضغوط سلبية على أسواق السلع أيضاً، لكن السلع بشكل عام استطاعت الاحتفاظ في بعض إيجابيتها. أغلق مؤشر s&p gsci تداولات يوم أمس على ارتفاع مقداره 2.55 نقطة عند مستوى 719.08 نقطة و كذلك ارتفع مؤشر rj/crb للسلع بمقدار 1.45 ليغلق عند مستوى 358.48 نقطة. و هذا ما يشير إلى أن أسواق السلع بشكل عام استطاعت أن تحافظ على بعض الإيجابية حتى مع الانخفاض الذي شهدته قبل نهاية جلسة نيويورك.
    يتداول سعر الذهب اليوم على ارتفاع، و نرى بأن سعر الذهب يتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1435.10 دولار للأونصة الواحدة بارتفاع مقداره 0.30%، كذلك سعر الفضة يتداول الآن على ارتفاع مقداره 1.13% عند مستوى 37.59 دولار للأونصة الواحدة. بالنسبة للبلاتين هذا اليوم، فنراه يتداول الآن حول مستوى 1746.00 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 0.40%. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 03:38 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 07:38 بتوقيت غرينتش ).
    حقائق عديدة في الأسواق المالية الدولية تدعم الطلب على الذهب و الفضة، و البلاتين نرى محدودية في الضغوط السلبية عليه إذ أنه يشهد أيضاً طلباً بين الحين و الآخر. الانخفاض الكبير المحتمل في أداء الاقتصاد الدولي و الذي قد يكون سبباً في إدخال العديد من الدول في الركود أو الانكماش مجدداً، و كذلك ارتفاع مستويات التضخم في العديد من الدول إلى قيم كبيرة أسباب تدفع المتداولين لطلب الذهب و الفضة كملاذ آمن و تدفع المضاربين أيضاً للمضاربة و الاستثمار في السعر السوقي في الذهب و الفضة. التوتّر السياسي الذي يشتد في الشرق الأوسط يعتبر أيضاً سبباً لأن نرى اتجاهاً نحو أسواق المعادن الثمينة كملاذ آمن. في المحصّلة، الطلب على أسواق المعادن الثمينة مستمر ما يجعل المعادن تقاوم التأثيرات السلبية التي تنشأ بين الحين و الآخر إثر ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي أو انخفاض سعر برميل النفط أو توقعات انخفاض الطلب الاستهلاكي عليها و هذا يجعلها لا تستلم لقوى العرض عندما تحصل في الأسواق.
يعمل...
X