بعض الأمور تعتبر كنوزا بالنسبة للبعض, لكنها لا تعني شيئا للبعض الآخر , هذا ما سنلاحظه عند إصدار بيانات الميزان التجاري اليوم, قراءة شهر أغسطس و على الرغم من أنها في شهر الاضطراب الذي حدث في الأسواق المالية إلا أنه من المتوقع أن تظهرا تقلصا في العجز التجاري الكبير, ضعف الدولار مقابل العملات يعتبر هو السبب الأساسي و الميزة التي تحظى بها صادرات أمريكا.
من المتوقع أن نرى العجز قد تقلص في شهر أغسطس إلى 58.7 بليون دولار, من الشهر السابق عند 59.2 بليون, لقد هبطت قيمة الدولار أمام العملات الأخرى, و سجل مستويات تاريخية أمامهم, مما أعطى للصادرات الأمريكية ميزة و سوقها عالميا, الأمر الذي حرك عجلة الإنتاج في الاقتصاد, و هو ما يفسر التحسن بالناتج المحلي الإجمالي و بقراءات التصنيع. و قد رأينا جميعا أثر هذا الصعود في الصادرات على بيانات الناتج المحلي في الربع الثاني.
الصادرات و الواردات تظهر تراجعا كما نرى التراجع بأداء المستهلكين و مستويات الاستهلاك، و هو ما يعني أن شبح الركود يتربص الاقتصاد الأمريكي ولكن لم يصل إلى مرحلة الهجوم، و من جانب آخر سيبقى الاهتمام منصبا على الفجوة مع الاقتصاد الصيني، و الأهم هي مستويات النفط المرتفعة و المسجلة أعلى قيمها منذ الأزل و التي تدعو إلى السيطرة على فجوة أوبك خوفا من الوقوع فيها.
و اليوم في انتظار بيانات تعداد العاطلين عن العمل الأسبوعي و الذي لا نتوقع أن يختلف كثيرا من 317 ألف في الأسبوع الماضي إلى 316 ألف. عدد لا باس به من البيانات الاقتصادية من المتوقع أن يتم الإعلان عنها اليوم، في حين الاهتمام ينصب على بيانات مبيعات التجزئة غدا، فلننتظر حتى ذلك الحين
تعليق