شرح اسم الله المتكبر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح اسم الله المتكبر

    شرح أسماء الله الحسنى
    13- المتكبر
    14 -الكبير
    المعنى اللغوى :
    الكبر: التعاظم والتعالي والترفع، والكبر والتكبر بمعنى واحد.
    والكِبَرُ: الشيخوخة أي ضد الصغر، والاستكبار الامتناع عن قبول الحق معاندة ، والكبر أو الكبرياء تعنى العظمة أو العلو والرفعة ، وكبّر قال الله أكبر .
    معنى اسم الله الكبير : العظيم الجليل ذو الكبرياء في صفاته وأفعاله فلا يحتاج إلى شيء ولا يعجزه شيء (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)الشورى 11
    معنى اسم الله المتكبر: المتكبراسم فاعل للموصوف بالكبرياء وهو المتعالي عن صفات الخلق المتفرد بالعظمة والكبرياء ، فلا عظمة ولا كبرياء إلا لذاته وكل الخلق له عبيد وهو العظيم القاهر لعتاة خلقه والذي تكبر عن كل سوء وعن ظلمهلخلقه و تكبر عن قبول الشريك والولد وأن يشرك في العبادة غيره .
    وعلى هذا يشمل معنى المتكبر والكبير :
    1-
    الذي تكبر عن كل سوء وشر وظلم .
    2-
    الذي تكبر وتعالى عن صفات الخلق فلا شيء مثله .
    3-
    الذي كبر وعظم فكل شيء دون جلاله صغير وحقير .
    4-
    الذي له الكبرياء في السموات والأرض أي : السلطان والعظمة .

    ورودهما في القرآن :المتكبر في القرآن الكريم: جاء مرة واحدة في أواخر سورة الحشر فيقوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) الحشر24وأما اسم الله الكبير فقد ورد خمس مرات :
    قوله تعالى (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)الرعد9
    و (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هوالباطل وأن الله هو العلي الكبير)الحج62
    و (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير)لقمان30
    و (ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذافزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير)سبأ 23
    و( ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك بهتؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير)غافر12

    معنى الله أكبر :
    قال العلَامة "ابن عثيمين"رحمه الله (في الشرح المممتع في باب صفةالصلاة)تـنـبـيـه: زعم بعضُ العلماء أن معنى «الله أكبر»: اللهكبير، ولكن هذا زعمٌ ضعيف جدًّا؛ لأن كلَّ إنسانٍ يعرفُ الفَرْقَ بين كبيروأكبر.

    صحيحٌ أنَّ الله تعالى سمَّى نفسَه {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}لكن معنى «أكبر» غير معنى «الكبير»، فهم فَرُّوا مِن المفاضلةبينالخالق والمخلوق، ولكن هذا الفرار الذي فروا منه أوقعهم في شرٍّ ممَّا فَرُّوا منه،أوقعهم بأن يأتوا بوصف لو أخذنا بظاهره لكان المخلوق والخالق سواء.

    وهذا نظير تفسيربعضهم قول الله: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ}القلم7
    قالوا: هو عالِمٌ؛ لأنك إذا قلت: أعلم اقتضى مفضَّلاً ومفضَّلاً عليه!!
    فيُقال: وما المانع أن يكون الله أعلَمُ مِن كلِّ عالِم؟
    لكن لو قلت: الله عالِمٌأتيت بلفظ لا يمنع المشاركة؛ لأنك تقول: الله عالِمٌ، وفلان عالِمٌ، وأيُّهما أبلغفي الوصف؛ أن تأتيَ بلفظٍ يمنعُ المشاركةَ وهو الأفضلية المطلقة، أو بلفظ لا يمنعالمشاركة ؟الجواب: الأول هو الأفضل، والله يقول عن نفسه: الله أعلَمُ فكيفتقول: اللَّهُ عالِمٌ؟ هذا فيه شيء مِن نقص المعنى.

    إذاً؛ نقول: "الله أكبر"اسمُ تفضيلٍ على بابه، وحُذف المفضَّل عليه ليتناول كلَّ شيء، فهو أكبر مِن كلِّشيء عزَّ وجلَّ وهكذا يُقال في "أَعْلم".اهـ

    فكلمة " الله أكبر " معناها أن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء في هذا الوجود، وأعظموأجل وأعز وأعلى من كل ما يخطر بالبال أو يتصوره الخيال.
    " الله أكبر " أبلغ لفظ يدل على تعظيم الله تعالى وتمجيده وتقديسه، الله أكبر كلمة جمعت الخير ففيها الشهادة لله تعالى بأنه أكبر من كل شيء وأنه سبحانه أجل من كل شيء وأنه تعالى أعظم من كل شيء.
    فهو الكبير في ملكه ، الكبير في رحمته ، الكبير في عطائه ، الكبير في غناه ،الكبير في بسطه ، الكبير في عزه ، الكبير في عفوه .
    وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حينما دعاه إلى الإسلام: يا عدي ما يفرك؟ – أي: ما الذي جعلك تهرب وتفر؟
    يا عدي ما يفرك -أيفرك أن يقال: لا إله إلا الله؟ فهل تعلم من إله إلا الله؟ يا عدي ما يفرك؟ أيفرك أن يقال: الله أكبر؟ فهل من شيء أكبر من الله؟.
    إن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث يبين لنا على ماذا تقوم دعوته، إنها تقوم على إفراد الله تعالى بالعبادة وتعظيمه جل وعلا فالله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء ذاتاً، هو سبحانه وبحمده أكبر من كل شيء قدراً، هو جل وعلا أكبر من كل شيء معنىً وعزة وجلالاً . اهـ رواه أحمد الكبرياء لله وحده :عن أبي هريرة قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم(العز إزاره والكبرياء رداءه فمن ينازعني عذبته ) أخرجه مسلمومعناه : أن العظمة والكبرياء صفتان لله سبحانه ، اختص بهما ، لا يجوز أن يشاركه فيهما أحد ، ولا ينبغي لمخلوق أن يتصف بشيء منهما ، وضُرِب الرِّداءُ و الإزارُ مثالاً على ذلك ، فكما أن الرداء والإزار يلتصقان بالإنسان ويلازمانه ، ولا يقبل أن يشاركه أحد في ردائه وإزاره ، فكذلك الخالق جل وعلا جعل هاتين الصفتين ملازمتين له ومن خصائص ربوبيته وألوهيته ، فلا يقبل أن يشاركه فيهما أحد .
    وإذا كان كذلك فإن كل من تعاظم وتكبر ، ودعا الناس إلى تعظيمه وإطرائه والخضوع له ، وتعليق القلب به ، فقد نازع الله في ربوبيته وألوهيته ، وهو جدير بأن يهينه الله غاية الهوان ، ويذله غاية الذل .
    وعن ابن عمر رضي اللهانه قال :قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَالْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)الزمر

    قال: يقول الله عز وجل: أنا الجبار،أناالمتكبر،أنا الملك،أنا المتعال،يمجد نفسه. قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرددها حتى رجف بهالمنبر،حتى ظننا انه سيخر) رواه احمد بسند صحيح
    الكبرياء صفة كمال لله وصفة نقص للعبد:
    يقول الشيخ الشعراوي : (باختصار من كتابه شرح أسماء الله الحسنى )
    الكبر من صفات المدح للخالق وصفات الذم للمخلوق ، فالعبد الذي يتكبر إنما يتكبر على العباد بلا مقتضى ولا سند ؛ فالناس سواسية كأسنان المشط مهما اختلفت درجاتهم،فاختلاف الدرجات والرتب لا يخرج أحدا عن كونه إنسانا ، وكلنا في هذا الوصف سواء،وهو اختلاف لا يجعل أحدنا أعظم من أخيه ، لأنه اختلاف لا فضل لنا فيه ، إذ مرجعهإلى إرادة الله عز وجل وحكمته التي ذكرها في قوله تعالى : ( أَهُمْ يَقْسِمُونَرَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِالدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمبَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) الزخرف 32
    إن الآيةالكريمة صريحة في أن الله عز وجل رفع بعضنا فوق بعض درجات ، فلا فضل لنا إذن في ذلك،وإن قال أحد : إنما أوتيته على علم عندي ، فإننا نقول له إن علمكوعملك أيضا هبة من الله عز وجل ، وقد أراد سبحانه بهذا التفاوت أن يجعل كلا منامسخرا للآخر .
    ولا يظن أحد أن هذا التفاوت يتنافى مع العدل الإلهي ، ومن يظنذلك فإننا نقول له إنك فهمت الآية فهما خاطئا ، لأن الله سبحانه وتعالى لم يقسمعباده قسمين .. قسم مسخر ، وقسم مسخر ، بل جعل كلا منا مسخر ومسخر في آن واحد،فالذي يعمل في تسليك المجاري ودورات المياه مسخر للطبيب والمهندس وغيرهما ، وفي نفسالوقت فإن الطبيب والمهندس وغيرهما مسخرون لخدمة عامل المجاري .. بل إن ما يبذلهعامل المجاري في عمله وما يرقيه من عناء لا يمثل مثقال ذرة مما عاناه الطبيب أوالمهندس من الكد والعناء طوال سنوات الدراسة وتحصيل العلم الذي يمكنه من أداءالخدمة التي يؤديها لهذا العامل .

    . فالكل إذن مسخر ومسخر وفقا لمعنى الآيةالسابقة ، ومن أسباب التفضيل أيضا قوله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْخَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْفِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)الأنعام 165

    وهذه حكمة أخرى لتفاوت الدرجات ألا وهي الابتلاء ؛ فالغنى مثلا يبتلي فيما أوتي منسعة الرزق .. هل سيخرج زكاة ماله ويؤتي الصدقات أم يكنز الأموال ؟

    والفقير يبتلى هلسيصبر على ضيق ذات اليد .. أم يعترض ويسخط ؟

    وهكذا الشأن في سائر النعم والنقم !!
    فإذا كان التفاوت بين العباد حادثا بإرادة الله عز وجل ولحكمته ؛ وليس لنا فيه فضل؛فإنه لا يصح أن يتصور أحدنا أنه أعظم أو أكبر من أخيه ؛ ومن يتصور ذلك فهو متكبر؛والتكبر في حقه صفة ذميمة ؛ لأنه أراد أن يصف نفسه بما ليس لها ، فمهما أوتيالإنسان من زينة الدنيا فهو إنسان وهو عبد الله عز وجل ، ولن تخرجه ممتلكاته عن هذاالوصف ، وقد أوضح لنا الحق جل وعلا موقفه من المستكبرين من خلقه وأوضح لنا جزاءهميوم القيامة فقال سبحانه : ( الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِيسَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) غافر60
    وقال عز وجل : ( وَالَّذِينَ كَذَّبُواْبِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَاخَالِدُونَ)الأعراف 36


    وقد مدح الله عز وجل عباده الذين لا يستكبرون عن عبادته فيالعديد من الآيات القرآنية منها قوله تعالى : (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَاالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْوَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) السجدة15


    أما المتكبر كاسم من أسماء الله عز وجل وصفةمن صفاته ، فإنه من مقتضيات الكمال الإلهي المطلق ، وهو لا يعني أن الحق تباركوتعالى يتكبر على عباده كما يفهم السطحيون ، وإنما يعني أنه جل وعلا عظيم بذاتهومتعالي فوق عباده بحكم كونه الخالق الموصوف بصفات الكمال المطلق وبحكم كونهمالمخلوقين من العدم والقائمين به عز وجل ولا قيام لهم بدونه.
    والحديث عنالصفات الإلهية دون فهم معناها يوقع في الخطأ الجسيم والضلال المبين .
    وقد سمعنا منقبل مقولة أحد المستشرقين :
    (أنه في الوقت الذي تصف فيه عقيدتنا السمحاء الخالقبالتواضع المطلق فإن الإسلام يصفه بالكبرياء المطلق )

    وهذا القول إن دل على شيءفإنما يدل على جهله بمفهوم الصفات الإلهية في الإسلام ، فمفهومه للتكبر والتواضعبالنسبة لله عز وجل كمفهومة للتواضع والتكبر بين الناس ، وشتان بين هذا وذاك.
    إن العلاقة بيننا وبين الله عز وجل فيما يتعلق بالتكبر والتواضع هي أن الحقتبارك وتعالى هو المتكبر أي العظيم بذاته والمتعالي بذاته ونحن المتواضعون له فإذاأردنا أن نتكبر على بعضنا البعض أو عليه عز وجل فقد خرجنا على مقتضى التواضع الذيهو صفة لصيقة بنا وهذا محرم شرعا , وقد قال جل وعلا في الحديث القدسي : (الكبرياء ردائي والعظمة إزاريفمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار )

    التواضع لا يليق بالله جل وعلا :
    التواضع في حق الله عزوجل خروج على مقتضى العظمة الذاتية والعلو الذاتي له جل وعلا ، وهو تكلف غير جائزعلى الله تبارك وتعالى ، وإن جاز أن يوصف إنسان بأنه متواضع فإنه لا يجوز أن يوصف الله عزوجل بهذا الوصف لأن التواضع في اللغة من الضعة وهي الدنو ، والدنو يليق بالمخلوقولكنه لا يليق بالخالق عز وجل المتصف بصفات الكمال المطلق .ا.هـ
    وللتوضيح أقول : إن الإنسان يتواضع لمن هو مثله في الرتبة لكن لا يقال مثلا فلان متواضع مع بهائمه !!! وإنما يقال رحيم ببهائمه .

    فالله سبحانه بالناس رؤوف رحيم لكن لا يوصف بالتواضع ، فهو الكبير المتكبر .
    ونلاحظ في القرآن اقتران اسم الله الكبير بالعلى والمتعال كما في قوله تعالى (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)الرعد9
    و (وهو العلي الكبير)سبأ 23
    أما المتكبر من البشر فهو حقير مهين وما أروع وصف بعض السلف للمتكبر بقوله (مثل المتكبر كرجل في شاهق جبل يرى الناس صغارا ، ويرونه صغيرا )
    آثار الإيمان بهذين الاسمين :
    1- إن الله أكبر من كل شيء وأكبر من أن يعرف وأن نحيط به علماً ، ولذلك نهينا أن نفكر في ذاته لأننا لن ندرك ذلك بعقولنا القاصرة وفي الحديث (تفكروا في آلاء الله ، و لا تفكروا في الله عز و جل) حسنه الألباني

    وقد وقعالفلاسفة في ذلك وحاولوا أن يدركوا كيفية وماهية ربهم بعقولهم فتاهوا وضلواولم يجنوا سوى الحيرة والتخبط والتناقض فيما سطروه من الأقوال والمعتقدات .
    2- إذا علم العبد أن ربه هو المتكبر فذلك يولد علما ويقينا راسخا أن الله عز وجل أعلى وأجل وأرفع من كل شيء ،فالتكبر لا يليق إلا به سبحانه وتعالى ، وصفة السيد التكبر والترفع وأما العبد فصفته التذلل والخشوع والخضوع .

    3- الكبر ينافي حقيقة العبودية:
    وأول ذنب عُصي الله به هو الكبر ، وهو ذنب إبليس حين أبى واستكبر وامتنع عن امتثال أمر الله له بالسجود لآدم ، ولذا قال سفيان بن عيينة : " من كانت معصيته في شهوة فارجُ له التوبة ، فإن آدم عليه السلام عصى مشتهياً فغُفر له ، ومن كانت معصيته من كِبْر فاخشَ عليه اللعنة ، فإن إبليس عصى مستكبراً فلعِن "
    فالكبر إذاً ينافى حقيقة العبودية والاستسلام لرب العالمين ، قال سبحانه :{سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } الأعراف 146 ، وقال سبحانه :{إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين }( غافر 60)
    وثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) .
    والكبر هو خلق باطن تظهر آثاره على الجوارح ، يوجب رؤية النفس والاستعلاء على الغير ، وهو بذلك يفارق العجب في أن العجب يتعلق بنفس المعجب ولا يتعلق بغيره ، وأما الكبر فمحله الآخرون ، بأن يرى الإنسان نفسه بعين الاستعظام فيدعوه ذلك إلى احتقار الآخرين وازدرائهم والتعالي عليهم ، وشر أنواعه ما منع من الاستفادة من العلم وقبول الحق والانقياد له ، فقد تتيسر معرفة الحق للمتكبر ولكنه لا تطاوعه نفسه على الانقياد له كما قال سبحانه عن فرعون وقومه : {
    وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا }(النمل 14)

    ولهذا فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - الكبر بأنه بطر الحق : أي رده وجحده ، وغمط الناس أي : احتقارهم وازدراؤهم .
    4- من تواضع لله رفعه :


    والصفة التي ينبغي أن يكون عليها المسلم هي التواضع ، تواضعٌ في غير ذلة ، ولينٌ في غير ضعف ولا هوان ، وقد وصف الله عباده بأنهم يمشون على الأرض هوناً في سكينة ووقار غير أشرين ولا متكبرين ، وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    ( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ) .
    وقدوتنا في ذلك أشرف الخلق وأكرمهم على الله نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم - الذي كان يمر على الصبيان فيسلم عليهم ، وكان في بيته في خدمة أهله ، يخصف نعله ، ويرقع ثوبه ، ويحلب الشاة لأهله ، ويأكل مع الخادم ، ويجالس المساكين ، ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتهما ، ويبدأ من لقيه بالسلام ، ويجيب دعوة من دعاه ولو إلى أيسر شيء ، وكان طلق الوجه ، متواضعاً في غير ذلة ، خافض الجناح للمؤمنين ، لين الجانب لهم ، وكان يقول:
    ( ألا أخبركم بمن يحرم على النار ، أو بمن تحرم عليه النار ، على كل قريب هين سهل ) رواه الترمذي





    فتح حساب فوركس اسلامي معنا المميزات و الخطوات

  • #2
    رد: شرح اسم الله المتكبر

    الله اكــــبر

    تعليق

    يعمل...
    X