الذهب و ذهب الفقراء، بداية الأسبوع بانخفاض في الأسعار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الذهب و ذهب الفقراء، بداية الأسبوع بانخفاض في الأسعار

    انخفض سعر الذهب خلال تداولات يوم الجمعة الماضي في جلسة نيويورك فيما شهدت أسعار ذهب الفقراء – الفضّة- ارتفاعاً. لو نظرنا إلى مؤشر الذهب/فضة و هو المؤشر الذي يقيس نسبة تغيّر سعر الذهب إلى الفضة، لوجدنا أن المؤشر يتداول عند أدنى مستوى له منذ شهر تشرين الثاني/أكتوبر من عام 1983. إن هذا المؤشر يشير إلى أن سعر ذهب الفقراء ارتفاع بشكل كبير مقارنة في سعر الذهب الأصفر و هذا ما يضيف تأكيداً على جاذبية الفضة لعديد من الجهات.
    ارتفع سعر الفضة خلال تداولات نيويورك يوم الجمعة الماضي بمقدار 0.40% فيما انخفض سعر الذهب مقدار 0.04%. أغلق سعر أونصة الفضة تداولات الأسبوع الماضي عند سعر 37.32 على ارتفاع ملموس من مستويات حول 35.34 دولار للأونصة الواحدة و اكتسب بذلك حوالي دولارين. بالنسبة للذهب، فقد ارتفع فعلاً خلال تداولات الأسبوع الماضي عامة، لكن الارتفاع كان قليلاً مقارنة في ارتفاع سعر الفضة حيث ارتفع سعر الذهب من مستوى 1424.00 و أنهى التداول عند مستوى 1430.00 في نيويورك مكتسباً حوالي 6 دولارات أي ما يعادل 0.4% بينما استطاع سعر الفضة اكتساب حوالي 5.6% بالتقريب.
    نلاحظ الفرق الشاسع بين حركة الذهب و الفضة، و هذا يدل على أننا أمام اتجاه كبير نحو الفضة و على الأرجح هو اتجاه من قبل المضاربين. المضاربة تتجه إلى الأصول الأكثر تحرّك في السعر السوقي عندما نتحدّث عن مضاربة و استثمارات في السعر السوقي. خلال تداولات هذه السنة، شهدنا ارتفاعاً كبيراً في سعر الفضة استطاع أن يدفع في سعر أونصة الفضة الأسبوع الماضي إلى مستوى 38.15 دولار و هذا المستوى هو الأعلى منذ حوالي 31 عاماً مضت.
    بنظرة إلى تداولات هذا اليوم، سوف نجد بأن أسواق المعادن الثمينة تداولت بسلبية، و نرى افتتاح الأسبوع تأثّر في ارتفاع سعر صرف الدولار. بالرغم من أن كل من سعر الذهب و الفضة قاوم ارتفاع سعر صرف الدولار الأسبوع الماضي، إلا أننا نرى الآن و كأن كلاهما انهار أمام عناد الدولار في التمسّك في مكاسبه. من جهة أخرى، ساعد الانخفاض في سعر برميل النفط من مستويات فوق 106.00 دولار نحو مستوياته الحالية قرب 105.00 دولار على أن نشهد تجاوباً في أسعار المعادن الثمينة مع ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي.
    هذا اليوم، نرى سعر الذهب يتداول حول مستوى 1423.10 دولار للأونصة الواحدة، و بذلك يتداول حالياً بانخفاض مقداره 0.50% من إغلاق نيويورك يوم الجمعة الماضي. بالنسبة لسعر الفضة، يتداول الآن بانخفاض مقداره 0.94% عند مستوى 36.97 دولار للأونصة الواحدة. البلاتين انخفض هذا اليوم بشكل أكبر من كل من الذهب و الفضة و يتداول حالياً حول مستوى 1729.00 دولار بانخفاض مقداره 1.09%. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 02:51 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 06:51 بتوقيت غرينتش)
    عادت المخاوف لتضرب في المتداولين في آسيا بعد استمرار الظروف الجيولوجية المتوتّرة في اليابان إلى جانب عودة القلق من الأزمة النووية فيها و هذا ما يدفع البلاتين للتداول بسلبية وسط توقعات انخفاض الطلب عليه بتأثير من انخفاض إنتاج السيارات في اليابان و تبعات انخفاض أداء الاقتصاد الياباني أو ركوده على الاقتصاد الدولي ككل. من جهة أخرى، نرى بأن أزمة الشرق الأوسط السياسية أصبحت مقلقة أكثر مع مظاهرات في سوريا و توتر شديد فيها و كذلك مع تصاعد التوتر السياسي في ليبيا، هذا قد يكون تأثيره إيجابي على المعادن الثمينة، لكن لأن ذلك يقلل أداء اقتصاديات الشرق الأوسط قد نرى المعادن الثمينة المرتبطة في الصناعة أهمها البلاتين تشهد ضغوطاً سلبية واضحة.
    الطلب على المعادن الثمينة على شكل ملاذ آمن قد يكون موجوداً فعلاً، لكن نرى حالياً بأن الذهب ما زال يتداول في مستويات 1400.00 دولار و هي مستويات أسعار مرتفعة. تشير تقارير إلى أن الكثير من صناديق التحوّط و الجهات الاستثمارية الكبيرة تمتلك احتياطيات هائلة من الذهب، و منذ عام 2004، شهدت المحافظ ازدياداً مضطرداً في كميات الذهب و بالتأكيد مثل هذه المحافظ لا تتملّك الذهب كاحتياطي ملاذ آمن أو لتغطية مخاطر تقلّب أسعار الصرف أو احتمالات ارتفاع التضخم، بل على ما يبدو فهذه الجهات تمتلك الذهب كاستثمار في السعر السوقي.
    الفضة تجتذب المضاربين أكثر من الذهب، و هذا ما يؤكده مؤشر سعر الذهب إلى الفضة، و الفضة التي تعرف بذهب الفقراء تحرّكت بشكل هائل و كبير في الاتجاه الصاعد محققةً ارتفاعاً من مستويات 8.48 دولار للأونصة الواحدة في 2008 إلى مستويات 38.15 الأسبوع الماضي و هذا الارتفاع يزيد كثيراً عن الارتفاع الذي شهده سعر الذهب خلال نفس الفترة مما يوضح لنا حقيقة اتجاه قوى مضاربة هائلة للفضة.
    السؤال الذي يطرح نفسه الآن، متى سوف يكتفي المضاربون؟ متى سوف نرى عمليات جني أرباح حقيقية في السوق؟ منذ عام 2004 لم نشهد عاماً من الذهب و قد حصل فيه جني أرباح، و لم نشهد للفضة أي عمليات جني أرباح حقيقية. و هنا يبدأ القلق الفعلي، هل سوف نشهد موجات متتالية من جني الأرباح؟
    حالياً، تبدو ملامح اتجاه هابط في أسعار المعادن الثمينة قد تكون سبباً لان نرى فعلاً تصحيحاً هابطاً هذا الأسبوع، لكن في نفس الوقت لا تبدو حتى الآن ملامح مقدار هذا الاتجاه الهابط المحتمل بل يجب أن نرجع هذا الاتجاه الهابط في الوقت الراهن إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي و انخفاض سعر برميل النفط إلى جانب بعض الاتجاه السلبي الذي تتخذه الأسواق المالية إثر القلق على وضع الاقتصاد الدولي ككل.
يعمل...
X