قصة قصيرة...غواية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة قصيرة...غواية

    غواية
    ****

    في كل حلم تراه يظل الكرسي فارغاً بجانبها وهي ترتدي فستانها الأبيض, كان عزاؤها الوحيد أن يظل الكرسي فارغاً حتى النهاية بانتظاره هو فقط لا غير .
    الآتي يهددهما بفراق, والماضي يهددهما بنسيان, والحاضر جملة احتمالية لم يعرفا قراءتها بعد.
    مرقت تلك الأفكار أمامها كشريط فيلم سينمائي وهي ترسم على صفحة الماء صورته التي اختارت هي أن تراه عليها,حين أخذ الماء يسور و يمور لينفلق عن الوحيد الذي لا ظل له, سألها:
    -أنت التي كنت تعزفين كل ليلة عند الساقية القديمة؟
    تغلب رعشتها والخوف وتجيب:
    -نعم, أنا التي تجاوزت محرماتك, وعزفت اللحن الممنوع هنا كل ليلة بانتظار خروجك .
    تمنت أمنيتها الأخيرة وهي تعبر القنطرة التي تصل طرفي الساقية العريضة المكللة بالأحراش لتدخل باحة البيت ومنه الى الغرفة التي تحتفظ فيها بمكتبتها .
    خطر لها أمر غريب حين حاولت تذكر الأمنية التي تمنتها عند الساقية, و وعد ذاك الذي يسكن الساقية منذ الأزل بأن يحققها لها, سألت صاحبها الذي بدا عليه أنه لم يكل من طول ما قرأته:
    - أ أنت حقاً هنا؟ أمير أحلامي؟ من ورق؟!!
    تجعدت جبهته مصدرة صوتاً كما لو كنت تطوي جريدة الصباح لتقرأ الصفحة الفنية الأخيرة ...
    -أ كنت حقأً تظن أنني قد أحتمل فراقك لحظة واحدة؟! لقد كنت أتمنى فقط أن أعيش بين جوانحك في نهاية المطاف .
    في لحظة ما دوى انفجار رهيب هز أعطاف المكان, و انتشرت الحرائق في كل جانب تلتهم كتبها التي دفنتها مع أميرها الى الأبد .
    بعد أيام قيل إن الذين كانوا هناك ساعة الجريمة رأوا صخرة تتحرك في المكان الذي كانا يجلسان فيه, لتخرج من تحتها طيارة ورقية تلاعب ألسنة اللهب للحظات, ثم تحلق عالياً في الفراغ, لتستقر أخيراً في قاع الساقية القديمة التي تمنت عندها آخر الأمنيات .
    sigpic
يعمل...
X