مداعبة باكستان الجهادية القاتلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مداعبة باكستان الجهادية القاتلة

    أن يُعثر على أُسامة بن لادن ويقتل في مخبأ على مرمى البصر من كلية الأركان العسكرية الباكستانية أمر صادم، لكنه ليس بالمفاجئ. لقد حدث ذلك من قبل بشكل شائن، عند القبض على خالد شيخ محمد، رئيس العمليات في حادث 11/9، الذي ألقي القبض عليه قبل نحو ثمانية أعوام في مدينة فيها حامية عسكرية، هي روالبندي، وهو يعيش جنباً إلى جنب مع كبار جنرالات باكستان.

    كفى تعني كفى. المداعبة التي تجري مع جهادية بعض جنرالات باكستان وقادة الاستخبارات ينبغي أن تنتهي. ولا شك أن ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، لم يكن دبلوماسيا في تموز (يوليو) الماضي، عندما ألمح إلى أن عناصر من المؤسسة العسكرية والاستخبارية الباكستانية كانوا ''بوجهين'' في التعامل مع جماعات الإرهاب. لكنه في الواقع كان محقا.


    فبعدما أصبحت باكستان محور الدعم الأمريكي للجهاد ضد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان في الثمانينيات، باتت مُدمنة كذلك على مفهومين توأم غير متجانسين للحرب و''العمق الاستراتيجي''. فبضعة آلاف من الجهاديين يحرجون نصف مليون من الجنود الهنود في ولاية كشمير المتنازع عليها، ورعاية باكستان للميليشيات الإسلامية في أفغانستان تعمل على منع الهند من إبعاد خنجر في ظهرها على الجبهة الغربية.


    لكن الجنرالات غذّوا وحشاً يمكن أن ينتهي به الأمر إلى أن يبتلعهم.


    لاشكار إي طيبة (عسكر طيبة)، تمت رعايتها في الأصل كي تقاتل في كشمير، وشبكة حقاني في شمال وزيرستان، هي القاتلة أكثر ضمن عشرات من الجماعات الجهادية العاملة في باكستان. الأولى هي التي شنت هجوم 2008 في مومباي، والأخيرة هي التي سهلت لانتحاري قتل سبعة من ضباط ''سي آي أيه'' في خوست عام 2009.


    وكلاهما لديها صلات مع القاعدة، وكلاهما لديها صلات مع وكالة الاستخبارات الباكستانية. إنه سر معروف. وفض هذه الصلات الآن قضية مُلحة لباكستان وللعالم العريض.


    إن موت ابن لادن يفتح الباب أمام احتمال ابتعاد طالبان الأفغانية عن القاعدة والسعي من أجل حل سياسي للحرب في أفغانستان. لكن باكستان لن تنفطم عن إدمان تحريك الصنائع الجهادية ما لم تحدث ثلاثة أشياء ـــ كلها ضرورية لإنهاء الحرب الأفغانية.


    ينبغي أولا الإقرار بهواجس باكستان الأمنية المشروعة في أفغانستان، فالهند تستخدم هذا البلد للعمل ضد إسلام أباد، خاصة في بلوشستان. وينبغي حدوث انفراج في العلاقة مع الهند ويجب إيجاد حل لمشكلة كشمير، ففي غياب الحل لا أمل في تغيير نظرة جنرالات باكستان المتشددين.


    أخيراً وليس آخراً، ينبغي أن تدرك نخبة باكستان العسكرية والسياسية قبل فوات الأوان، أنها تقامر بمستقبل البلاد.
يعمل...
X