هل يقدم الجمهوريون الفوز إلى رئيس يمكن هزيمته؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل يقدم الجمهوريون الفوز إلى رئيس يمكن هزيمته؟

    بالمعدل الذي نشهده حاليا، يتوقع أن تكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2012 صراعاً جباراً بين شاغل فاشل للمنصب ومتحد غير قابل للانتخاب. ومع بقاء أقل من عامين على الانتخابات، أطلق أوباما سباق الرئاسة في الأسبوع الماضي ظاهرياً بالحديث عن الميزانية، لكنه كان في الحقيقة يختبر القبول برسالته المعادية للجمهوريين. وكان انطلاق الجمهوريين من علامة بدء السباق أبطأ. وسيكونون بحاجة إلى التحرك، لكن التأخير أمر مفهوم، كونهم يضمون بين ظهرانيهم كثيرا من المرشحين الضعفاء لاختيار واحد منهم.

    تفيد الحكمة التقليدية بأن الرؤساء الممارسين لمهامهم من الصعب هزيمتهم. ومن المؤكد أن لديهم ميزات. وبينما تقوم كرئيس بتحريك القاعدة الانتخابية، والتنقيب عن الأصوات، فإن من الأمور المساعدة لك أن تكون تحت تصرفك الطائرة الرئاسية، إضافة إلى منصة حركة من موقع رئاسي. غير أن شاغلي المنصب الرئاسي يخسرون كذلك، كما حدث مع جيمي كارتر ومع جورج بوش الأب. ولم تبلغ درجة تأييد أوباما مستوى متدنياً على نحو كارثي، لكن سياساته أقل شعبية من شخصه. وإذا ظل الاقتصاد يعاني في العام المقبل، فإن أوباما عرضة للخطر.


    ربما يكون الاقتصاد كذلك بالفعل. فالبطالة مرتفعة، وتتراجع بصورة بطيئة. وسوق العقارات ما زالت جاثية على ركبتيها، تاركة كثيرا من المقترضين العقاريين بقيم منازل أدنى من القروض المترتبة عليها. وتراجعت ثقة المستهلك خلال الفترة الأخيرة، ولم تعاود الارتفاع. والحافز المالي آخذ في التلاشي – وإذا واصل الجمهوريون التفوق في مناورة الإدارة بخصوص سياسة الميزانية، فربما يتلاشى على نحو أسرع مما يمكن للاقتصاد تحمله. وبدأ الاحتياطي الفيدرالي الانقسام إزاء ما إذا كانت السياسة النقدية بحاجة إلى تشديد.


    ويبدو من غير المتوقع تقديم حافز مالي إضافي ما لم يتجه التعافي إلى العكس. ولن يحرّك مجرد النمو الراكد – أقل مما يمكن أن يتطلبه أوباما – الاحتياطي الفيدرالي كي يقوم بإجراء. ولذلك الفرص للجمهوريين في انتخابات عام 2012 يمكن أن تكون بين معتدلة وجيدة. وكل ما يحتاج إليه الحزب هو جمهوري قوي.


    خلال الأسبوع الماضي سأل استطلاع للرأي في ''نيويورك تايمز'' وcbs الجمهوريين أن يبينوا ما إذا كانوا متحمسين لأي من مرشحيهم للانتخابات الرئاسية، وإذا كانوا كذلك فمن هو هذا المرشح. وربما نتيجة لخشيتهم من سؤال مخادع، امتنع 56 في المائة من المشاركين عن ذكر أي اسم. يبدو أن سارة بالين التي أثارت 4 في المائة فقط من الحماس، مرشحة غير مفضلة. وكان مايك هكابي، حاكم ولاية أركنساس السابق، ومقدم برامج تلفزيون الكابل المحبب، على رأس القائمة، إذ حصل على نسبة حماس بلغت 9 في المائة فقط. وجاء بعده، بنسبة حماس بلغت 8 في المائة، ميت رومني، الحاكم السابق لولاية ماساشوستس، والمرشح لانتخابات عام 2008، والمتقدم للترشيح لانتخابات عام 2012. وكان قريباً من هذه النسبة دونالد ترمب – مدمن جذب الانتباه، والملياردير المشهور، ونجم تلفزيون الواقع الصاخب، ورافض موضة صلع الرجال.


    ربما يختار هكابي ألا يترشح. ودعونا نفترض – ودعونا نأمل ـ أن ترمب يمزح فقط. ما مدى ما يمكن أن يكون عليه رومني من قوة؟ لا يزيد المرء أن يبدو سلبياً تماماً، لكن لا بد أن هذا الأمر سلبي من حيث إنه حين كان حاكماً لولاية ماساشوستس، فإنه كان رائداً مقرباً لإصلاح أوباما للرعاية الصحية، وهي سياسة يمقتها أي جمهوري يحترم نفسه، أكثر مما يمقت أي أمر آخر. ويبدي أوباما ابتهاجاً وهو يثني عليه، مقدما له الشكر على قيادته توجها أفضى إلى الإنجاز المتمثل في توقيع الديمقراطيين على الإصلاح. وتتمثل إجابة رومني في أنه يفضل ترك الأمر لكل ولاية كي تقوم بإصلاح الرعاية الصحية بنفسها. ومن الأمور الأساسية أن هناك شيئا لا بد منه حول ذلك، لكن الأمر لا يساعده سياسياً. ولا يمكنه مهاجمة إصلاح أوباما للرعاية الصحية بالدرجة التي يتطلبها الحزب في الوقت الذي طبق في ولايته النظام نفسه تقريباً. وحقيقة أن سجله حاكما جمهوريا بالاسم فقط لم يثبت أنها قاتلة على الدوام لترشيحه، تبرهن على ضعف الساحة.


    إن الحديث عن الضعف ليس بمثابة قول إن الجمهوريين يفتقدون مرشحين يمكن أن يكونوا رؤساء جيدين. رومني يمكن أن يكون رئيساً جيداً. القضية هي قابلية الانتخاب. على الحزب أن يختار مرشحاً، بينما يترتب على البلاد التصويت لإيصال ذلك الشخص إلى مكتب الرئاسة. مشكلة الجمهوريين هي أن قاعدة الناخبين الحيوية للحزب ابتعدت كثيراً عن الوسط، بحيث أن نوعاً من القابلية للانتخاب يمكن أن يستبعد الآخر.


    هناك تطبيل كثير بخصوص تيم باولنتي، الذي نجح مرتين متتاليتين في الوصول إلى منصب حاكم مينيسوتا. وهو رجل مثير للإعجاب، كما أنه وفقاً للمعايير العادية محافظ صلب – لكنه ليس صلباً بما يكفي في نظر حزب الشاي. وعليه أن يتراجع عن تأييده السابق لإصدار قانون سقف وتجارة للكربون. وهو يؤكد على عقيدته الدينية (بروتستانتي متحول إلى الكاثوليكية)، كما أنه يروج للاتجاه الاجتماعي المحافظ. والمخلصون للحزب ليسوا مقتنعين ويستشعرون نوعا من عدم التماسك أقرب إلى رومني. وحصل باولنتي في استطلاع الحماس على 1 في المائة.


    ربما يكون ميتش دانيلز، حاكم ولاية إنديانا، رئيساً جيداً كذلك. لكنه يعتبر غير صالح في نظر كثير من النشطاء الجمهوريين. وقد دعا إلى ''هدنة'' بخصوص قضايا مثل الإجهاض – وهو موقف يحمل كثيرا من الشك العميق. وكان حاكم ولاية ناجحاً وشعبياً. وبصفته مديراً سابقاً للميزانية، وخبيراً في شؤون السياسة المالية، فإنه الرجل المناسب لهذه الأوقات. وقد حصل على تأييد على صعيد الصحافة بصفته ليبرالياً اجتماعياً (إذا تحدثنا في إطار المقارنة)، وكذلك بصفته محافظاً مالياً. لكن أي شيء من ذلك لن يوصله إلى الترشيح. فكم هو عدد الجمهوريين الذين أعلنوا حماسهم لدانيلز في استطلاع الرأي ذاك؟ مرة أخرى كانت النسبة 1 في المائة.


    خلال انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، خسر الجمهوريون فرصة السيطرة على مجلس الشيوخ من خلال رفض ضباط صف الحزب لمرشحين أقوياء، وترشيح أشخاص عديمي القيمة، مع علمهم بأنهم سيُهزمون. وقاموا بذلك بفخر: كان لديهم موقف يريدون إظهاره. فهل يتبنون النهج ذاته في انتخابات عام 2012، ويفتخرون بتقديم فوز إلى أوباما الذي يمكن هزيمته؟ إنهم يفكرون بالأمر.
يعمل...
X