صندوق النقد الدولي بحاجة إلى رئيس أكثر كفاءة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صندوق النقد الدولي بحاجة إلى رئيس أكثر كفاءة

    ليس هذا أنسب نقاش يمكن أن يجريه المرء في هذا الوقت المبكر، عقب الأحداث التي وقعت في نيويورك في عطلة نهاية الأسبوع. لكن دعوني أقولها من دون مواربة: أعتقد أن هناك أسبابا قوية لأن يخلف شخص أوروبي دومينيك شتراوس ـ كان.ولأكون واضحاً: إنني لا أؤيد مبدأ ضرورة أن يكون مدير عام صندوق النقد الدولي حُكماً، شخصاً أوروبياً. بل على العكس من ذلك أرى أن هذه الوظيفة ينبغي أن تسند للمرشح الأكثر كفاءة. إنني أعتقد فقط أنه في ضوء الأولويات الراهنة لصندوق النقد الدولي لا ينبغي أن يسارع المرء في استبعاد مرشح أوروبي.إن أهم البرامج التي ينفذها صندوق النقد الدولي حالياً هي برامج أوروبية. فما زالت الأزمة المالية المعدية التي تشهدها منطقة اليورو تشكل أكبر تهديد للاستقرار المالي العالمي. ويعتبر صندوق النقد الدولي شريكاً في برنامج القروض متعددة الأطراف الخاصة باليونان، وهو شريك هيكلي في آلية الإنقاذ المالي الخاصة بمنطقة اليورو. وأمام حجم هذا البرنامج وهذه الآلية، يتقزم أي شيء آخر يقوم به صندوق النقد الدولي في الوقت الحاضر.وما لا يحظى بالتقدير خارج منطقة اليورو هو الدور السياسي الذي يلعبه صندوق النقد الدولي في الإبقاء على استراتيجية الإنقاذ في مسارها. لقد كان شتراوس – كان يحظى باحترام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو. فقد كان داعماً للرأي الذي يؤمن به أيضاً البنك المركزي الأوروبي، من أنه لا ينبغي لبلد عضو في منطقة اليورو أن يسارع إلى العجز عن السداد. ومن الواضح أن منطقة اليورو كانت في حاجة إلى الكفاءات الفنية التي يتمتع بها صندوق النقد الدولي في التعامل مع أزمتها – وهي مجموعة من المهارات لا تتوافر في المؤسسات الأوروبية. وكانت في حاجة أيضاً إلى مشاركة صندوق النقد الدولي في التمويل. لكن أهم نفوذ لصندوق النقد الدولي هو نفوذ سياسي. وفي وضع اتسم بالافتقار إلى القيادة السياسية، ملأ الصندوق هذا الفراغ.

    من هنا أتساءل إلى أي مدى يمكن لمصرفي مركزي مكسيكي عالي الكفاءة، مثلا، أن يقوم بهذا الدور؟ إن مختلف المرشحين الواردة أسماؤهم باعتبارهم خلفاء محتملين، لديهم المهارات الفنية، لكن في معرض تقييم مزاياهم ينبغي أن نأخذ في الاعتبار أن الرئيس الجديد لصندوق النقد الدولي سيتعامل مع قضايا أوروبية إلى حد بعيد خلال الجزء الأكبر من ولايته الأولى. ويترتب عليه، أو عليها، أن يوفق بين مختلف الأطراف في اجتماعات وزراء المالية الأوروبيين، وأن يتحدث بفاعلية مع بعض رؤساء الحكومات الصعبين لدرجة تثير الاشمئزاز.أيضا ينبغي على من يتم تعيينه في هذا المنصب، من حيث المبدأ، أن يكون قادراً على أن يحظى بثقة واهتمام المستشارة الألمانية. وقد حقق شتراوس – كان ذلك. فقد كانت زيارته لها قبل الإعلان عن أول برنامج قروض لليونان قبل عام خطوة بالغة الأهمية للحؤول دون وقوع كارثة. ومن الصفات التي قد تكون مرغوبة في الشخصية التي ستتولى هذا المنصب أن تكون لديه درجة دكتوراه في الاقتصاد وخبرة واسعة في التعامل مع حالات عدم الاستقرار المالي. لكن في وقت كهذا، هذه الصفات غير كافية. فقد تغيرت اللعبة.أما أن اللعبة أصبحت سياسية أكثر فمرده جزئياً إلى القرارات التي اتخذها مجلس إدارة صندوق النقد الدولي تحت قيادة شتراوس – كان. وستؤثر هذه التغييرات في سجل المدير العام إلى الأبد. وعلى من يتولى هذا المنصب كائناً من كان أن يجمع بين التحليل الاقتصادي والتفكير السياسي. وتحديداً، ينبغي أن يكون لديه، أو لديها، فهم واضح لطبيعة الاتحاد النقدي الأوروبي الذي لا هو بالبلد ولا بالنادي. وبعبارة أبسط، لا يستطيع المرء أن يعامل اليونان بالطريقة نفسها التي يعامل بها عضواً عادياً في صندوق النقد الدولي له عملة مستقلة.لقد احتكر الأوروبيون منصب مدير عام صندوق النقد الدولي. وهذا يجب أن يتوقف، وسيتوقف. الآن، وربما للمرة الأولى، نحتاج إلى مدير عام أوروبي – أو على الأقل مدير لديه معرفة وخبرة في الشؤون الأوروبية. سيكون الأوروبيون أغبياء إذا فرطوا بهذا المنصب في وقت كهذا. هناك كثير من المرشحين الممتازين، بمن فيهم كرستين لاجارد، وزيرة المالية الفرنسية. والسبب ليس محاولة للتمسك بالسلطة، بل لضمان إنجاز المهمة العصيبة المتمثلة في إنقاذ أوروبا.
يعمل...
X