عكس المتوقع.. تناول عصير البرتقال يصيب النساء بالنقرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عكس المتوقع.. تناول عصير البرتقال يصيب النساء بالنقرس

    فيتامين "سي" هو أشهر أنواع الفيتامينات وأكثرها أهمية من الوجهة الغذائية ويعتبر عادةً في مقدمة الفيتامينات التي يستعملها الأطباء ويستهلكها المرضى.

    ويعرف هذا الفيتامين علمياً باسم حمض "الاسكوربيك"، كما يوجد بوفرة في المصادر الطبيعية مثل الملفوف والجريب فروت، والفلفل الأخضر والأحمر والجوافة والليمون وعصير البرتقال والشطة الحمراء الحارة والحلوة والبطاطس والسبانخ والفراولة واليوسفي والطماطم والجرجير والتوت والبقدونس والكراث واللفت والموز.

    ورغم أن الكثير من الناس يحرصون علي تناول جرعات كبيرة من هذا الفيتامين كمادة غذائية مكملة، إلا أنه في حقيقة الأمر سلاح ذو حدين ينطوي على فوائد عديدة، ويحفز في الوقت نفسه علي ظهور مواد مركبة ذات علاقة بالإصابة بالسرطان.

    وفي هذا الصدد، أظهرت دراسة أمريكية جديدة أن تناول النساء لأكثر من كوب يومياً من عصير البرتقال أو المشروبات الغازية التي تحتوي على السكر من شأنه أن يزيد خطر إصابتهن بداء النقرس.

    وذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية أن الدراسة التي أعدها باحثون في جامعة بوسطن الأمريكية أظهرت أن النساء اللاتي تناولن علبتين أو أكثر من المشروبات الغازية التي تحتوي على السكر يومياً كن معرضات أكثر بمرتين للإصابة بداء النقرس الذي يصيب المفاصل. كما تبين أن تناول النساء 3ر0 لتراً أو أكثر من عصير البرتقال يومياً يزيد خطر إصابتهن بهذا الداء أكثر من مرتين.

    وأوضح هايون تشوي الطبيب المسئول عن الدراسة أن سكر الفركتوز الموجود في المشروبين هو المسبب الرئيسي فهو يزيد معدلات حمض اليوريك الذي يؤدي إلى داء النقرس.

    ولا تخفى فوائد البرتقال أو الفواكه التي تحتوي فيتامين "سي" على أحد فقد أكدت الدراسات أن شرب نصف كوب من البرتقال كل صباح يساعد في الوقاية من السكتات الدماغية، فضلاً عن دوره المعروف في المحافظة على صحة وسلامة القلب وتقليل ضغط الدم وكونه مصدراً مثالياً للكالسيوم والفوليت والبوتاسيوم.

    وأشار باحثون إلى أن الآثار الوقائية لعصير البرتقال تعود إلى غناه بفيتامين "سي"الذي يعتبر من أقوى مضادات الأكسدة التي تخلص الجسم من السموم والجزيئات الضارة المؤذية للخلايا والجزيئات الضارة المؤذية للخلايا غير أن الإكثار من هذا العصير يضر بالصحة كغيره من باقي المواد الغذائية.

    يذكر أن داء النقرس هو نوع من أنواع التهابات المفاصل ويحدث بسبب ترسيب أملاح اليورات فى أنسجة المفاصل وما يحيط بها من غضاريف وعظام وعضلات وهذا الترسيب يتسبب فى حدوث التفاعل الذي نسميه التهاباً.

    دراسات متناقضة


    لا تخلو هذه النوعية من الدراسات من التناقض، خاصةً أن باحثي اليوم يؤكدون أضرار هذا الفيتامين، وباحثو أمس يؤكدون عكس ذلك.. ومن بين هذه الدراسات ما يؤكد أن فيتامين "سي" يلعب دوراً مهماً في الوقاية من أخطر انواع السرطانات، فقد أكد علماء أمريكيون أن حقن المصابين بالسرطان بجرعات عالية من فيتامين "سي" يمكن أن يؤدي إلى وقف انتشار المرض لدى الفئران المصابة.

    وحذر باحثو الأكاديمية الأمريكية الوطنية للعلوم في الوقت نفسه من أخذ جرعة مرتفعة من الفيتامين عن طريق الفم، وشددوا على ضرورة تناوله حقناً في منطقة البطن أو في الدم بشكل عام.

    وتوقع العلماء أن يؤدي استخدام الفيتامين إلى نتائج مباشرة لدى الإنسان أيضاً خاصة في مواجهة الأورام التي تمتلك قدرة كبيرة على مهاجمة الجسم والتي لا تشخص غالباً بالشكل الصحيح.

    وبحسب الأطباء، فإن فيتامين "سي" ينتمي إلى ما يعرف بمضادات التأكسد والتي تمنع تأكسد جزيئات المواد الاخرى التي تساهم في تكون السرطان.

    وقام الباحثون تحت إشراف مارك ليفين من المعهد الوطني الأمريكي للصحة في مدينة بيتسيدا بولاية ماريلاند بحقن الفئران المصابة بالسرطان بجرعات مركزة من فيتامين "سي" في منطقة البطن، فوجدوا أنه أوقف انتشار السرطانات السريعة الانتشار في البنكرياس والمبايض والمخ بنسبة 41 الى 53%، ولم تتضرر الخلايا السليمة جراء استخدام الفيتامين بجرعات عالية.

    وكان العلماء يعتقدون لفترة طويلة أن فيتامين "سي" وغيره من مضادات الأكسدة، تحارب النمو السرطاني عبر التقاط الأكسجين في الجزيئات ذات الجذور الحرة ومنع هذه الجذور الحرة من إتلاف الحمض النووي للخلايا، لكن باحثين في جامعة جون هوبكنز في بالتيمور بولاية مريلاند لاحظوا أن مضادات الأكسدة تلعب دوراً مختلفاً، فهي تقوم بتقويض قدرة الخلايا السرطانية على النمو في وسط ينقصه الأكسجين.

    وقد توصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد إصابة فئران مختبر بنوعين من السرطان ينتجان الكثير من الجذور الحرة وقاموا بإعطائها مواد مضادة للتأكسد مثل فيتامين "سي".

    ولاحظ الباحثون أن الفئران التي لم تتناول مضادات الأكسدة لم تكن تعاني من تلف يذكر في الحمض النووي الخلوي، مما يعني أن الدور الذي تلعبه مضادات الأكسدة لا علاقة له بالحمض النووي.

    وأشار بنج جاو أحد معدي الدراسة، إلى أن هذه الدراسة دفعت الباحثين إلى التفكير في طريقة أخرى تعمل بها مضادات الأكسدة وهي التخلص من بروتين معين مرتبط بالجذور الحرة، وهو ما حدث بالفعل حيث كان البروتين منتشراً في الخلايا السرطانية للفئران غير المعالجة، لكنه اختفى لدى الفئران المعالجة بفيتامين "سي".

    وأضاف الباحث تشي دانج أن البروتين يساعد الخلية المتعطشة للأكسجين على تحويل السكر إلى طاقة دون استخدام الأكسجين، كما يتيح انطلاق عملية بناء الأوعية الدموية لتوفير كمية جديدة من الأكسجين للخلايا.

    ونصح الباحثون بعدم التهافت على تناول فيتامين "سي" لأن دراستهم لا تزال في مراحلها الأولية.

    ليست التهمة الأولي لفيتامين "سي"


    ورغم الاعتقاد الشائع لدى الكثيرين بأن فيتامين " سي " العلاج الأمثل لنزلات البرد والزكام، إلا أن هذا الاعتقاد أصبح لا أساس له من الصحة بعدما أكد فريق بحثي تابع لجامعتين استرالية وفنلندية أن تناول فيتامين "سي" على شكل أقراص لا يحمي معظم الناس من الزكام.

    وجاء في بحث يشمل 30 دراسة انجزت بمشاركة 11350 شخصاً أن جرعات من 200 مج أو أكثر من فيتامين "سي" يومياً لا تخفف من حدة الإصابة بالزكام أو مدتها، لكن الأشخاص المعرضين للإجهاد لفترات طويلة كعدائي الماراثون يمكنهم تقليل احتمال إصابتهم بالزكام بـ50% عن طريق تناول فيتامين "سي" ، أما عدا هؤلاء، فيقول الباحثون إن منافع الفيتامين "سي" على معظم الناس شبه منعدمة.

    ويقول أحد الباحثين إنه لا معنى لتناول فيتامين "سي" 365 يوماً في السنة لتفادي الاصابة بالزكام، إلا عند من يتعرض للاجهاد بشكل، حيث يقل احتمال إصابتهم بـ50%، أو أن كان شخص يتعرض لأعراض شديدة.

    كما يقول الباحثون إن هناك أدلة مهمة على فاعلية كميات كبيرة من الفيتامين "سي" إن تم تناولها في بداية الاصابة بالزكام، لكن هذه الامكانية تتطلب المزيد من البحث.

    وكمية فيتامين "سي" المسموح بها حالياً هى فقط 60 مج يومياً، لكن خبيرة الأغذية البريطانية كاثرين كولينس تقول إن الكمية التي قد تفي بالغرض هى200 مج يومياً، مضيفة أنه من الممكن الحصول على هذه الجرعة عن طريق تناول 5 قطع من الخضروات والفواكه يومياً، كما أن تناول كميات أكبر من اللازم من الفيتامين تجعل الجسم لا يستوعبها.

    وتؤكد كاثرين كولينس هى الاخرى أنه لا دليل على فاعلية تناول لفيتامين "سي" ضد الزكام، رغم كون الكريات البيضاء تستفيد منه.

    وتضيف الخبيرة: "من المعقول القول أن الفيتامين "سي" يقوي المناعة، لكن ذلك ليس مؤكداً إلا عند الناس الذين يفتقرون إليه أصلاً، وهو شيء نادر"، لكنها تعتبر الدراسة الجديدة إضافة مهمة إلى المعلومات المتوفرة حول فيتامين "سي".

    كما أن هناك دراسة أخرى وجهت اتهاماً خطيراً له، حيث أكدت أن تناول فيتامين "سي" يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة.

    وكشفت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة براون الأمريكية، عن تورط هذا الفيتامين في زيادة احتمالية إصابة الفرد بسرطان الرئة، في بعض الحالات.

    وأوضحت الدراسة التي استندت علي تجارب مخبرية أجريت على خلايا رئوية بشرية، أن فيتامين "سي" قد يلعب دوراً في إتلاف الحمض النووي "دي أن ايه" لخلايا الرئة في بعض الحالات التي يتواجد فيها مع عنصر الكروم "سداسي التكافؤ" أو ما يعرف بالكروم "6" في نسيج الرئة، مما يهدد بإصابة الفرد بورم سرطاني.

    وأوضح الباحثون أن فيتامين "سي"، وهو من المواد المضادة للأكسدة ذات الفعالية، حيث يعمل على إيقاف تحطم الخلايا الذي قد تسببه الجذور الحرة "، حيث يقوم الفيتامين بإضافة إلكترونات تعمل على تحويل الجذور الحرة إلى جزيئات غير ضارة، كما يسهم فيتامين "سي" عند تواجده خارج الخلية مع الكروم "6" في تحويله إلى شكل آخر ومنعه من اختراق الخلايا.

    ومن المعروف لدى المختصين بأن الكروم "6" هو أحد العناصر المعدنية الموجودة في الطبيعة، ويتواجد في التربة أو الصخور، علاوة على احتمالية وجوده في المياه، ويعد هذا العنصر من المواد المسرطنة عند استنشاقه بالنسبة للبشر، حيث يرتبط بزيادة مخاطرالإصابة بسرطان الرئة.

    وأشار الدكتور أناتولي زيتكوفيتش الأستاذ المشارك في مجال العلوم الطبية من الجامعة وعضو فريق البحث، إلى أن التجارب أثبتت أن زيادة تركيز فيتامين "سي" داخل الخلايا، أدى إلى ارتفاع معدل حدوث الطفرات والتكسر في الحمض النووي "دي أن ايه"، مما يشير إلى دور هذا الفيتامين في جعل التراكيز غير المؤذية من عنصر الكروم "6" ذات تأثير سام.

    وكان الباحثون من جامعة بنسلفانيا الأمريكية قد أعلنوا من قبل أن فيتامين" سي"، الذي يعتبر أحد المكونات الغذائية الأساسية في الفواكه والخضار ويتناوله العديد من الناس بجرعات كبيرة كمادة غذائية مكملة، هو في حقيقة الأمر سلاح ذو حدين ينطوي على فوائد ويحفز في الوقت نفسه على ظهور مواد مركبة ذات علاقة بالإصابة بالسرطان.

    وأضاف العلماء أن فيتامين "سي" يحتوي على حامض دهني مهم يوجد في الدم، وتبين لهم أنه يتسبب في توليد مواد تتلف الحامض النووي ويعرف عنها أنها تسبب تغيرات وراثية، أو جينية، لها علاقة بعدد من أمراض السرطان.
يعمل...
X