أوباما يتودد لأمريكا الجنوبية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أوباما يتودد لأمريكا الجنوبية

    على الرغم من معارك الموازنة في الوطن والحروب الأهلية في الشرق الأوسط والأزمة النووية في اليابان، بدأ باراك أوباما السبت زيارة إلى أمريكا اللاتينية تمتد خمسة أيام. إنها زيارته الأولى إلى الجنوب منذ أن طاف المكسيك قبل عامين، في طريقه إلى قمة وعد فيها المنطقة بـ ''شراكة متكافئة''. ومنذئذ، وأوباما يصارع الأزمات وغابت أمريكا اللاتينية عن المنظور العالمي لواشنطن مرة أخرى. لكن تلك اللامبالاة التقليدية تعني هذه المرة خسارة للولايات المتحدة.

    لقد نضجت أمريكا اللاتينية. فخلال العقد الماضي أصبحت متنوّعة سياسيّاً، وقارة دؤوبة تجاريّاً، في ظل اقتصاد مماثل لحجم الذي لدى الصين. ولم يعد رئيس فنزويلا، هوجو شافيز، ذلك المهدد الإقليمي كما كان من قبل، وخفت التوترات بين بلاده وكولومبيا المجاورة. كذلك أصبحت البرازيل أكثر ثقة في دورها الإقليمي، بل وأكثر مع تزايد انكفاء الولايات المتحدة. وإحدى علامات ذلك الانسحاب هو الكيفية التي تحل بها الصين محل الولايات المتحدة كأكبر شريك تجاري. ولم يعد بوسع واشنطن تحمل تجاهل قارة تشتري ما قيمته 161 مليار دولار من البضائع الأمريكية سنوياً. إن أوباما محق في الذهاب إليها.


    لكن ماذا بوسع أوباما تقديمه مع ذلك لمضيفيه؟ الإيماءة الكبرى ربما تكمن في الموافقة على شغل البرازيل مقعدا دائما في مجلس الأمن الدولي – مثلما فعل مع الهند العام الماضي. وعلى عكس الهند، لا تواجه البرازيل أي نزاعات خارجية وليست لديها أسلحة نووية كذلك. وهذه العضوية حتمية في يوما ما، ويمكن لأوباما توقع ذلك. لكن سقف التوقعات منخفض – مثلما هي في تشيلي، محطته المقبلة، ذات الاقتصاد الأكثر نجاحاً في أمريكا اللاتينية، التي ستكون مسرح الخطاب الإقليمي الكبير لأوباما. وعقب عقدين من انتقال تشيلي إلى الديمقراطية، يمكن للمرء أن يتوقع كيف هي بعض المشاعر، وكيف أن كل الأنظار تتجه نحو الشرق الأوسط وانتقاله إلى الديمقراطية.


    ربما لا يملك أوباما المزيد لعرضه على السلفادور. فالعلاقات الجيدة مع حكومة يسار الوسط فيها إشارة إلى أن الولايات المتحدة ما عادت ترى المنطقة من الثقب الأيديولوجي القديم. مع ذلك، مخاوف أمريكا الوسطى الكبرى، مثل تهريب المخدرات، مجرد تذكرة بالنقائص الأمريكية في أماكن أخرى.


    البؤرة الكبرى مع ذلك هي التجارة. بالنسبة لكثيرين في المنطقة أصبحت الصين ثقلاً مضاداً مرحبا به للولايات المتحدة. على أن ذلك يمكن أن يكون مبالغا فيه. هنا بوسع أوباما العثور على قضية مشتركة مع أولئك القلقين من أن اقتصادات أمريكا اللاتينية تتعرض للاضمحلال جراء الواردات الصينية الرخيصة. ما زال هناك وقت لإيجاد علاقة وثيقة أكثر في النصف الغربي، فعلى الأقل ليست هناك بعد رحلات مباشرة بين بكين وبرازيليا.
يعمل...
X